قامت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية أمس بزيارة لمحافظة أسوان شهدت خلالها احتفالية إعلان أسوان محافظة مناهضة لختان الإناث ووضعت حجر الأساس لقرية الهلال الأحمر النموذجية لصالح متضررى السيول والأسر الأولى بالرعاية. كما أفتتحت مركز علاج الأورام بعد تطويره، وأعربت السيدة سوزان مبارك في كلمتها في الاحتفال الذي نظمته وزارة الأسرة والسكان بمحافظة أسوان, عن سعادتها بزيارة المحافظة للمشاركة في الاحتفال باعلان المحافظة مناهضة للختان, الذي يعتبر بداية لمرحلة مصيرية في تقدم المتجمع الأسواني. وأشارت الي ان مركز علاج الأورام أصبح بعد تطويره ركنا أساسيا لمنظومة علاج الأورام ليس في أسوان فقط بل في جميع ربوع مصر ومنفذا مهما من منافذ الخدمة الصحية المتميزة في مجال طب وعلاج أخطر أمراض هذا العصر وهو السرطان. وهنأت محافظة أسوان بتدشين عدد من المشروعات الرائدة التي جعلت المحافظة تشهد طفرة تنموية ملموسة بدعم من الدولة من جهة, وبفضل تضافر الجهود الجادة لأجهزتها وأبنائها المخلصين من جهة أخري, لتعكس بذلك نموذجا أصيلا للمشاركة المجتمعية الفاعلة من أجل تحقيق أهداف الأجندة الاجتماعية الطموح. وقالت في كلمتها: جئت إليكم لنشهد مرحلة جديدة في سعينا من أجل رفعة وتقدم أبناء الوطن, في وقت يتزايد فيه الاهتمام بقضايا الطفولة بوجه عام, ويتعاظم فيه الايمان بالدور المستقبلي للطفل في المجتمع. فرعاية الطفل وحمايته كانت وستظل مسئولية وطنية في المقام الأول, فهو الاستثمار الحقيقي وهو الأمل في بناء المستقبل, لذا أولينا اهتماما كبيرا لكفالة حقوق الطفل, وتوفير البنية التشريعية اللازمة, والعمل في اطار علمي ومؤسسي منظم وفق خطط متكاملة تستهدف النهوض بالطفولة والنشء بوجه عام, وبالفتاة المصرية بوجه خاص. وأضافت: وبالفعل أولينا اهتماما خاصا لقضايا الفتاة المصرية ومشكلاتها, فأطلقنا مبادرة عام البنت المصرية في2003, تأكيدا علي مدي تقديرنا واحترامنا لبناتنا, والتعبير عن ثقتنا في قدرة الفتاة المصرية علي العطاء لمجتمعها, وأكدنا منذ اللحظة الأولي ان حقها في التعليم هو أول الحقوق التي يجب أن نكفلها لكل فتاة في مصر, خاصة في الريف والمناطق النائية, وقمنا بطرح العديد من الأفكار والمشروعات غير التقليدية, لإتاحة فرص التعلم للفتيات بالريف والحضر علي قدر سواء. وأشارت الي ان اطلاق مدارس الفصل الواحد, ومدارس المجتمع, والمدارس صديقة الفتيات, مبادرات مهدت الطريق وهيأت البنية الثقافية والاجتماعية, التي قامت علي فكر جديد يقوم علي المشاركة المجتمعية, واستهدفت أيضا تمكين الفتاة من خلال تزويدها بالمهارات الضرورية للوفاء بمتطلبات الحياة, لتصبح قادرة علي العمل واكتساب فرص العيش الكريمة. وقد بدأ الاحتفال بكلمة السيد مصطفي السيد محافظ أسوان, حيث وجه الشكر للسيدة سوزان مبارك علي مبادرتها الرائدة لرعاية الفتاة المصرية. واستعرض مخاطر ختان الاناث, مؤكدا أن أسوان كانت أول محافظة تعلن مناهضتها لهذه العادة الخطيرة من خلال11 قرية وانضم اليها أمس قريتان ليصبح العدد13 قرية. وشهدت السيدة قرينة الرئيس والحضور بعد ذلك فيلما تسجيليا عن الحملة