محدش يعرفها .. لا هى نجمة سينما .. ولا هى ضيفة دائمة في برامج التوك شو .. لكنها معروفة اوي لأصدقاء الفيس بوك .. عمرها أد إيه ؟ مش مشكلة .. كفاية اقولكم انها بتعتبرني انا اللي عندي 60 سنة .. و " اقرع " .. ابنها .. تضحك ضحكة حلوة مليانة تفاؤل وانا امزح معها : ابنك عنده 60 سنة واقرع .. وب " كرش " .. متقوليش لحد كده احسن يفتكر انك عديتي ال 80 .. فترد : وافرض .. العمر يا احمد ميتحسبش بالسنين .. ممكن يكون عندك 20 سنة وتحس انك عجوز .. وممكن يكون عندك 90 سنة وقلبك كله شباب وبيرقص .. بس ده متوقف على الناس اكتر ماهو متوقف عليك انت .. سألتها : ازاى ياماما اوبرا ؟
ردت : يعني لو اللي حواليك .. ولادك واهلك وجيرانك واللي هنا واللي هناك بيحبوك وحاسين بقيمتك وانت عملت ايه عشان تسعدهم .. وشفت في عنيهم الإحساس ده .. حتشعر انك عايش بقلب شاب حتى لو كان عمرك " 7000 سنة " .. والعكس يا احمد صحيح .. لو انت كنت زي الوردة اللي جالها " الربيع " وفتّحها وخلّى منظرها يشرح القلب الحزين وعطرها ملا المكان كله .. لكن ملقتش اللي يصونها ويحضنها ويسقيها كل يوم قبل هو مايبل ريقه بشوية ميه .. حتدبل وتموت .. ولحظتها حتحس أد ايه كنت جحود لمّا أهملتها وهى اللي كانت بين ايديك نفسها مفتوحة للحياة وعايزة ترفرف وتعطر بريحتها الجميلة كل مكان بيعيش فيه اللي هى بتحبهم.
قلت لها : ايه الرومانسية العالية دي ياماما اوبرا؟
فردت : الرومانسية يا احمد فيها سمو بالروح والجسد .. مش عبد الوهاب بيقول وعشق الروح مالوش اخر .. لكن عشق الجسد فاني .. ان حبيت واحدة وبقى كل همك انك تنول جسدها .. فتأكد انك محبتهاش .. لو هى حست بحبك بجد .. حتديك عنيها وتوهب لك عمرها كله .. بس اهم حاجة يوصلها الإحساس اللي هى عايزه تشوفه في عنيك .. لكن لو افتقدت هذا الشعور ممكن تاخد منها اللي انت عايزه " مش حتقولك لأ " .. بس مش حتبقى راضية .. ومكسورة .. والست لو انكسرت يا احمد .. صعب اوي ترجع زي الاول من تاني .. بس الغريب على أد ماتبقى مكسورة وقلبها واجعها .. على أد ماهى مبتعرفش تكره .. هى كده .. ربنا خلقها كده .. تعطي بسخاء ولا تنتظر الأخذ بنفس درجة العطاء .. بس مش لدرجة انك تجرحها وتبهدلها وهى اللي كانت وسط الستات كلها ملكة متوجة الكل يتمنى منها " بصة ".
شدّني كلام ماما اوبرا بدرجة كبيرة وشعرت للحظة انني اتحدث مع اديبة فقلت: بس احنا كلنا بنحبك ياماما .. اصدقاؤك ع الفيس بالالاف .. ولا ينادونك الا ب ماما اوبرا .
قالت : اعرف .. لكنهم فقط لايلجأون لي الا زي مابيقولوا " وقت العوزة " .. اللي عنده مشكلة .. اللي جوزها مكفّرها .. اللي اتخرج ومش لاقي شغل وبيسألني تنصحيني بإيه.
قلت : طيب وايه الوحش في كده؟
ردت : سؤالك نفسه هو اللي مش حلو يا احمد .. معلش سامحني.
قلت : ليه بس؟
قالت : لأنك مش فاهم .. او مش حاسس انا عايزه ايه واقصد ايه .. انا ببقى سعيدة لو حد بيسألني رأيي وعايز مني نصيحة .. لكن سعادتي تتضاعف لو دخلت ع الشات .. فقط كي تتطمن عليا .. وتقوللي ازيك النهارده ياماما .. تصدق يا احمد مفيش حد من أصدقاء الفيس عمل كده ولا مرة واحدة؟
قلت بخجل : عندك حق .. فهمتك .. بس انا قصدي انك انت الكبيرة .. انت اللي بتدّي .. وعمرك ماكنت عايزة حاجة من حد.
قالت : غلط .. مين قال كده .. ده كلام اللي عايز " يريّح نفسه " .. مين قال ان انا مش عايزه حاجة او مش محتاجة حاجة .. ومين قال اللي بيدّى .. بيبقى مستغني .. وسعادته بس في العطاء .. لأ يا احمد .. الست محتاجة تحس على الأقل بنظرة رضا من عين اللي مدّت له أيدها .. مش تاخد عمري كله وتديني ضهرك وتقوللي شكرا .. لا ياسيدي .. بناقص شكرا بتاعتك!!
قلت : بس والله ياماما اوبرا .. كل أصدقائك وولادك ع الفيس بيحبوكي