3- سألنى عدد من القراء بإلحاح أين يجدون كتاب (وعليكم السلام) للراحل الكبير محمود عوض الذى استشهدت به فى أكثر من مقال خلال الفترة الماضية، للأسف لن يكون متاحا العثور على نسخة من الكتاب إلا ربما فى سور الأزبكية، لأنه منذ أن صدر فى عام 1986 عن دار المستقبل العربى لم تتم إعادة طبعه، لا أريد أن أخوض ثانية فى الحديث عن الظلم الذى تعرضت له أعمال محمود عوض فلكل مقام مقال، فقط أبشر السادة القراء بأن الأستاذ طه، شقيق الراحل الكبير أرسل إلىّ رسالة يخبرنى فيها بأنه ستتم إعادة طبع هذا الكتاب، وأنا واثق أنك عندما ستقرأه ستدرك أهميته وخطورته وحاجتنا الماسة إليه. فيما يخص الكتب أتلقى دائما أسئلة تطلب منى أن أرشح لها قائمة للكتب التى تستحق القراءة، وبما أن معرض الكتاب على الأبواب، أود أن أشير مجددا إلى قائمة من مائة وخمسين كتابا أتشرف بأننى نشرتها فى هذه الصحيفة يوم 1 يناير 2009، وستجدونها على موقعها الإلكترونى فى ذلك اليوم فى باب مساحة رأى، وهى اجتهاد متواضع حاولت أن أضمن فيه بعضا من الكتب التى أحبها، وبحمد الله فقد نالت الكتب، التى جرب الكثيرون شراءها باستخدام تلك القائمة، الرضا والإعجاب، وأتعشم أن يكون ذلك فى ميزان حسناتى، وفى الحسابات البنكية لناشرى تلك الكتب. بمناسبة ما كتبته عن ضرورة وجود دراسات أكاديمية عن فن الكتابة الساخرة لمساعدة الكتاب الساخرين فى النيابات والمحاكم، تلقيت رسالة جميلة من الباحث المتميز الدكتور محمد حسام الدين إسماعيل، مدرس الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، (التى أفخر بأننى واحد من خريجيها) قال فيها (.. على الرغم من أن مهمة تعريف السخرية أو إجراء دراسة أكاديمية عن السخرية مهمة ليست جذابة كالكتابة الساخرة، فإننى مهتم بهذه الظاهرة الإعلامية منذ سنوات محاولا ربطها بالمقاومة السياسية. ولقد انتهيت من دراستين عن السخرية الصحفية، الأولى بعنوان: استخدام السخرية فى الأعمدة الصحفية: دراسة مقارنة بين الكاتبين أحمد رجب وجلال عامر، وقد نُشرت بالفعل فى إحدى الدوريات الأكاديمية، ويسعدنى أن أرسلها لك بالبريد الإلكترونى. والثانية بعنوان: رجال الأعمال فى خطاب الكاريكاتير: دراسة علاماتية وثقافية للصحف اليومية المصرية، وهى بصدد النشر قريبا«. وأنا أشكر الدكتور محمد على دراسته البديعة التى استمتعت بقراءتها وسأرسلها لأستاذى الكاتب العظيم أحمد رجب وصديقى العم جلال عامر لكى يستمتعا بها ويستعينا بها على الاحتشاد لإمتاع الناس، ولعلها مناسبة أن أبشر القراء بقرب صدور كتاب رائع قرأت بروفاته منذ أيام عن عمنا الكبير أحمد رجب كتبه الصحفى الشاب المتميز محمد توفيق وأعتقد أن الأستاذ أحمد رجب سيكون سعيدا به، ليس لأنه يوثق مسيرته بحب شديد وتقدير يستحقه، وإنما لأنه ستُنشر فى الكتاب نصوص نادرة كان الأستاذ أحمد رجب يبحث عنها، وكان سعيدا