فعلها الدكتور محمد حبيب النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين ونفذ تهديده وتقدم باستقالته من جميع مناصبه كنائب للمرشد وعضو في مكتب الإرشاد ومجلس الشوري العالمي كما اعتذر عن الترشح لمنصب المرشد العام الجديد بعد أن رفضت الجماعة والمرشد مهدي عاكف الاستجابة لمطالبته بوقف إجراءات انتخاب المرشد الجديد بحجة أن هذه الإجراءات يشوبها البطلان، وقد جاءت ستقالة حبيب وخروجه من التنافس علي منصب المرشد بعد أيام قليلة من الانتخابات الخاصة بمكتب الإرشاد والتي أسفرت عن خروج درامي للنائب الأول للمرشد والرجل الثاني في الجماعة والذي كان في أوقات كثيرة هو الرجل الأول أو الأول مكرر، حيث كان يمارس مهام مرشد الجماعة في أوقات كثيرة وكانت جميع المؤشرات والتوقعات تؤكد أنه سيخلف مهدي عاكف ويصبح المرشد الثامن للجماعة، خاصة أن النائب الثاني للمرشد المهندس خيرت الشاطر يقضي عقوبة السجن 7 سنوات تنفيذاً للحكم الصادر ضده من المحكمة العسكرية العليا في قضية ميليشيات الأزهر . وتسبب التصعيد الدرامي بين الجناح المحافظ في الجماعة والإصلاحيين في أعقاب إعلان المرشد الحالي مهدي عاكف تمسكه بقراره عدم الترشح لولاية جديدة بعد انتهاء فترته في 13 يناير الجاري في سباق محموم بين المحافظين والإصلاحيين علي منصب المرشد وكانت أزمة تصعيد الدكتور عصام العريان لمكتب الإرشاد بمثابة إشارة بدء المعركة الطاحنة بين الطرفين ووصلت المعركة ذروتها حين أعلن الدكتور محمود عزت قائد صقور المحافظين علي شاشة قناة الجزيرة البدء في إجراء الانتخابات لاختيار مكتب الإرشاد والمرشد الجديد رغم المعارضة الشديدة من الدكتور حبيب ومن ورائه الإصلاحيون لقرار الإسراع بإجراء الانتخابات الذي كان مقررا بعد 6 شهور في يونيو القادم. الطريف في الأمر أن قرار حبيب بالاستقالة وفر علي قيادات الجماعة عناء ذبحه والتخلص منه بعد أن قرر أن يستقيل ويتخلي عن الترشح لمنصب المرشد بعد أن أدرك أنه يخوض معركة محسومة لصالح الجناح الآخر وأنه ليس من الحكمة الاستمرار في معركة خاسرة بعد أن خسر أول وأهم جولة وخرج من مكتب الإرشاد بطريقة لا تليق بتاريخ الرجل وجهاده في صفوف الإخوان، وجاء قرار حبيب بركوب قطار أسيوط والاستقرار بالمدينة للتدريس لطلبة كلية العلوم ليسدل الستار علي مرحلة زاخرة مليئة بالأحداث بعد أن تحطمت أحلامه وآماله بالجلوس علي عرش إمبراطورية الإخوان المسلمين التي تمتد فروعها في أكثر من 80 دولة حول العالم . والدكتور محمد السيد أحمد حبيب من مواليد دمياط في 9 مارس عام1943 ويعمل أستاذًا بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم في جامعة ودخل حبيب مجلس الشعب نائبًا عن جماعة الإخوان المسلمين للمرة الأولي في الفترة من 1987م إلي 1990م.