علي شاطئ الريفيرا كان لنا جناح مصري وذلك للعام الثاني علي التوالي.. في أي لحظة تأتي لهذا الجناح سوف تجد أطباقًا تعلي من شأن الخروب، أخري تناصر العسلية، وثالثة لا تري بديلاً للحمص.. إنه ملمح خاص جداً لمصر فأنا لم أجد من يأكل الخروب مثل المصريين ولا يعرف أحد العسلية سوي المصريين ولا حمص مغطي بالسكر سوي في مصر ومنشؤه الأصلي مولد «السيد البدوي».. في الجناح المصري كتيبات صغيرة عن السينما وأيضاً استمارة للاشتراك في مهرجان «القاهرة» تجد شاشة فيديو تعرض بعض لمحات من السينما المصرية ومقاطع من أفلام موجودة في السوق مثل «الديلر»، «بنتين من مصر»، «رسائل البحر».. أغلبية الدول العربية حتي غير المنتجة للسينما أو حديثة العهد بها مثل "المملكة الأردنية الهاشمية" علي سبيل المثال لديها أيضاً أجنحة خاصة بها تمارس نفس النشاط للترويج للسينما التي تنتمي لها البلد.. المسئول عن إنشاء هذا الجناح هو غرفة صناعة السينما المصرية وقال لي رئيس الغرفة «منيب شافعي» إن اتحاد الصناعات هو الداعم لإقامة هذا الجناح - أي: أن وزارة الثقافة لم تدفع شيئاً ولا أيضاً الغرفة تحملت أي تكلفة - و«منيب شافعي» رئيس للغرفة علي مدي 33 عاماً قلت له: أنت جلست علي مقعد الرئاسة أكثر بثلاث سنوات من الرئيس، أجابني: صدقني كثيراً ما أقول لهم في الغرفة أريد أن أترك موقعي يقولون لي شاور لنا علي واحد يصلح بديلاً عنك.. ويضيف شاورت أكثر من مرة ولكنهم رفضوا.. قلت له يحدث في الغرفة وهو بالضبط ما يجري في مصر، فلا أحد في الدولة الرسمية يرضي بديلاً للرئيس بين 80 مليون مواطن.. ونعود للحديث عن الجناح المصري.. المفروض أن هذا الجناح به أكثر من صالون لعقد اتفاقات لتسويق أفلامنا في الخارج وأيضاً لدعم مشروعات للإنتاج المشترك.. دائماً في كل عام نقرأ أخبارًا تؤكد أننا أنجزنا اتفاقات وأنتظر أن أعثر علي شيء ملموس من هذه الاتفاقات لا أجد.. أتصور أن عامًا يكفي تماماً لكي نبدأ بعض هذه المشروعات ولا أقول نحققها.. طريق الألف ميل يبدأ بخطوة نعتبرها خطوة وننتظر الجناح في العام التالي.. هذه المرة رأيت كل من الشقيقين «خوري» جابي و-ماريان، وأنا لدي ثقة في إخلاصهما للعمل وبأنهما لن يخرجا خاويا الوفاض من «كان».. نعم الأمر يشبه من يلقي بالسنارة ويصطاد.. أحياناً يأتي «حوت» وأخري «بسارية».. وأنا أتمني أن يسفر الأمر ولو باصطياد بسارية.. حتي لا نشعر أن الإنجاز الوحيد الذي حققناه هو أننا نجحنا في خلق دعاية لا مثيل لها للعسلية والحمص والخروب.. أنا شخصياً كنت ألتقي مع أي صديق أجنبي في الجناح المصري وأراهم يستمتعون بأكل العسلية والحمص لكنهم يترددون كثيراً عندما يتعلق الأمر بالخروب.. وكثيراً ما كنت أتولي هذه المسئولية بالنيابة عنهم!!