للغاية عندما قلت له إن هناك كاتبا شابا قام بجمع هذه النصوص. أتمنى أن تتحمس دار نشر كبيرة لطبع كتاب محمد توفيق عن عمنا أحمد رجب، ولجمع دراستى الدكتور محمد حسام الدين عن الكتابة الساخرة فى كتاب، وأتمنى أن يكون ذلك سريعا لأننى سأحتاجه فى أكثر من جلسة قضائية الشهر المقبل. ختاما لهذه السلسلة من الردود على رسائل وتعليقات القراء، وصلتنى رسالة من القارئ محمد عبدالله عبارة عن سطر واحد يقول لى فيه (هل أنت علمانى؟)، وعندما رددت عليه بإجابتى المفضلة «سيادتك شايف إيه؟«، أرسل إلىّ رابطا لموضوع على مدونة للأستاذ وائل عزيز الذى لم أتشرف بمعرفته، وإن كنت قد قرأت له مقالا مكتوبا بشكل جيد نشرته له صحيفة العربى، فك الله أزمتها، فى صفحة جميلة كانت تنشر فيها مختارات من المدونات، وعلى حسب ما فهمت فهو ابن أحد قادة جبهة علماء الأزهر الشيخ عبدالغفار عزيز، وقد جاء فى مقال الأستاذ وائل نصيحة للشباب المتدينين، مفادها أن يتحلوا بالصبر ولا يقوموا برفض كل «ما يكتبه أمثال علاء الأسوانى أو إبراهيم عيسى أو بلال فضل أو المعتز بالله عبدالفتاح أو حمدى قنديل أو غيرهم من الكتاب العلمانيين»، وبناء عليه فقد أرسل القارئ الكريم إلىّ هذا الرابط لكى ينبهنى إلى أن شخصا يثق فيه مثل الأستاذ وائل قد وصفنى بالعلمانية، وينبغى علىّ أن أدافع عن نفسى إزاء هذه التهمة، وبما أن الأمر لم يعد مجرد حوار ثنائى على البريد الإلكترونى بل أصبح مطروحا على شبكة الإنترنت، بل ووجدت بالبحث أنه موجود فى عدد من المواقع. فيجب هنا التنويه إلى أننى لست ضد أن يصفنى أى شخص بما يشاء، سواء كانت العلمانية أو غيرها، فقط أرجو أن يتكرم بتنبيهى إلى أننى صرت علمانيا أو ليبراليا أو اشتراكيا لكى «أعمل حسابى وأنا خارج»، ثم أقول للقارئ الكريم إن العلمانية ليست تهمة، بل هى اختيار فكرى مركب ومعقد، ولا يصح أن نتعامل معه على طريقة «هل أنت شيوعى زنديق؟» أو فى أحسن الأحوال «هل أنت نباتى؟»، وأظن أن الكتَّاب الأفاضل الذين أشار إليهم الأستاذ وائل عزيز ليسوا فى حدود علمى من معتنقى الاختيار العلمانى، ومن يقرأ كتاب المعتز بالله عبدالفتاح البديع (المسلمون والديمقراطية) وكل كتب الأستاذ إبراهيم عيسى وسلسلة الكتب التى ضمت مقالات علاء الأسوانى وكلها كتب موجودة فى الأسواق، سيجد فيها إجابات وافية عن مواقفهم الفكرية إذا كان مهتما بمعرفتها، أما عن نفسى فقد سبق أن أجبت عن كل الأسئلة التى تأتينى من نوعية (هل أنت...؟)، وكان عنوان المقال «معانا ولا مع التانيين»، وأتمنى أن تبحث عنه على شبكة الإنترنت وتنشره على تلك المواقع، لا لكى تعم الفائدة، بل لتقل تلك النوعية من الأسئلة الراغبة فى وضع الناس فى ملفات ليتم وضعها بعد ذلك فى أدراج ومن ثم فى دواليب، على طريقة الجهات إياها، كفانا الله وإياكم شر التصنيف والتفتيش فى النوايا. [email protected]