خرجت أسر الشباب المتهمين في قضية «التسلل عبر الأنفاق إلي قطاع غزة» عن صمت دام 4 أشهر منذ القبض علي أبنائهم وهي القضية المتهم فيها مصريان هما «عبدالله عثمان المهدي» 35 سنة و«عبدالرحمن محمد سعد الهلالي» 26 سنة حاصل علي بكالويوس حاسب آلي والمقيمين بمدينة أجا بمحافظة الدقهلية. وكانت أسر المتهمين قد فضلت عدم الحديث حول اعتقال أبنائهم لحين صدور قرار بالإفراج عنهم، لكن قرار محكمة أمن الدولة العليا يوم الأربعاء الماضي الصادر بحبسهم 15 يوماً بتهم الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، وجمع وتلقي الأموال دون تصريح، والحصول علي أموال من الخارج، والتسلل عبر الحدود الشرقية للبلاد إلي غزة جاء بمثابة الصدمة التي أخرجت الأسر عن صمتها. الشيخ «محمد سعد الهلالي» إمام وخطيب بمدينة أجا ووالد المتهم «عبدالرحمن» يقول: فوجئت يوم 17 مارس الماضي بقوة كبيرة تقتحم منزلي في الساعة 2 صباحاً، وكان «عبدالرحمن» يتصفح الإنترنت، وظننت في البداية أن القوة جاءت لي لتلقي القبض علي أنا، ولكنني فوجئت بهم يقولون إنهم يريدون «عبدالرحمن»، وفتشوا المنزل وأخذوا جهاز الكمبيوتر، وقالوا إنه سيعود في الصباح، مع أنه شاب غير متدين، وفوجئت بسيارات الترحيلات تأخذه في اليوم التالي من مركز شرطة أجا إلي القاهرة في حراسة مشددة وعرفت بعدها أنه محتجز في جهاز مباحث أمن الدولة، وظل هناك 22 يوماً لا نعلم عنه شيئاً واتصل بعدها وعرفت أنه عاد إلي المنصورة، وتم عرضه علي أمن الدولة بالمنصورة، وقالوا لهم أنتم براءة ولكن لا تتكلموا مطلقاً عما حدث لكم في القاهرة، وعرفت أنهم خلال هذه الفترة لم يروا النور ولم يتم نزع العصابة عن أعينهم، وتم صعقهم بالكهرباء، وفوجئت بصدور قرار اعتقال لهم وتم ترحيلهم لسجن برج العرب، وظل هناك شهرين حتي حصل علي قرار إفراج يوم 9 يونيو لكن قررت النيابة حبسه، وأضاف «الهلالي» رغم أنني كفيف وابني هو عائلي الوحيد، فإن ذلك لم يشفع لي، وتم اتهامه في قضايا غير حقيقية، بل وهمية، فابني كان عمله كله في وصلات الإنترنت، ولم يكن عنده دقيقة فراغ في يومه، ويبكي ويقول: لقد نسي ابني اسمه في هذه الفترة فأعطوا له رقما وينادي برقمه ولا يسمح له بدخول الحمام إلا في وقت معين، كما أنه تم إلقاء القبض عليه من بيته وليس من أنفاق غزة كما تقول مذكرة التحريات. فيما قال الدكتور «عثمان المهدي» إنه تم القبض علي ابنه «عبدالله» أثناء عودته من العريش في شهر فبراير الماضي، وبعد إلقاء القبض عليه تمت مداهمة عيادة والدته طبيبة النساء والتوليد، وأخذوا شاشة كمبيوتر وجهاز سونار وجهاز لصيانة الأجهزة الطبية وبندقية صيد، وأخذوا زميلاً له بعد أن هددوه رغم أنه يعمل في فرقة موسيقية، إلا أنه كان شاهداً عليهم ولا أفهم كيف ذلك؟!