تعودت من زمان أن أشكر الظروف وأشكر الرئيس بمناسبة أحيانا وبدون أي مناسبة غالبا، لكن يبدو أنني أدمنت مؤخرا توجيه الشكر للأستاذ أحمد «حديد» عز علي المتعة التي يمنحني إياها بمجرد أن يذكرني بوجود سيادته في هذه الدنيا وينبهني إلي حقيقة كونه سياسيا فظيعا ومن نوع نادر جدا ويستحق بجدارة «وضعه» المركزي ودوره المحوري في مغارة «سياسات» نجل الرئيس. وأستطيع الآن أن أفخر بأنني تمكنت بعون الله من جمع نحو ألف دليل علي الأقل تثبت وتؤكد «ندرة» حالة الأخ عز السياسية، ليس من بينها ذلك «الحزام» الجلد ماركة «جوتشي» الذي يزنر ويزين خصر جنابه، ولا معجزة نجاحه المدوي (كالفضيحة) في احتكار حديد البلاد ومراكمة المليارات في سنوات معدودة، وإنما هذه الأدلة الألف كلها انتشلتها بجهدي المتواضع من فيض «الدررالثمينة» التي تَخُر وتَشُر من فم سيادته كلما فتحه وهلفط في السياسة كثيرا أو قليلا. أما أحدث آيات العبقرية السياسية النادرة تلك فقد عثرت عليها بمنتهي السهولة في ثنايا تفوهاته القاتلة وتصريحاته المضحكة التي انطلق بها لسان جنابه قبل أيام وهو يناظر الدكتور محمد البرادعي علي قناة الCNN ، فقد أدهشني ولفت انتباهي مثلا أن «سيخ السياسات» الفريد أبدي نباهة وصحيانا قويا للون عموما و«لون» هذه القناة خصوصا فلم يسمح لنفسه أن ينسي لحظة واحدة حقيقة أنها والمذيعة التي تحاوره كلتاهما أمريكية ومن ثم راح يغازل ويداعب ويهيج ما تصور أنها «غرائز أمريكية» متأهبة للإثارة فورا إذا ما زغزَغها أمثاله بعبارات وكلام تافه وعبيط من نوع أن الدكتور البرادعي «يتحالف مع تحالف (واخد بالك) متشدد يتكون من يسار متطرف يتبني فكرا قديما أثبت فشله في الستينيات، وجماعة الإخوان المسلمين اليمينية المتشددة (لاحظ حديث الملياردير المحتكر عن اليمين) التي تتبني الديمقراطية علي طريقة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد»!! الذي تكرهه مؤسسة الحكم الأمريكية وتناصبه العداء تماما كاليسار و«أصحاب فكر الستينيات القديم» المعاكس والمناقض لفكر النشالين والنهابين الجديد. غير أن ندرة عز الحقيقية وبراعته السياسية الفتاكة بدت في قمة التجلي والتألق وعلي نحو يفطس من الضحك في ذلك الموضع الذي برر فيه سيادته استمرار العمل بقانون الطوارئ 30 سنة متذرعا بما سماه «الوضع الأمني الصعب في العالم» !! ثم عاد وغمز ولكز الغرائز الأمريكية الإسرائيلية المشتركة عندما قال إن «قانون الطوارئ بتاعنا يستخدم فقط لمواجهة الإرهاب أو تجنب تهديد الإرهاب ولم يستخدم أبدا في قمع الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ومؤخرا كشفنا شبكة لحزب الله اللبناني»!! ورغم هذا تعهد الرجل مشكورا بإلغاء حالة الطوارئ.. متي إن شاء الله؟! كان علي وشك أن يقول للمذيعة إن الموعد الذي يقترحه سيادته هو صباح يوم القيامة الباكر، لكنه في آخر لحظة تراجع وراجع ضميره فبشرنا وبشر الأمريكان بأن حزب حكومة جنابه سوف يتكرم ويبادر بإنهاء العمل بقانون الطوارئ يوم «يحل السلام في المنطقة ويعيش الشرق الأوسط في سلام مع نفسه» ومع مامته.. مامة «الشرق الأوسط»!!