حرق وتدمير أكثر من 85 كنيسة خلال العام.. وتشريد 1000 أسرة قبطية «للحرية ثمن غالٍ وحرق الكنائس هو جزء من هذا الثمن نقدمه لبلادنا بصبر وحب»، كان هذا هو تعقيب البابا تواضروس، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على تدمير وحرق أكثر من 85 كنيسة في أنحاء متفرقة خلال أحداث العنف التي شهدتها البلاد عقب فض إعتصامي جماعة الإخوان وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بميداني رابعة العدوية والنهضة.
وأكد البابا تواضروس لوفد الكونجرس الأمريكي خلال زيارتهم لمصر مطلع سبتمبر الماضي، عقب اندلاع أحداث العنف من جانب جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المعزول، أنه رغم الإعتداء على ممتلكات الأقباط في محافظات عدة، وتشريد أكثر من 1000 أسرة قبطية والاعتداء على 45 كنيسة وتدمير دور المناسبات وملحقات الكنائس، إلا أن هذا هو ثمن تحقيق الديموقراطية والحرية وأن الأقباط سيدفعوه بكل حب.
وفي الوقت الذي نفت فيه الجماعة الإسلامية علاقتها بحرق الكنائس في محافظات الصعيد «المنيا وأسيوط وبني سويف»، وجهت النيابة التهم لأكثر من 5 قيادات مختلفة من الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين في محافظات الصعيد.
وأندلعت أعمال عنف واسعة من جانب جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، عقب فض إعتصاماتهم في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقوة في 14 أغسطس الماضي، واستهدفت الجماعة وأنصارها الكنائس وممتلكات الأقباط كعقاب لهم على مشاركة البابا تواضروس بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في عملية عزل الرئيس وإعلان خارطة الطريق في 3 يوليو الماضي. وشهدت قرية «دلجا»، التي تقع بالظهير الصحراوي غرب مدينة ديرمواس في محافظة المنيا، أعمال عنف كبيرة عقب بيان عزل الرئيس الإخواني الذي ألقاه الفريق أول عبد الفتاح السيسي في 3 يوليو الماضي، حيث خيم شبح العنف على القرية بدأت أعمال البلطجة والسلب والنهب لممتلكات الأقباط ومنازلهم، بحجة الدفاع عن الإسلام والحفاظ على الشرعية. وشهدت الساعات الأولى، عقب البيان الذي ألقاه الفريق أول عبد الفتاح السيسي بعزل الرئيس محمد مرسي، في 3 يوليو الماضي، اقتحام مبنى خدمات تابع لكنيسة مار جرجس الكاثوليك، وتعرضه للسرقة والنهب، ومحاولة اقتحام كنيسة نهضة القداسة، «الإصلاح»، وتهشيم واجهتها، عقب قيام المواطنين بتشكيل لجان شعبية، لحمايتها وباقى الكنائس، لتظل القرية على صفيح ساخن. وكرر البلطجية السيناريو 3 مرات، ففى اليوم الثانى، 4 يوليو، حاولوا اقتحام الكنائس، ما تسبب فى مقتل شاب مسلم وإصابة 6 آخرين، عقب ذلك، عاد الهدوء إلى القرية حتى إعلان فض اعتصامى رابعة العدوية ونهضة مصر، فى 14 أغسطس الجارى، فتم اقتحام كنيسة دير الأنبا إبرام والسيدة العذراء، الأثرية، وسرقة محتوياتها، وطالت السرقة الأبواب والشبابيك، وحرق أكثر من 18 منزلاً، وتمت سرقتها، وفشل اقتحام كنيسة نهضة القداسة. وفى يوم الجمعة، 23 أغسطس الماضي، رفض البلطجية دخول الجيش والشرطة، لإعادة الأمن والاستقرار، وأطلقوا الأعيرة النارية، وقاموا بالاشتباك معهم، مما دفع الجيش إلى الاستعانة بالطائرات الهيلكوبتر. فيما شهدت كنيسة «العذراء والملاك» بالوراق إعتداء إرهابي في يوم الأحد 20 أكتوبر الماضي، أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 18 آخرين، عندما هاجم ملثمون الكنيسة أثناء حضور المدعوين إلى حفل زفاف بها مساء الأحد، من خلال دراجة نارية مرت من أمام الكنيسة وأطلقت النار بشكل عشوائي لحظة خروج المدعوين من حفل الزفاف.