«سرور» يكلف أمين عام مجلس الشعب بتفريغ شرائط الاجتماع تمهيداً لإحالة النواب المخالفين إلي لجنة القيم أحمد عز ل«الدستور»: أنا ضد أي إهانة من أي نوع للشعب الفلسطيني العظيم.. وأرفض السباب كأسلوب في مناقشات البرلمان سرور من المنتظر أن يشهد مجلس الشعب بعد غد -الأحد - جلسة ساخنة حول قضية الجدار الذي تبنيه مصر مع قطاع غزة. وفي الساعات القليلة الماضية تداعت أجواء التوتر داخل مجلس الشعب خصوصاً في أعقاب الاجتماع المغلق الذي عقدته لجنة الدفاع والأمن القومي أمس الأول -الأربعاء- والذي رأسه الدكتور فتحي سرور - رئيس مجلس الشعب - بنفسه، فقد ذكرت مصادر عليمة أن النائب سعد الكتاتني المتحدث باسم كتلة الإخوان وعضو مكتب إرشاد الجماعة قد حاول تهدئة واحتواء التوتر الذي نشب بين نواب كتلة الإخوان الذين انسحبوا من اجتماع اللجنة من جانب ونواب الحزب الوطني والدكتور فتحي سرور من جانب آخر، وحسب المصادر العليمة فإن النائب سعد الكتاتني قد انتظر انتهاء الدكتور سرور من رئاسة الاجتماع وذهب إليه في مكتبه بالدور الثاني بمبني المجمع بمجلس الشعب في محاولة للتهدئة، لكن بدلاً من التهدئة فإن حالة من الانفعال سادة الجلسة حسب وصف النائب مصطفي بكري.. من ناحيته نفي النائب أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني بشدة أن يكون قد أشار إيحاء أو إيماء إلي أن الشتائم التي جاءت علي لسان بعض النواب أمس الأول في جلسة الأمن القومي بمجلس الشعب موجهة إلي الشعب الفلسطيني. وأكد ل«الدستور» أنه ضد أي إهانة من أي نوع للشعب الفلسطيني العظيم والشقيق، وأنه لم يقل لنواب كتلة الإخوان إن الشتائم موجهة إلي الفلسطينيين، بل قال إن الشتائم كأسلوب في مناقشات البرلمان أمر مرفوض ولا يمكن قبوله في لغة الحوار سواء من الوطني أو المعارضة أو المستقلين وأنه فهم هذه الشتائم المرفوضة مبدئياً باعتبارها موجهة إلي الذين يحفرون الأنفاق للتهريب من الجانب الآخر للحدود. وأضاف أحمد عز أنه شخصياً والحزب الوطني لا يمكن أن يسمحا بأن تتحول حواراتنا داخل البرلمان إلي أي تجاوزات من أي نوع يسيء للأشخاص والأخلاق. وكان اجتماع لجنة الدفاع والأمن القومي قد شابه التوتر من البداية، فقد تم تأخير عقده أكثر من مرة رغم قيام 18 نائباً من المعارضة والمستقلين بتقديم طلبات إحاطة وبيانات عاجلة حول موضوع بناء جدار فولاذي علي الحدود مع غزة وعند رفح المصرية. وقد تسبب هذا التأخير في شكوك لدي نواب المعارضة والمستقلين، حيث رأي البعض أن التأخير كان متعمداً لإعطاء الفرصة للوزير مفيد شهاب لإلقاء بيان أولاً أمام مجلس الشوري بدون أن تكون هناك معارضة تذكر، بينما اعتقد البعض الآخر أن التأخير كان متعمداً بتأثير من أحمد عز لكي يتم حشد أكبر عدد من نواب الحزب الوطني والمعروفين بمناوءتهم لنواب كتلة الإخوان. وعندما انعقد الاجتماع أخيراً يوم الأربعاء الساعة 12 فوجئ الجميع بأن الاجتماع مغلق أمام الصحفيين والمحررين البرلمانيين الذين فوجئوا بانسحاب نواب كتلة الإخوان بعد مرور فترة من الاجتماع وعقدهم مؤتمراً صحفياً اتهموا فيه عدداً من نواب الحزب الوطني منهم حازم حمادي ونشأت القصاص وبدر القاضي بالتحرش بهم والتعريض بهم من خلال السباب بالدين، وقد حاول الصحفيون البرلمانيون التأكد من ذلك عندما دعاهم الدكتور سرور لحضور الاجتماع في نهايته لكي يتلو عليهم بياناً كله تأييد للحكومة وللإجراءات التي تتخذها بخصوص الجدار والقضية الفلسطينية. وقد حاول النائب مصطفي بكري بلا جدوي إقناع الدكتور سرور بأن يتضمن البيان توجيه اللوم للحكومة علي تأخيرها في شرح القضية للرأي العام وتجاهلها للبرلمان. وقد نفي نواب الوطني أنهم تحرشوا بنواب الإخوان، وحسب نواب الإخوان أنفسهم فإن أحمد عز وحسين مجاور قد حاولا إفهامهم أن السباب الذي وجهه نواب الحزب الوطني كان المقصود به كل من يحاول اختراق «السور» المزمع إنشاؤه بين مصر وغزة. وقد جاءت وصلة السباب والشتائم في اجتماع لجنة الدفاع بعد يومين فقط من قيام وزير المالية يوسف بطرس غالي - وحسبما سمعه المحررون البرلمانيون في اجتماع للجنة الخطة والموازنة بحضور رئيسها أحمد عز- بتوجيه السباب لملاك العمارات المخالفة في عزبة الهجانة حيث «المخالف حنطلع دين اللي جابوه». من جهة أخري طلب الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب أمس من المستشار سامي مهران- أمين عام المجلس- تفريغ شرائط وقائع الاجتماع وتفريغ العبارات المتجاوزة التي صدرت من أعضاء المجلس سواء كانوا من الحزب الوطني أو المعارضة والمستقلين للنظر في إحالة المتجاوزين إلي لجنة القيم.