الاعلامية لمناهضة ختان الاناث استعرض الرسالة والهدف منها. ووجهت السيدة مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان الشكر للسيدة سوزان مبارك التي يعود اليها الفضل في اطلاق مبادرة مناهضة ختان الاناث. واستعرضت الأهداف التي ينبغي انجازها في المستقبل للوصول الي مجتمع خال من ختان الاناث من خلال خطاب ديني مستنير, وحملة اعلامية مساندة وتخصيص خدمة خاصة علي خط نجدة الطفل1600 لتلقي الاستشارات حول الممارسة الضارة وتفعيل قانون العقوبات الخاص بتجريم ختان الاناث وتنسيق الجهود الوطنية بين الوزارات المعنية والمجتمع المدني لتحقيق الأهداف. واستعرضت بعد ذلك نماذج ايجابية من القري التي أعلنت مناهضتها لختان الاناث, حيث استعرض كل منهم تجربته في التصدي لهذه العادة الكريهة. وقدم اهالي القري هدية تذكارية للسيدة سوزان مبارك تحمل أسماء القري التي أعلنت مناهضتها لختان الاناث. وقامت السيدة سوزان مبارك بعد ذلك بالتوقيع علي وثيقتين لاعلان مناهضة ختان الاناث بقريتي الرقبة الفوقانية والرقبة التحتانية. حجر أساس قرية الاعقاب وقامت السيدة سوزان مبارك بعد ذلك بوضع حجر الأساس لقرية الهلال الأحمر لصالح متضرري السيول والأسر الأولي بالرعاية قرية الأعقاب. واستمعت السيدة سوزان مبارك لشرح علي اللوحات الالكترونية عن المشروع من المهندس أحمد المغربي وزير الاسكان. وقد أوضح أن القرية الجديدة تقع بمساحة302 كيلومتر من مخرات السيول, وروعي فيها البعد الاجتماعي واستخدام مواد محلية صديقة للبيئة وتقع القرية علي مساحة95 فدانا. والقت السيدة سوزان مبارك كلمة بمناسبة وضع حجر الاساس جاء نصها: الأخوة والأخوات أبناء محافظة أسوان السيدات والسادة.. يسعدني أن أعود لزيارة محافظة أسوان للمرة الثانية خلال شهور قليلة للوفاء بما وعدنا به.. ولنعلن عن بدء المرحلة الأولي من بناء قرية الأعقاب ليس فقط لصالح الأسر المتضررة من كارثة السيول, ولكن لأهالي أسوان بشكل عام, وهي المبادرة التي يتبناها الهلال الأحمر المصري,من منطلق رسالته الأساسية في مجال الإغاثة الإنسانية في ظروف الكوارث والأزمات, وفي خدمة أهداف التنمية الاجتماعية بوجه عام. في يناير الماضي.. وفي أعقاب كارثة السيول.. وبعد زيارة السيد الرئيس لأسوان.. جئت إليكم لتأكيد وقوفنا بجانبكم والتزامنا بمساندة أهالي ومواطني أسوان في هذه المحنة. وحرصت علي الاستماع لكل القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة باعتبارهم المعايشين لمعاناة المتضررين والأقدر علي تقويم أبعاد الموقف وخطورته, ووعدت بأ نبذل قصاري جهودنا لمواجهة تبعات هذه المأساة الإنسانية. وعلي مدي الشهور الماضية, تابعت شخصيا بنفسي مع الهلال الأحمر يوما بيوم جهود الإغاثة المقدمة لضحايا السيول في محافظات أسوان والبحر الأحمر وسيناء من خلال قوافل متواصلة.. حملت معها مساعدات الطواريء العاجلة.. وهي جهود شاركت فيها مختلف الهيئات والجهات الحكومية وغير الحكومية من منطلق الواجب الوطني وفي تعبير صادق عن روح التكافل الاجتماعي والتضامن الإنساني التي يتميز بها الشعب اغلمصري والتي تبرز بقوة في وقت الأزمات والمحن. وكان إعادة بناء