القاتل لوّح لسائق اللواء بالسلاح مهددًا حتى لا يتتبعه.. والأهالى: الجانيان أسمران.. وتوزيع رسم بأوصافهما نيابة حوادث جنوبالجيزة، برئاسة أسامة حنفى، تسلمت أمس تقرير مصلحة الطب الشرعى، الخاص بتشريح جثمان الشهيد اللواء محمد سعيد، مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية، الذى تم اغتياله صباح الثلاثاء الماضى، على بعد خطوات من منزله بمنطقة الطالبية، متجهًا إلى مقر عمله بوزارة الداخلية، وأمرت النيابة بسرعة ضبط وإحضار المتهمين، بعد وضع رسم تصورى مفصل لملامحهما بمعرفة خبراء الأدلة الجنائية الرسامين بوزارة الداخلية، من خلال الشروح المفصلة لخمسة من شهود الواقعة.
وأكد تقرير الطب الشرعى أن الشهيد أصيب بطلق نارى واحد عيار 9 مللى، اخترق عنقه من الناحية اليمنى، وخرج من العنق بالناحية اليسرى، ثم اخترق المقذوف النارى الكتف الأيسر واستقر به، وتمكن خبراء الطب الشرعى من استخراج المقذوف، واتضح تطابقه مع فارغ الطلقة التى تم العثور عليها بجوار السيارة، وقد أشار التقرير إلى كون مطلق النار قناصًا محترفًا، ضرب الشهيد بموضع قاتل فى عنقه مما تسبب فى وفاته فورًا، ومن مسافة قصيرة جدًّا لا تتجاوز 50 مترًا،
وهو ما تطابق مع معاينة النيابة لمكان الحادثة، والمعاينة التصويرية. واستمعت النيابة إلى سائق اللواء الشهيد محمد سعيد، الذى أفاد أنه عقب تحركه من أمام منزل مساعد الوزير، وعلى بعد 500 متر من المنزل، اضطر إلى تهدئة السرعة بسبب أحد المدقات الأرضية، ففوجئ بشخصين يستقلان دراجة نارية، يسيران بجوار السيارة، وأطلق المتهم الثانى الراكب خلف سائق الموتوسيكل، كان جالسًا على ناحية واحدة وجسده ناحية السيارة، النار على اللواء السعيد، وتسبب فى قتله على الفور، وأضاف السائق أن الدراجة البخارية تقدمت نحو السيارة بعد الحادثة، والتفت «مُطلق النار» نحوه،
ونظر من الزجاج الأمامى للتأكد من موت الشهيد، نظرًا لكون زجاج السيارة معتمًا وحاجبًا للرؤية من الخارج. وأضاف السائق أنه حاول مطاردة الجناة أو صدمهما، إلا أن المتهم مطلق النيران، لوح له مهددًا بالسلاح، ما دفعه إلى التوقف بالسيارة برهة من الوقت، وحينما تأكد من الإصابة البالغة للشهيد همّ بالاتجاه بالسيارة إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، وكان الشهيد قد فارق الحياة بالفعل فور إصابته.
وكان من بين شهود العيان محمد أسامة، عامل بمحطة البنزين الموجودة على ناصية الشارع، الذى تمت فيه الحادثة، وقال الشاهد خلال التحقيقات «سمعت صوت رصاص أنا و3 عاملين بمحطة البنزين، وكان الصوت قريبًا من مكان المحطة جدًّا، وأسرعنا لنرى ما حدث فوجدنا شابين يستقلان دراجة نارية، أحدهما يقودها، والآخر يحمل طبنجة فى يده ويبتسم، وهربا مسرعين تجاه منطقة الهرم. وأدلى الشاهد بأوصاف المتهمين، وأنهما «شابان غير ملتحين، فى العشرينيات، بشرتهما سمراء، ويرتديان بنطلونًا وقميصًا وجواكت جلد».