اتهم اللواء عبدالعظيم حمدان جهاز المخابرات "الإسرائيلي" (موساد) بقتل شقيقه الراحل الكبير جمال حمدان، كاشفا فى حوار اجرته معه صحيفة "الخليج" الاماراتية تفاصيل جديدة فى مقتل المؤرخ الكبير الراحل، وما وصفه ب"تقاعس جهات التحقيق في عهد الرئيس الاسبق حسني مبارك فى تكييف القضية قانونيا". وقال اللواء حمدان أنه عاين جثة شقيقه، الذي رحل في 17 إبريل عام 1993 في مشرحة زينهم، وأنه رأى آثار ضربة بآلة حادة في رأسه، فيما لم تتجاوز الحروق منطقة الصدر. وكشف أن مسؤولاً في رئاسة الجمهورية طلب منه قبل الحادث بنحو عام، أن يبلغ شقيقه بأن يتوقف عن الكتابة عن "إسرائيل"، مشيرا الى أن أسرته لم تحصل إلى الآن على نسخة من تقرير طب الشرعي بشأن جثة شقيقه، وإن غياب الدليل المادي على القتلة يمنعها من طلب إعادة التحقيق في مقتل العالم الكبير بعد مرور كل هذه السنوات.
وقال عبد العظيم : كضابط مخابرات سابق أستطيع أن أؤكد أن "الموساد" هو مَن يقف وراء مقتل أخي جمال، حيث كان الراحل لكبير أدلى بحديث لإحدى الصحفيات بمؤسسة قومية، ذكر فيه أنه أتم 3 كتب، كل منها نحو ألف صفحة، أحدها عن "اليهود والصهيوينة" وبعد نشر الحديث في مجلة مصرية، أدلت الصحفية بحديث ل"بي بي سي" أشارت فيه إلى الكتب الثلاثة التي انتهى حمدان من تأليفها ومنها هذا الكتاب.
ومن يومها استأجر الشقة التي تعلو شقة شقيقي أجنبيان "رجل وامرأة" راقبا كل تصرفاته، واختفيا، حسب شهادة الجيران، فجأة يوم اغتياله . ودخلت على شقيقي في مشرحة "زينهم" بعد استشهاده أنا ود . صبحي عبدالحكيم وأخي الدكتور أحمد ووجدناه مضروباً في رأسه وجسمه محروق حتى صدره، وأثبت الطب الشرعي أنه مضروب بآلة حادة في رأسه من الخلف .
وعندما اكتشفنا قصة استئجار الأجنبيين الشقة التي تعلو شقة الراحل، طالبنا أنا وأخي محمد، رحمه الله، وأختي فوزية من المستشار هشام سرايا المحامي العام لنيابات أمن الدولة وقتها، إعادة فتح التحقيق في اغتيال أخي، لوجود رواية جديدة في القضية حسب الجيران . فأجابني بقوله: أنت رجل مسؤول، ولابد من وجود أدلة مادية جديدة، لأن جمال حمدان شخصية عامة، وإعادة فتح التحقيق سيحدث دوياً هائلاً في البلد . عندما ذهبنا للنيابة، قالوا لنا: لو عندكم دليل مادي مستعدون لفتح التحقيق من جديد وإعادة تشريح الجثة وحتى الآن لم يظهر الدليل المادي وكتب أن الجاني مجهول!
ويتهم اللواء عبد العظيم حمدان أجهزة الدولة بالتقاعس في التوصل للجاني لأنها لم تأخذ الحادث بجدية، مشيرا الى أن هناك في الأسرة مَن دعا إلى إعادة فتح التحقيق بعد ثورة 25 يناير لكنني لا أجد جدوى من ذلك، لأن البلد لم يهتم بموت "جمال" منذ 21 سنة ولغياب الدليل المادي.
وقال عبد العظيم: كان يجب أن تولي الدولة أهمية وعناية لهذا الحادث، وطلب صحفي يعمل برئاسة الجمهورية قبل استشهاد جمال بنحو عام واحد مقابلتي لأمر مهم . وعندما قابلته، قال لي: أنت تعرف كم أنا محب لجمال حمدان، وقرأت كل كتبه، ولكني أرجوك أن تبلغه رسالة بأن يخفف من حديثه عن اليهود، لأننا مقبلون على اتفاقية بين الفلسطينين و"الإسرائيليين"، وعندما نقلت ما قاله لشقيقي جمال، قال لي: "حاضر التهديد وصل" . وبعدها بيومين أرسل جمال إلى "الأهرام" مقالة عن طريق الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين . وتم نشرها بالفعل في الصفحة الثالثة، وكانت في نقد ما يحدث في البلد، وهاجم فيها "إسرائيل" .