لو قابلت البرادعي سأسأله عن الخطة «ب».. ماذا ستفعل لو لم يستجب النظام لمطالب تعديل الدستور؟ إذا لم يفعل البرادعي إلا إعادة الحراك للشارع المصري فهذا يكفي سنوات السجن تاج علي رأسي.. لكن تضحياتي وتضحيات غيري لم تأت بنتيجة حتي الآن سعد الدين إبراهيم سادت حالة من الارتباك بمجرد دخوله الجلسة الثالثة لمؤتمر تحالف المصريين الأمريكيين حول مستقبل الديمقراطية في مصر والذي أقيم في إحدي قاعات جامعة نيويورك سيتي.. الارتباك واضح حتي قبل دخوله فقد سمعنا روايتين لدعوة الدكتور سعد الدين إبراهيم للمؤتمر.. الرواية الأولي لرئيس المؤتمر محمود الشاذلي الذي قال: إن الدكتور سعد دخل علي موقع المؤتمر وسجل طلبه الحضور فوجهنا له الدعوة.. والرواية الثانية قالها الدكتور سعد عندما سألناه: أنت دخلت ع الموقع وسجلت للحضور فقال: أنا ما دخلتش ع الموقع أصلا.. والدعوة جاءت علي بريدي الإلكتروني. وحرصت «الدستور» علي إجراء حوار مع الدكتور سعد الدين إبراهيم تحدث فيه عن أنباء عودته إلي مصر وخططه المستقبلية. سألناه: ح ترجع مصر؟ أجاب: أيوه راجع رغم احتمال دخولي للسجن سجن ليه مفيش أحكام سجن ضدك؟ - رفعت ضدي 28 قضية من مايو 2007 حتي ديسمبر 2009.. عدد منها كسبته وعدد سقط.. مع كل قضية تسقط أجد بلاغا جديدا ضدي وآخر حاجة إني حرضت الدكتور البرادعي علي الترشح لرئاسة الجمهورية. وحشتك مصر يا دكتور سعد؟ - وطني وصباي وأحلامي.. وحشني أحفادي.. وحشني الفول والطعمية والملوخية وطشة الملوخية.. ووحشني مركز ابن خلدون والشباب الذين يعملون معي.. رواق ابن خلدون.. ما بنيناه صامد رغم الحصار والتدمير.. هذا يعطيني القدرة علي الاحتمال ناقشت إمكانية العودة مع من؟ - جلست مع المستشار محمود الخضيري وقال لي إنه غير مستريح للوضع.. ويري احتمال أن يكونوا صادقين واحتمال أن يقبض علي بمجرد وصولي ولكن أنا راجع الشهر القادم وزوجتي حجزت لي تذكرة عودة ولكنها لا تريدني أن أتحدث حتي لا أستفز النظام. وبتعمل إيه هنا في أمريكا؟ - أنا أستاذ في الجامعة.. وأقوم بدوري كمثقف.. وكمفكر وكمواطن. ومعارض من الخارج؟ - أنا معارض للنظام.. النظام نجح في أن يشوه المعاني.. مثل المعارضة من الخارج وأقباط المهجر وكأنها شتيمة.. والاستقواء بالخارج ومن يتكلمون عن الاستقواء بالخارج أخذوا من الخارج 300 مليار دولار خلال 28 سنة.. أنا من المعارضة المصرية في الداخل. لديك مرارة من سنوات السجن؟ - المرارة لم تكن موجودة أصلا.. لدي غضب والغضب غير المرارة.. أعتبر سنوات السجن تاجاً علي رأسي.. غضبي وحزني أن تضحياتي وغيري لم تأت بنتيجة.. والقوي السياسية المصرية لم تنجح في صياغة حركة تستطيع أن تمارس الضغط علي النظام الاستبدادي كما حدث في بلاد أخري نحن سابقين لها وكان لدينا برلمان منذ عام 1866.. عندنا فساد واستبداد بلا عائد.. عبدالناصر كان لديه مشروع ومشروعات ظهرت ثمارها حتي بعد حياته ولأن لدينا ثالث أطول مدة حكم لحاكم بعد رمسيس الثالث ومحمد علي.. ويتكلمون عن الاستقواء بالخارج. التغيير يا دكتور لا يأتي من الخارج؟ - أنا مع التغيير ليأت من أي مصدر.. يأت من المريخ.. يأت من عند ربنا.. تنزل طامة كبري من السما.. أقولها وليس لدي إلا صوتي.. وكلمة حق في وجه سلطان جائر.. ليس لدي ميليشيا ولا أموال. أليست لديك أموال.. أليست لديك ثروة؟ - أنت تسألين عن سعد الدين إبراهيم.. أنا أعمل منذ عودتي في عام 1975..لا زادت ثروتي ولا قصوري.. ولا عربياتي.. أنا وزوجتي مهنيان ميسورا الدخل.. وأنا استشاري دولي.. عندي فيللا في القطامية.. وعدة أفدنة لا تتجاوز العشرة وعندي مزرعة في طريق مصر إسكندرية. كثير من الحقوقيين المصريين حققوا ثروة من العمل الحقوقي.. ودائما توجد شبهة إثراء من العمل الحقوقي والمحاسبون يتولون ضبط كل حاجة؟ - قولوا لي أين وكيف وكم.. أعطوني وقائع وأسماء وأمكنة وأنا مستعد أن أنشرها عندنا. وأنا ضد هذه الممارسات.. ولا يعقل أن أطالب بالرقابة علي الحكومة ولا أقول إن المطلوب هو المحاسبة والشفافية.. أما المحاسبون الذين تتحدثون عنهم فأرجو أن تعطوني أسماءهم.. وإذا كانت الجهات المانحة تعلن كل شيء.. فهذا معناه أن الشفافية محققة من طرف المانحين ومطلوب أن تتحقق من طرف الممنوحين.. والقضايا التي تحولت لاتهامات طلعت كلها ملفقة والقضاء قال هذا. نعود للمؤتمر لاحظت تكهرب جو المؤتمر وحكاية السايت والدعوة.. تفسيرك إيه؟ - أبداً النظام استطاع أن يشيع الخوف في كل الأرجاء.. حتي من يأت للخارج ويعيش في مجتمع فيه حرية يكون الخوف معهم.. هي جمهورية الخوف.. وأنا مادخلتش ع السايت ولا طلبت.. جاءت لي دعوة للمؤتمر بالإيميل.. وأنا أؤيد التنوع والتكوينات التي تتم بالإرادة الحرة.. أنا مهندس الاختلاف.. والذين يتوترون لديهم خوف لم يستطيعوا التخلص منه أو خوف علي اعتبار ما يحدث في المستقبل.. ربما يتعرضون لشيء مثلا وهم عائدون من المطار وأنا لن أوطي أبدا ولدي وعي بهذا.. وأعرف آليات الخوف والإرهاب الداخلي الذي يجعل رقيباً داخلنا هو الذي يحاربنا وأنا لن أوطي. المؤتمر عن مصر ومستقبل الديمقراطية في مصر وطبعا تتابع الأخبار والجمعية الوطنية التي يقودها الدكتور البرادعي.. وما يقال إنه قادم من الخارج ولا يعرف عن المجتمع المصري.. كيف تري الصورة؟ - شوفي إذا لم يقدم البرادعي شيئا غير تحريك الماء السياسي الآن في مصر فهذا سيذكره له التاريخ لأن الوضع في مصر بلغ من السوء مبلغا كان لابد معه أن يكسر بأي طريقة.. جاء التغيير من الخارج فماذا أنتم فاعلون؟ وإذا كان البرادعي عاش عمره في مصر بلا أكسجين لكان مثله مثل بقية المصريين، ولكن أكسجين الخارج منذ الحملة الفرنسية سعيد باشا ذهب إلي الخارج ورجع والطهطاوي واقرأوا كتاب «فلسفة الثورة» حتي تعرفوا أن عبدالناصر كان محاصرا في الخنادق ويقول كانت عيوننا علي القاهرة. قابلت البرادعي؟ - ولا مرة ... يمكن مرة من كام سنة. لماذا لم تطلب مقابلته ولم تحضر لهارفارد؟ - لم أحضر لهارفارد وأطلب مقابلته من من؟ ليس لديه سكرتيرة.. ومع ذلك طلبت من أخيه علي البرادعي فرد وقال إنه سيكون في هارفارد وليس في جدوله أن يأتي إلي نيويورك أو واشنطن؟ وإذا قابلته ستسأله عن إيه؟ - أريد أن أسأله عن الخطة (ب) ماذا يفعل إذا لم ينجح في تغيير الدستور.. هل سينزل إلي الشارع.. هل سيقود المجتمع المصري.. هل يدعو الناس إلي التظاهر والإضراب والاعتصام.. هل يقود هو إضرابا أو مظاهرة؟ وتتوقع إيه بالنسبة للحالة الموجودة منذ عودته؟ - أتوقع أن ينجح في إجبار النظام علي عمل تعديل ولو جزئي لإرضاء الحركة الوطنية التي تنمو حوله من خلال الجمعية الوطنية للتغيير والمطالب السبعة. دكتور سعد للمرة العشرين لماذا انقلب عليك الرئيس مبارك؟ - في ربيع 1999 جاءني أسامة الباز مبكرا جدا وأخذني لبيت الرئيس وبادرني الرئيس قائلا: أنت واجع دماغنا بموضوع الديمقراطية ليه؟ قلنا نعمل إيه بطريقة تدريجية وليست ثورجية.. قلت له: أديني فرصة إلي الصيف فقال: ليه أنا مش عايز الكلام المجعلص.. قلت: أروح أشوف تجارب الآخرين.. قال: يعني ح تخلص أمتي؟ قلت: أديني فرصة العام الدراسي ينتهي.. وتبعت لنا أول بأول.. وفعلا عملت جولة في شرق أوروبا وذهبت للمكسيك ووجدت عندهم حزباً اسمه الحزب الثوري المؤسسي حاجة كده زي حالتنا.. وعرفت أنهم عملوا مجلسين نيابيين أحدهما منتخب ديمقراطيا والآخر مزور حتي ينتقلوا تدريجيا للمجالس المنتخبة فقط وأيضا زرت مركز كارتر.. وأخيرا اقترحت تجربة شبيهة بالمكسيك.. وأرسلتها وقابلني أسامة الباز بعد ذلك وقال لي الرئيس مبسوط.