المساكن المضارة أكبر تحدي واجهنا, وأصبح علينا أن نتصدي لهذه المسئولية بالالتزام الجاد وبالسرعة المناسبة, وقد ساعدنا كثيرا ما اكتسبه الهلال الأحمر من خبرة واسعة في هذا المجال.. بدءآ من دوره الفاعل في إسكان متضرري زلزال عام2992 في مدينة النهضة, وفي مواجهة كارثة السيول السابقة عام1996, فضلا عن مشروعاتنا الناجحة في تطوير عشوائيات زينهم, ونقل المتضررين من حادث انهيار صخرة الدويقة في العام الماضي الي مساكن جديدة. وفي الأسبوع الماضي, كنا في سيناء حيث تم تسليم عقود الوحدات السكنية الجديدة في قرية الحسنة لمتضرري السيول هناك.. وهي قرية تكفل الهلال الأحمر ببنائها من تبرعات أهل الخير وشركاء التنمية. واليوم.. ونحن نعلن عن هذه المبادرة الجديدة من مبادرات الهلال الأحمر في محافظة أسوان, يسعدنا أن نري العمل وقد بدأ فعلا علي أرض الواقع في بناء قرية الأعقاب.. وهو مشروع متكامل لبناء قرية نموذجية تشمل(400) وحدة سكنية جديدة علي مرحلتين. فقد أتيت لأضع حجر الأساس.. وكم كانت سعادتي حين وجدت أن هناك عدة وحدات قد تم بناؤها بالفعل.. ولاشك أن تلك هي مفاجأة سارة.. برهنت علي الحماس والعزيمة والاصرار علي مواصلة المسيرة.. لنستكمل معا المرحلة الأولي من المشروع والتي تضم(200) وحدة سكنية. كنا نتطلع لبناء قرية نموذجية.. تتوفر فيها جميع مقومات الحماية والأمان.. يتلاءم تصميم وحداته السكنية مع مناخ المنطقة شديدة الحرارة.. ومع طبيعة البيئة المحيطة.. ومع ذوق وعادات أهل أسوان.. ويراعي تخطيطها ان تتكامل مرافقها لتوفر جميع الخدمات الزساسية المطلوبة من مدرسة ومسجد ووحدة صحية وسوق تجارية, بالاضافة الي ناد اجتماعي. وقد وفرت الدولة لنا مساحة(95) فدان لبناء القرية.. وتم اختيار موقعها بحيث تبعد عن مخرات السيول والكتل الصخرية.. وفي ذات الوقت لا تبعد كثيرا عن التجمعات السكنية المتضررة حتي لا يعاني أهالي المنطقة من مشكلات الانتقال والتهجير. لقد تمثلت رؤيتنا في أن نجعل من قرية الأعقاب وحدة انتاجية متكاملة.. ومجتمعا حضاريا متطورا يوفر لأبناء المنطقة وأسرهم ليس فقط السكن الصحي الملائم, بل والبيئة الاجتماعية المناسبة التي تلبي احتياجات الأسرة, وتوجد واقعا مشرقا جديدا يشجع أفرادها علي التعلم والعمل والانتاج والاندماج في حركة التنمية المجتمعية التي تتسارع خطاها في صعيد مصر في السنوات الأخيرة. لم تكن تلك الاستجابة الفورية لتلبية احتياجات الأسر المتضررة.. مجرد تحرك رسمي تفرضه مسئولية الدولة تجاه مواطنيها في ظروف الكوارث.. ولكنها كانت عن حق وبكل الصدق الذي عايشناه ملحمة انسانية من التكاتف والتكافل والتضامن الاجتماعي الرسمي والشعبي الذي يتميز بها هذا الوطن العريق في مواجهته للشدائد. ولقد اسعدني حقا أن أشهد هذا الوعي وهذا النمو المتزايد في الالتزام بالمسئولية الاجتماعية من قبل الشركاء, في وقت باتت فيه حاجتنا لهذا التضامن الاجتماعي تمثل ركيزة أساسية ليس فقط لاجتياز المحن والأزمات, ولكن لتحقيق التوازن الاجتماعي ولتوسيع فرض النمو والتقدم. أقول هذا بمناسبة ما رأيته في الصحف قبل يومين من الإعلان عن افتتاح لمعرض ضخم للاستثمار العقاري تشارك فيه