مع كل عام تتجدد الذكرى والألم لدى عائلة الراحل الكبير جمال حمدان، المعلومات والدلائل تشير إلى أن وفاته جاءت متعمدة بفعل فاعل، لكن لا أحد يهتم، مرت ذكرى الرجل فى 16 أبريل الجارى دون أن يلتفت إليها أحد. لم يلزم الأخ، اللواء عبدالعظيم حمدان، الصمت، ومثله د. فوزية حمدان، كلاهما وعلى مدار 20 عاماً، كانا يجددان الدعوة للبحث فى مقتل شقيقهما الراحل، دون جدوى. لكن هذا لم يكن الألم الوحيد بالنسبة لهما، فالنسيان والنكران وعدم اهتمام كثير من مؤسسات الدولة بإحياء ذكرى الرجل أو نشر علمه، كانت غصة أخرى فى حلق العائلة. «كل سنة كنت أفضل أكلم الناس وأتصل بمكتبة القاهرة وهنا وهنا عشان نعمل ندوات فى ذكرى جمال حمدان، لو مكنتش أنا أتصل محدش بيهتم ويكلمنى»، يتحدث اللواء عبدالعظيم حمدان بصوت حزين كأن خبر الوفاة قد بلغه للتو. يتذكر يوم تيقن من أن شقيقه مات مقتولاً، فطالب النيابة بالتحقيق فى القضية باعتبارها جريمة قتل، فكان رد مساعد النائب العام: «لو فيه دليل مادى هاتوه لنا القضية، وإلا هتتقيد ضد مجهول». مرت الذكرى هذا العام بينما يتأمل الشقيقان أحوال البلد، يقول عبدالعظيم: «أنا فاقد الأمل إنهم يفتحوا التحقيق تانى، ولا حد هيعمل حاجة، غير المقال اللى كتبه الروائى يوسف القعيد مفيش اهتمام، لا مرسى هيعمل حاجة ولا اللى جاى هيعمل، من أيام حسنى مبارك مكنوش بيحبوا جمال حمدان». 20 عاماً من الرحيل لم يلتفت إليها أحد: «مفيش جرنال عمل حاجة ولا ندوة اتنظمت، ولا حد افتكره، رغم إن سبب وفاته كانت كتابته 3 موسوعات عن الصهاينة والصهيونية، كل واحدة ألف صفحة، كان متفق مع دار الكتاب العربى، لصاحبها يوسف عبدالرحمن، إنه هيسلم له مسودات الكتب بعد يومين لأنها جاهزة للنشر، لكنهم راحوا له وقتلوه وسرقوا المسودات».