«الفقي»: ما يحدث الآن نتيجة خطايانا تجاه أفريقيا بعد رحيل عبدالناصر هلال فى المجلس الأعلى للثقافة أكد الدكتور علي الدين هلال حق مصر التاريخي في مياه النيل طبقاً للاتفاقيات الدولية، وقال «هلال»: إن موقف مصر قوي من الناحية القانونية وأن عدم اعتراف دول المنبع بهذه الاتفاقيات يؤكد عدم اعترافها بهويتها، جاء ذلك خلال الندوة التي عقدت أمس الأول بالمجلس الأعلي للثقافة، وأشار «هلال» إلي أن اتفاقية فيينا تنص علي عدم إعادة النظر في الحدود بين الدول الأفريقية وأن تظل كما كانت وقت الاستعمار قبل 1960، كما أن معاهدة مصر وبريطانيا عام 1929 حرصت فيها مصر علي إدراج سطرين وهما: «يجب علي دول المنبع إخطار مصر مسبقاً إذا فكرت أي منها في إنشاء مشروع مائي بالإضافة إلي أن هذه الاتفاقية ضمن اتفاقيات الحدود». وقال «هلال»: إن سبب الأزمة يرجع إلي أن دول المنبع تقول إننا لسنا أطرافاً في معاهدات وقعها المستعمرون مع مصر وأنهم في حل من بروتوكولات 1903 «بريطانيا وإثيوبيا» و1906 «بريطانيا والكونغو» و1935 «بريطانيا وإيطاليا» و1939 «مصر وبريطانيا» و1959 «مصر والسودان» و1991 «مصر وأوغندا». وعن احتمالية دخول مصر في حرب مع بعض دول حوض النيل يقول «هلال»: إن النغمة السياسية في مصر هادئة إلي حد كبير، والدخول في حرب ليس بالهين وعلينا التفاوض، فما زالت هناك بعض الدول لم توقع علي الاتفاقية التي تعزل دولتي المصب مصر والسودان.. ويمكننا إقامة علاقات معها. ومن جانبه، قال الدكتور إبراهيم نصر الدين- أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- إن مياه النيل من المنبع للمصب تبلغ 1660 مليار متر مكعب وأن مصر والسودان يستهلكان 84 مليار متر مكعب أي بنسبة 4% من نهر النيل وهو رقم لا يذكر، إذن ليست هناك مشكلة في الندرة بالنسبة للمياه في أفريقيا خاصة أن الدراسات الدولية تؤكد أن دول المنبع يكفيها 10% فقط من المياه الموجودة لديها، لأنها تعتمد بنسبة 90% علي مياه الأمطار، ويقول «نصرالدين» إن هذا يؤكد أن الأزمة سياسية وليست أزمة مياه. وقال الدكتور مصطفي الفقي: إن ما يحدث في دول منابع النيل تجاه مصر هو عبارة عن نتاج خطايانا منذ أربعين سنة أي منذ وفاة الرئيس جمال عبدالناصر بعد أن تخلت مصر عن دورها التاريخي في أفريقيا، مما دفع إسرائيل إلي أن تضع قدمها في إثيوبيا لكي تنسينا القضية الفلسطينية. كما أن الرئيس محمد حسني مبارك منذ 26 يوليو 1995 وحادثة أديس أبابا توقف ل 9 سنوات عن زيارة هذه الدول، مما كان له الدور في قطع أواصر مصر الرسمية بأفريقيا. ويعيب د. مصطفي الفقي علي الخارجية المصرية كيفية التعامل مع دول حوض النيل ويقول: إنه لا يوجد تصور كامل لهذا الملف.. ويجب الاهتمام بالجوانب التنموية في الجنوب الأفريقي وهذا «مربط الفرس» فليست هناك أزمة مياه ولكنها أزمة سياسية. أما السفير روبير إسكندر- سفير مصر الأسبق في إثيوبيا- فيقول: ليس صحيحاً أن إثيوبيا لديها موقف عدائي من مصر ولكن هناك علاقة ندية، ومصر يجب ألا تهمل موقف صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي ويجب أن يكون لها يد في الجنوب الأفريقي من خلال التعامل مع زعماء القبائل هناك، وذلك لا يتأتي إلا بدراسة الجنوب الأفريقي.. فالعلاقات مع هذه الدول تحكمها القبائل.