أكثر من(40) شركة من كبريات شركات الاستثمار والتمويل العقاري والمؤسسات المالية, تتنافس جميعها علي تقديم أفضل المشروعات والعروض لجذب العملاء. لقد أسعدني هذا الإعلان الذي يعكس مدي استقرار مناخ الاستثمار في مصر, ومدي نجاح الاقتصاد الوطني والقطاع الخاص المصري في تطوير قدراته التنافسية في مجال الاستثمار والأعمال, بما يؤهله لدوره المطلوب في دفع عملية التنمية الاقتصادية وإيجاد فرص العمل ورفع مستوي الدخول. هذا وإن شعررت في الوقت نفسه بقدر الفجوة بين احتياجات الفئات المختلفة من أبناء شعبنا وأدركت مرة أخري أهمية مفهوم المسئولية الاجتماعية ودورها في حفظ التوازن والتماسك الاجتماعي المنشود بين مختلف شرائح المجتمع. من هذا المنطلق أحيي اليوم.. ومن قرية الأعقاب في محافظة أسوان.. المبادرة الكريمة التي تقدمت بها للهلال الأحمر مجموعة الشركات المشاركة في هذا المعرض العقاري.. مساهمة منها في استكمال المرحلة الثانية من مشروع بناء قرية الأعقاب. مبادرة كريمة نعلنها اليوم ونشيد بها كنموذج رائع للالتزام الاجتماعي الواعي بقضايا وهموم أبناء هذا الوطن.. يدعونا للثقة في المستقبل.. ويحفزنا للعمل بمزيد من الجهد والاخلاص لبناء الغد الأفضل إن شاء الله. باسمكم وباسمنا جميعا نقدم خالص الشكر لرجال القطاع الخاص الوطني القائمين علي هذه الشركات علي هذه المبادرة المتميزة وهذا الالتزام القومي الصادق. كما انتهز هذه الفرصة لأتوجه بكل الشكر والتقدير لكل شركائنا الذين يسهمون معنا من خلال الهلال الأحمر في تحقيق أهدافنا النبيلة في خدمة قضايا التنمية البشرية في مجتمعنا.. فبدون مشاركتهم بالجهد والفكر والمال ما كان يمكن انجاز مثل هذا المشروع أو غيره من المشروعات العديدة التي نجحنا في تنفيذها علي مدار السنوات الماضية. مرة أخري أقول, لم نأت لمجرد الإعلان عن بناء قرية جديدة.. إنما جئنا لنؤكد أن أهل أسوان في صدارة اهتمامنا.. وفوق كل هذا, جئنا لنشجع ونحيي جهود التنمية في الصعيد.. التي باتت علي رأس أولويات خطط التنمية سواء التي تنفذها الدولة أو يقوم بها القطاع الخاص بهدف تحقيق مزيد من التوازن الاقليمي في عملية التنمية في مصر. وقد شهدت أسوان بشكل خاص وغيرها من محافظات الصعيد في السنوات الأخيرة العديد من المشروعات التنموية المهمة في مجال التعليم والصحة والاسكان والخدمات. ونعد بأن يستمر دعمنا الكامل لكل احتياجات الصعيد ومحافظة أسوان حتي نري طفرة حقيقية في مستوي معيشة الأسرة المصرية الصعيدية في هذه المنطقة العريقة من أرض الوطن. افتتاح مركز الأورام وافتتحت السيدة سوزان مبارك بعد ذلك مركز الأورام بالمحافظة التابع لوزارة الصحة بعد تطويره بتكلفة22 مليون جنيه. وقد قدم الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة شرحا علي اللوحات الالكترونية عن المشروع الذي يضم8 عيادات خارجية ومنطقة استقبال تستوعب600 شخصا في الساعة, ويحتوي علي جهاز معمل خطي لعلاج الأورام بالاشعاع, وجهاز أشعة مقطعية, وأخر للموجات الصوتية. وقد تفقدت السيدة قرينة الرئيس غرف المرضي وغرف الأورام والعيادة الخارجية وغرف المعامل والاشعة المقطعية وأماكن انتظار المرضي.