خلال زيارته محافظة الدقهلية لدعم مرشحي الوطني بالشوري، احتدم النقاش بين الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الري والفلاحين بسبب تصاعد أزمة نقص المياه، الأمر الذي أدي إلي انسحابه من المؤتمر الذي حضره المحافظ والعديد من المسئولين بالمحافظة بحجة ارتباطه بالتزامات في القاهرة. في السياق نفسه تعجب الفلاحون من قيام مسئولي الري في المحافظة بتوفير المياه في ترعة المنصورية بكميات ضخمة أثناء زيارة وزير الري مدينة «المنزلة»، لافتين إلي أن هذا الوضع استمر لمدة يوم واحد فقط وبعدها عادت الأمور كما كانت، وأكدوا عدم قدرتهم علي استعمالها، نظراً لوصولها إلي النهايات في مدينة «المنزلة» و«المطرية». وقال «الفلاحون» إن بحر بني عبيد الذي يروي 20 ألف فدان تحول مؤخراً بسبب نقص المياه يأبسه إلي بداية من ميزانية ميت فارس، حيث تم تحويل كمية الماء القادمة إليه عن عمد إلي بحر ميت طريف لري منطقة «الربيعات» التي تعاني منذ شهر عدم وصول المياه إليها، مؤكدين أن فرقاً من الإدارات الزراعية قد هاجمت مشاتل الأرز المزروعة بالمخالفة للدورة الزراعية، وذلك بالتخلص من تلك المساحات برشها بمبيد «هربازد 48% عبوة لتر»، وأضاف الفلاحون أن هذا المبيد يقضي علي أي مساحة خضراء وتحويلها إلي صحراء. بدوره يشير أحد الفلاحين إلي أنه يتم التعامل بالمبيد مع المساحة التي كان من المقرر زراعتها بمحاصيل أخري وتمت زراعتها بالأرز، لافتاً إلي أن حملات من الإدارات الزراعية تقوم بمساعدة الشرطة أثناء الليل برش هذا المبيد علي مساحات الأرز المخالفة بعيداً عن أعين الفلاحين لتلاشي أي صدام بين الطرفين، وأضافوا أن هذا المبيد سيؤثر في أي محصول تتم زراعته في الأرض لمدة موسم كامل. ويضيف محمد إسماعيل فلاح من قرية طناح قائلاً: لقد جاءنا مسئول الري وأخذ بعض أدوات الري حتي لا تعمل، وقال لنا بعد انتهاء زيارة الوزير سأردها لكم لتوفير المياه لمنطقة «الربيعات»، وأضاف أن هذا ما حدث بالفعل، حيث رد لنا المسئول أدوات الري في نهاية اليوم. وفي منطقة «الحفير» يقول محمد إسماعيل من قرية 24 إن الفلاحين منذ 7 سنوات لا يأخذون محصولاً من الأراضي في الموسم الصيفي نتيجة لنقص المياه، وأضاف: فلو أتت المياه وقام الأهالي بالزراعة فإنها تكون مياه صرف شديدة الملوحة تؤدي إلي حرق الزرع، خاصة محصول الأرز الذي يحتاج إلي مياه ري كثيرة. وكشف فلاح آخر عن لجوء بعض المزارعين إلي عمل أحواض لتخزين المياه بها في الساعات القليلة التي تأتي، لكنهم فوجئوا باحتراق محاصيلهم نتيجة الملوحة العالية المركزة، لأنها مياه صرف وليست من مياه النيل. بينما طالب عبدالهادي البنا فلاح المسئولين بسرعة التحرك لحل الكارثة التي تهدد حياتهم، وقال: حتي الآن الكارثة يمكن احتواؤها لكن خلال الأسابيع المقبلة وإذا لم تحل فإننا منتظرون كارثة كبيرة تهدد ببوار عشرات الآلاف من الأفدنة المزروعة بمحاصيل استراتيجية يعتمد عليها الفلاحون في معيشتهم. وفي مفاجأة غير متوقعة وأثناء المؤتمر الداعم لمرشح الوطني في انتخابات التجديد النصفي للشوري للمرشح «مجدي الأمير» توفي الدكتور «فتحي البيلي» مدير مديرية الطب البيطري بالدقهلية إثر أزمة قلبية حادة.