وهو رئيس البلاد القادم ، هذا هو ما يردده الآن ، مؤيدوا الأستاذ حمدين صباحى ، أو على الأقل هذا هو ما يتمنونه ، وليس فى هذا ما يعيب ، فكل إنسان حر فيما يعتقد ، كما أنه حر تماماً فى رأيه ولذا ، فلن أناقش هنا جدوى هذا الكلام ، ولن أسأل هل هناك لمثل هذه الأقاويل ، أى صلة بالحقيقة ، أم أنها مجرد تجاوزات فكرية كان ، ولا يزال الباعث عليها فى العقول شيء إسمه .. التمنى ، بينما فى حقيقة الأمر هى مجرد إرهاصات ، لا وجود لها على أرض الواقع . خاصة ، بعدما وجدت أن البعض ، تحت تأثير ذلك التمنى ، قد إرتفع بمنزلة صباحى ، إلى درجات لا يمكن قبولها ، أو حتى مجرد مناقشة قائلها .
فحينما تجد من يُشّبه حمدين صباحى ، بالسيد المسيح عليه السلام ، فهنا يجب عليك فوراً ، التوقف عن مناقشة ذلك الزاعم الذى سيبادرك قائلاً : أنه يقصد بهذا الكلام أن حمدين ، يتأسى بالسيد المسيح عليه السلام فى أفعاله ، وستجده يلقى على الفور عليك الآية الشريفة القائلة :
" ولكم فى رسول الله إسوة حسنة " صدق الله العظيم .
وعندما ترد عليه ، وتقول له : هذا كلام طيب ، وياحبذا لو أن هناك بالفعل فى هذا الزمن ، من يتأسى بروح الله ، وكلمته ، وحينما تسأله لكن ما الذى فعله صباحى ، من أفعال السيد المسيح ، الزاهد العابد عليه السلام ، حتى يمكن أن نقول أنه يتأسى به ، وحتى يقبل العقل بأن حمدين ، هو مسيح ذلك العصر ؟
فلن تجد إلا الصمت ، والسكون المطبق .
أيضاً لن أناقش التحالفات الغريبة التى جرت ، وستجرى خلال الأيام المقبلة ، لفعل ما يمكن فعله ، على أمل إنجاح صباحى ، ولن أسأل أيضاً عن ما قدمه ذلك الرجل من أعمال ، وتضحيات جليلة من أجل هذا الوطن ، والتى لا أعرف حقيقة ، أين هى تلك التضحيات العظيمة ، التى يتحدث عنها مؤيدوا حمدين ، لكن كما يقال : ( ليس على الكلام جمرك ) .
لكن ما يدعوا حقاً للنقاش ، هو مبدأ هام جداً ، لا يعمل به كثيراً من الناس . ذلك المبدأ ، هو مبدأ قبول الآخر ، فما إن أعلن السيد صباحى ، عن عزمه للترشح ، فى إنتخابات الرئاسة المقبلة حتى شن عليه العديد من محبى ، ومؤيدى المشير عبد الفتاح السيسى ، وبالطبع كدابين الزفة ، ومسّاحى الجوخ ، حرباً ضروس على الرجل ، وبدأت سنان الغضب ، تحيط به من كل جانب ، سواءً كان ذلك على بعض القنوات الفضائية ، أو على مواقع التواصل الإجتماعى ، سواءً كان ذلك بالقول ، أو بالصور ، أو بتسجيلات قديمة ، وحديثة تنال من شعبية حمدين المحدودة ، بالمقارنة لشعبية المشير السيسى .
وهذا هو عين الخطأ ، فلماذا كل هذا الهجوم على حمدين ؟
وما الذى فعله الرجل ، حتى يُهاجم بهذا الشكل ؟
ألم نكن نطالب لسنين عدة ، بإرساء قواعد الديموقراطية ، ألم يكن هذا المطلب ، هو أحد المطالب التى قامت الثورة من أجل تحقيقها ، وعلى هذا فمن حق صباحى ، وغيره الترشح ، وخوض مضمار السباق الرئاسى ، طالما كانت شروط الترشح منطبقة عليه ، ومن حقه أيضاً ، أن يأخذ فرصته كاملة دون تجريح ، أو إستهزاء ، والصندوق هو من سيحكم فى النهاية .
فلا يجب أن يكون الحب ، والتأييد لشخص ما ، سيف نذبح به كل يعارضه ، أو ينافسه . فهذا هو عين التعصب ، المرفوض شكلاً ، وموضوعاً ، بالإضافة إلى أننا أصبحنا بحاجة ، لإنهاء زمن تآليه الحاكم ، حتى لا نصنع فرعوناً جديداً .
على كل من يحب ، ويؤيد السيسى ، أن يُعينه على ما هو مُقدم عليه بالعمل ، لا بمعسول الكلام ، والنيل من منافسيه ، وحتى نظهر كمؤيدين ، بالمظهر اللائق ، لزعيم دمث الخلق ، عفيف اللسان ، وحتى لا نُحيطه ببطانة سوء ، ونضفى عليه ، هالة من القداسة ، تضع على أكتافه حملاً ثقيلاً ، هو فى غنىً عنه ، ولا يجب أن ننسى أن السيسى ، ما هو إلا رجل يُخطيء ، ويصيب مثله ، مثل أى إنسان .
فلا عصمة لأحد ، إلا لرسول الله صل الله عليه وآله وسلم .
وإذا كنا نرفض ذلك الأسلوب ، الذى إتبعته جماعة إخوان صهيون من قبل ، فى تعاملها مع معارضيها ، أو منافسيها ، فابلأحرى بنا ألا نتبع نفس الأسلوب مع معارضى ، ومنافسى السيسى ، هذا إن كان له منافس أصلاً .
إن شعب مصر ، هو الذى سيختار قائده ، ونحن أمام ذلك الإختيار لا نملك إلا الإنصياع ، وعلى هذا ، فلنترك إختيار زعيم مصر ، لشعب مصر .
إننى أُثمن ترشح صباحى ، وغيره لإنتخابات رئاسة الجمهورية ، وأقبل بإختيار الصندوق ، بغض النظر عن الفائز ، فهذه هى الديموقراطية ، وحتى يتأكد العالم بأسره ، فى حالة نجاح المشير عبد الفتاح السيسى ، أن ما حدث فى 30 يونيو 2013 ، لم يكن إنقلاباً كما تزعم ، وتدعى جماعة إخوان صهيون ..