ودعت محافظة الدقهلية جثماني شهيدي الواجب اللذين راحا ضحية رصاصات غادرة في أثناء مشاركتهما في موكب لقوات حفظ السلام المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور. وذلك إلي مثواهما الأخير وسط مشاعر الحزن والزغاريد, ففي مشهد جنائزي بقرية الاتحاد مركز ميت سلسيل خرجت القرية عن بكرة أبيها في وداع ابنها احمد سليمان بعد وصول جثمانه الي مسجد القرية حيث قام الأهالي بالصلاة عليه وتحولت مشاعر الحزن علي فقده الي زغاريد عقب خروج جثمانه من المسجد وكانت والدته عزة عقيبة قد أصرت علي طبع قبلة الوداع علي وجه فقيدها وسط دموعها الغزيرة المنهمرة والتي انسابت من عينيها وأشارت إلي انها لم تره منذ6 أشهر عندما سافر إلي السودان في مهمته الوطنية وقالت إنه كان يستعد للزواج في شهر يونيو المقبل. ومن مفارقة القدر أن مهمته الرسمية في دارفور كانت تنتهي اليوم الاثنين ولكن القدر كان الأسبق. واختلفت الصورة نسبيا في مدينة الكردي مركز منية النصر التي ودعت ابنها محمود رضا أبو الليل21 سنة ايضا إلي مثواه الأخير وسط دموع ابناء المدينة الذين شهدوا له بالطيبة وحسن الخلق.. أشار والده رضا أبو الليل عامل بسيط إلي أن نجله انضم إلي قوات سلاح المشاه وسافر منذ شهر فقط إلي دارفور وظهر الأب متماسكا الي حد كبير وراح يقرأ القرآن الكريم علي روحه في حين انخرطت والدته فتحية محمود في بكاء هستيري وحاولت دخول المسجد لرؤية جثمان نجلها للمرة الأخيرة إلا أن الأهالي حالوا دون تحقيق رغبتها حيث كان الجثمان داخل تابوت.