قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل إن العدوان الإسرائيلي علي أسطول الحرية مثل محطة فاصلة لن يكون بعدها الحصار المفروض علي غزة ممكنا. وقال في بداية مؤتمر صحفي عقده بعد مباحثات أجراها ضمن وفد من حركة المقاومة الإسلامية حماس يزور اليمن حاليا مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إن سفن الحرية لم تصل إلي غزة إلا أن المتضامنين حققوا النصر علي إسرائيل التي ارتكبت «حماقة كبيرة بحقهم». ووجه مشعل رسائل لجهات عدة شملت رئيسي الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا والقادة العرب والمسلمين وخصوصا الرئيس المصري حثهم فيها جميعًا علي كسر هذا الحصار، كما اعتبر الفرصة سانحة الآن للمصالحة بين الفلسطينيين علي أساس ثوابتهم الوطنية وترتيب بيتهم في إطار السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية. وخاطب مشعل الرئيس المصري حسني مبارك، قائلا: «إن علي الرئيس مبارك إنهاء حياته كما بدأها عسكريًا شجاعًا يقاتل العدو، لقد بدأت حياتك العسكرية بشجاعة فاختم حياتك بقرار شجاع أيضا بفتح المعابر وكسر الحصار عن غزة، وسيحفظ الله لك هذا القرار وسيحفظه لك التاريخ وإخوانك في فلسطينوغزة». وأضاف رئيس المكتب السياسي لحماس موجهاً حديثه لمبارك: «البعض يتخوف في مصر من أن ينتقل العبء من مسئولية إسرائيل إلي مصر، لا تقلق فإن إسرائيل مازالت الدولة المحتلة لكل الأراضي الفلسطينية، لكن فتح معبر رفح هي مسئوليتكم الدينية والقومية، فنريد الحدود مفتوحة ومنضبطة بقوانين وليست فوضي، لكن لا تفتح لمدة يومين وتقفل مرة أخري»، مشيرا إلي أن من حق مصر أن تضمن حقها في أن تطمئن علي ضبط حدودها الأمنية. وواصل مخاطبة الرئيس مبارك قائلاً: «إن المصريين أكثر من جربوا المفاوضات مع إسرائيل دون جدوي والتي تستفيد منها أمريكا من خلال انتشار الصراع في المنطقة، فمن غير المعقول أن نكافئ الكيان الصهيوني بتنسيق أمني أو الحفاظ علي سلامته مقابل نزع سلاح المقاومة، وما الذي يدفع إسرائيل لأن ترد إليك أي شيء في حال نزعت سلاح المقاومة، إن المفاوضات لا تخدم إلا إسرائيل فيجب وقف هذه المفاوضات فورًا ورفضها». وحث في هذا الإطار الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والروسي ديمتري ميدفيديف علي اتخاذ مبادرة لكسر الحصار المفروض علي غزة، كما كسر جدار برلين، وطالب القادة العرب والمسلمين بتحمل مسئولياتهم والاجتماع لتقرير رفع هذا الحصار الجائر. وشدد مشعل علي أن المفاوضات مع إسرائيل لا جدوي منها، إذ لا تخدم سوي الإسرائيليين الذين يتخذون منها حملة وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأول أنه مستعد لمواصلة المفاوضات «غير المباشرة» مع الحكومة الإسرائيلية. وقال الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» الذي يزور أوغندا إنه أجري اتصالاً تليفونيًا مع عباس وأنه «تشجع» لإعلان الأخير بأنه سيواصل المفاوضات غير المباشرة التي أطلقت في التاسع من مايو الماضي برعاية واشنطن. وقال بان «تشجعت لأن يقول لي الرئيس بأنه سيواصل المفاوضات رغم هذه المأساة» في إشارة إلي الهجوم الذي شنه الاثنين كوماندوز إسرائيلي علي سفن كانت تحاول كسر الحصار علي غزة وأوقع تسعة قتلي علي الأقل، فيما يعد دلالة علي رفض عباس مطالب وقف إنهاء المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل.