يجب علينا أن ننشغل خلال المرحلة الحالية.. بمستقبل البلاد. .. المستقبل الذى يليق بالوطن وبمبادئ ثورتى 25 يناير و30 يونيو.
.. أى نعم، هناك أمور مهمة تتمثّل فى محاربة الإرهاب الذى فرضته علينا جماعة الإخوان والجماعات المتحالفة معها.
.. لكن بدا ظاهرًا للجميع أن هناك رفضًا شعبيًّا كبيرًا لتلك الجماعات.. ولعل الشعب هو الذى كشف هذه الجماعات وفشلها وإرهابها.. ولم يكن لأحد أى دور يدّعيه.
.. فهناك أحزاب كانت تمارس النفاق مع الإخوان وتسعى للحصول على موطئ قدم، على اعتبار أنهم مستمرون أبدًا.. بل شاركوا فى دستورهم الطائفى.. ولم ينسحبوا بناء على مطالب شعبية رغم أنه كان واضحًا أن اللجنة التأسيسية التى ألّفها الإخوان فى لجنة حسام الغريانى كانت باطلة.
.. وكذلك الأمر فى مجلس الشورى الباطل، فقد حرصت الأحزاب على الإبقاء على أعضائها فى مجلس صهر محمد مرسى حتى آخر نفس أو حتى آخر مكافأة.. رغم أنه كان معروفًا للجميع أنه مجلس باطل وقراراته باطلة.. لكن هناك أحزاب تحاول أن تقدم قياداتها الآن على أنهم كانوا أبطالًا فى الثورة على نظام الإخوان «بينما كانوا يعقدون الصفقات!!».
.. فلا بد أن ننشغل فى الانتقال الديمقراطى والذى أخّره الإخوان وبعض الأحزاب التى سارت وراء الإخوان ونافقتهم من أجل الحصول على منافع شخصية أو الحفاظ على مكتسبات قياداتها التى حصلت عليها فى عهد مبارك.
.. فمهما ادّعوا أنهم كانوا يسعون إلى مجتمع مدنى.. فإن سلوكهم وتصرفاتهم وسياساتهم كانت غير ذلك.
.. فالإخوان كانوا يسعون إلى السيطرة والتمكين على حساب كل شىء.
.. على حساب الوطن.
.. وعلى حساب الحرية والكرامة والعدالة.
.. وعلى حساب الديمقراطية والمجتمع المدنى.
.. كانوا يريدون فقط رفع يافطة «الإخوان المسلمين».
.. لكنهم انكشفوا وانفضحوا.. وفشلوا.
.. وكانت الكلمة للشعب الذى عزلهم.
.. وهنا الشعب يسعى إلى استحقاقاته التى لم يحصل عليها فى ثورة 25 يناير حتى الآن.
لم يحصل على الديمقراطية.
لم يحصل على الحرية.
لم يحصل على الكرامة.
لم يحصل على العدالة الاجتماعية.
.. ومن هنا ينتظر من ثورة 30 يونيو ما لم يحصل عليه فى ثورة يناير.
.. والحل فى استقرار هذا المجتمع بالانتقال الديمقراطى.. وبالديمقراطية ستتم محاربة الإرهاب.
.. فالشعب واجه الإرهاب بتلقائية.. بعد أن كشفهم وفضحهم.
.. ومن ثَم لا بد من مناقشة التعديلات الدستورية الحالية باستفاضة حتى نحصل على دستور يليق بهذا الشعب العظيم الذى أثبت للعالم رفضه الاستبداد سواء كان استبدادًا سياسيًّا وتوريثيًّا ممثلًا فى حسنى مبارك وابنه، أو عسكريًّا ممثلًا فى مجلس معاشات العسكرى، أو استبدادًا فاشيًّا دينيًًّا ممثلًا فى جماعة الإخوان وممثلها محمد مرسى.
.. ولن تكون لأحزاب فاشلة أو أحزاب إرهابية وصاية على الشعب المصرى فى اختيار مستقبله الديمقراطى.
فكفى فشل.
.. وكفى إرهاب.
رجل أعمال وسياسى يدّعى الآن أن نظام محمد مرسى منعه من السفر، وبذلك يحاول أن يكون بطلًا الآن.. رغم أن الكثير يعرف أن سبب منعه هو صراعه مع شريكه الإعلانى.. وليس أبدًا الموقف السياسى.. فقد كان الرجل يفاوض النظام الإخوانى ويسعى إلى لم الشمل.. ولم تكن عنده مشكلة فى الوفاق -أو النفاق- معهم.
ورجل أعمال حديدى يحاول الآن غسل سمعته بالسعى إلى التقرب إلى النظام الجديد بأمواله رغم أنه كان سندًا وستارًا لنظام الإخوان والشراكة مع قطر.. رغم أنه لم يسمع عنه شىء سوى أنه تاجر خردة!!