اختلطت الدموع بالزغاريد في محافظة الدقهلية أمس أثناء تشييع جنازة المجندين الشهيدين التابعين لقوات حفظ السلام اللذين توفيا أمس الأول بدارفور بالسودان ووصل الجثمانان إلي مدينة الكردي بمركز منية النصر وقرية الاتحاد مركز ميت سلسيل قبل صلاة الظهر. ففي مدينة الكردي توفي محمود رضا أبوالليل «21 سنة»- حاصل علي دبلوم صناعة- وتم تشييع الجثمان من مسجد أبوجبهة، حيث تجمع الآلاف من أبناء القرية في جنازته التي وصلت في جنازة رسمية. وأصرت والدته فتحية محمود علي سلامة علي أن تدخل المسجد وتقبله في مشهد أبكي جميع الحضور، وحاول أهل المتوفي إخراجها بالقوة وهي تبكي ابنها «اليوم عرسك يابني كان نفسي أشوفك عريس جيت لي شهيد» وعلا صوت النساء «الله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله» ولم يتمكن خطيب المسجد من تهيئة المواطنين للجلوس في المسجد. واحتشد المواطنون في المسجد حتي ضاق بهم المسجد علي سعته، حيث شارك في تشييعه المدينة بالكامل. وجلس رضا أبوالليل «والد الشهيد» في المسجد يقرأ القرآن الكريم أمام النعش الذي به الجثمان، وقال ل «الدستور» تلقيت اتصالاً من كتيبته صباح أمس الأول- السبت- أخبروني أن ابني استشهد هو وزميل له فكانت صدمة كبيرة ولكنني أحمد الله علي قضائه وآخر مرة كلمته كان يوم الخميس الماضي، حيث طلبني من هناك ليسلم عليَّ ويسلم أمه وإخوته بعد أن سافر منذ 41 يوماً وطمأنني علي نفسه وقال أنا هنا في أحسن حال. وتبكي سماح «شقيقته»: لم يعد لي إلا محمد أخي وهو الآن في الأردن ولم يعرف الخبر حتي الآن، وكنا علي أمل أن يعود لنا وقد استطاع أن يكوِّن نفسه ويتزوج ويساعد والده الذي يعمل يوماً ويجلس عشرة أيام دون عمل. وفي قرية الاتحاد استقبل الآلاف جثمان أحمد سليمان محمد سليمان «19 سنة»- حاصل علي دبلوم صناعة- فهو اليتيم الذي توفي والده وعمره لم يتخط 6 سنوات، وكانت أمه تنتظره حتي يحمل عنها عبء تكاليف الحياة الصعبة فله شقيقان محمد يدرس بالأزهر وإيمان بالصف الثالث الإعدادي، وكان يعمل في تصحيح الأجهزة الكهربائية وكان ينوي إتمام خطبته بعد عودته من دارفور ويخدم بقوات حفظ السلام منذ خمسة أشهر. واندفع المئات من أهالي القرية نحو جثمان الشهيد داخل المسجد الكبير بالقرية وحاول إمام المسجد تهدئة المصلين واضطر إلي إحضار قوات الأمن داخل المسجد لتهدئتهم والقيام بصلاة الظهر دون صلاة السنة، وتم تشييع الجثمان داخل سيارة الإسعاف بمعرفة القوات المسلحة. وأكدت عزة عقيدة «والدة الشهيد» أن آخر اتصال مع أحمد كان يوم الثلاثاء الماضي وأصر علي إطالة المكالمة وكأنه يودعنا وكان أحمد العائل الوحيد للأسرة نظراً لوفاة والده.