سبعة عشر قتيلاً ، هى ضحية الإشتباكات التى شهدتها بعض محافظات جمهورية مصر الحزينة ، نعم مصر لقد أصبحت حزينة ، بعد أن رأت أبنائها يقتلون بعضهم بعضاً ، ويخَون كل طرف منهم الآخر ، وهى أكثر حُزناً ، وألماً لخيانة فئة من هؤلاء الأبناء لها ، وهى الأم الحنون ، التى لا يوجد مثيل لها ، على سطح هذا الكوكب . من كان يظن أن أبناء مصر ، تتراشق رصاصات الغدر فى صدورهم ، هكذا كحبات المطر ، بأيدى من ظنوا أنهم أبناء وطنهم ؟!
من كان يظن أن ، رجال معركة العبور العظيم ، سيأتى عليهم يوم ، ويروا أبنائهم ، وأحفادهم ، بدلاً من أن يحذوا حذوا آبائهم ، وأجدادهم ، في قتال أعداء الوطن فإذا بهم ، يستبيحون دماء أبناء ، الوطن الواحد ، هكذا بلا قلب ، وبلا أى وازع من ضمير ؟!
من كان يظن أن المال ، والسلطة ، سيكونا ثمناً رخيصاً للغدر ، والخيانة التى أصبحنا نراها ، جهاراً نهاراً بلا أى قدر من خشية ، أو حياء ؟!
لقد ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط ، أن حصيلة يوم الجمعة الدامى 3 يناير ، والذى جاء بعد ساعات قليلة فقط من العام الجديد ، قد شهد مقتل سبعة عشر إنسان ، منهم عشرة بالقاهرة ، وثلاثة بالفيوم ، وقتيلين بالأسكندرية ، وقتيل بالإسماعلية ، وآخر بالمنيا ، هذا وفق ماصرحت به الوكالة ، بالإضافة إلى إصابة إثنين ، وخمسين شخصاً بإصابات متفرقة ، وهذا أيضاً وفق ، ما أعلنته وزارة الصحة .
وبالغرم من كل هذا ، فمازال ما يُسمى بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية ، والذى يضم مؤيدين لفقاعة المجتمع المعزول ، والذى لا يستحق حتى ، مجرد أن يُذكر إسمه يدعو أنصاره ، لمواصلة التظاهر ، خلال هذا الأسبوع تحت شعار " الشعب يُشعل ثورته " !!!!
كما دعا هذا التحالف الملعون ، فى بيان صدر له مساء الجمعة الماضى ، أنصاره للتظاهر فى يوم الأربعاء المقبل تزامناً مع إنعقاد ، ثانى جلسات محاكمة ذلك الخائن المعزول ، وهكذا أصبحت الخيانة بين لحظة ، وضحاها شرعية !!!
وعلى هذا فإننى أقترح ، أن يُسمى هذا التحالف بإسم ..
" التحالف القطرى لدعم خيانة الوطن "
فأى شرعية تلك ، أيها الخونة المأجورين التى تدافعون عنها ؟!
فهل عُميت أبصاركم ، عن رؤية ملايين المصريين ، الذين خرجوا ، مطالبين بإسقاط ذلك التافه الخائن ؟!
هل صُمت آذانكم ، عن سماع أصوات تلك الحناجر ، التى نددت بإسقاط ، حكم إخوان صهيون ، وإلقائه بمزبلة التاريخ ؟!
ألا لعنة الله ، على كل خائن لهذا البلد الطيب .
وإننى أتوجه بسؤال ، إلى السيد رئيس الحكومة التى لاتزال ، تتخذ من الفشل منبراً ، وهدفاً ..
أين ذهب قانون التظاهر ، من كل ما يحدث فى البلاد الآن ؟
هل صدر هذا القانون ليلحق بإخوته ، فيصبح حبيس الأدراج ، مثل كثير من قوانين ، قد سبقته إلى تلك الأدراج ؟!
حقيقة لا أعرف ، ما هذا الذى تفعله يا دكتور ببلاوى ، بل أين أنت من كل هذا الخراب ، الذى حل بهذا البلد ؟!
إن رجال القوات المسلحة ، والشرطة البواسل يتساقطون كل يوم ، من جّراء ما تقترفه أيدى هؤلاء الخوارج المارقين ، وأنت ، ولاحياة لمن نُنادى ، أم أنك لا ترى ذلك أيضاً ؟
يبدو بالفعل أنك لا ترى أن هناك ، أرواح تُزهق ، وسيارات تُفخخ ، طرق تُقطع ، ومحلات تُنهب ، ومصالح تُعطل ، قطعاً هذا هو السر وراء إحتفاظك ، بإبتسامتك الكئيبة ، وتصريحاتك المستفزة .
ولا أعرف حقيقة ، كيف تطاوعك نفسك ، على الضحك ، ودماء المصريين لا تزال ، تُراق كل يوم بفعل الغدر ، والخيانة ؟!
سيادة الرئيس عدلى منصور ، ما الذى تنتظره بعد ذلك حتى تُقيل مرشد إخوان صهيون السرى ؟!
إن البلاد قد أصبحت على شفا ، جُرفٍ أسأل الله سبحانه ، وتعالى ألا ينهار ، لا تنسى يا سيادة الرئيس ، أنك ستسأل ، عن كل ما يحدث ، منذ توليك المسئولية . فمصر ، والمصريين أمانة فى عنقك ، وستسأل عنها يوم القيامة لا محالة ، ولن يشفع لك أمام الله ، مقولة أنك كنت رئيس مؤقت .
اللهم أنى قد بلغت ..
اللهم فإشهد ..
اللهم فإشهد .
بعد ساعات قليلة ، سيحتفل إخواننا المسيحيين ، بل سيحتفل المصريون جميعاً ، بمولد رسول المحبة ، والسلام ، سيدنا المسيح عليه ، وعلى أمه الطاهرة السلام فى كل وقت ، وفى كل حين ، وأرجو من الله أن تمر هذه المناسبة العطرة ، بكل خير ، وسلام ، وهذا لن يحدث ، إلا إذا إستعدت حكومة الببلاوى ، مع حفظ الألقاب لذلك الإحتفال إستعداداً تاماً .
ولذا فإننى أحذر مجدداً من التهاون ، فى حماية المسيحيين ، والكنائس ، كما أننى أدعو كل مسلم ، أن يذهب إلى أقرب كنيسة ، ويقف أمامها مهنئاً ، ومدافعاً عنها ، متخذاً من جسده درع لها ، حتى يستطيع إخواننا ، الإحتفال بعيد الميلاد المجيد والإستمتاع ببهجته .
أسأل الله أن يُعاد على مصر ، والمصريين بكل الخير .
أيها المصريون .. الحق أقول لكم ، إن حماية الكنائس أمانة فى أعناقنا ..