رغم أن فيلم «مفاجآت الحب»Love Happens مصنف كفيلم دراما رومانسية وجزء بسيط منه كذلك بالفعل، فإنه بشكل أكبر يدور حول قدرة الإنسان النفسية علي تجاوز أحزانه والبدء من جديد في تقبل الواقع ومتابعة روتين الحياة اليومية، وهو يرصد عدم القدرة علي تحمل ألم فراق شخص عزيز مما يدفع بالإنسان أحياناً إلي هجر عمله وأصدقائه وأقاربه لينفرد بنفسه إلي أحزانه التي لا تنتهي، وقد يطول الأمر أو يقصر وينسي الشخص أحزانه ويتابع حياته، ولكن هناك من لا يقدرون علي ذلك فتتوقف حياتهم تماماً ويصبحون أسري للأحزان عاجزين عن تجاوزها، وهنا يأتي دور «بيرك» ببرنامجه العلاجي الذي يقوم علي مساعدة هؤلاء الأشخاص الذين توقفت عجلة حياتهم بنهاية حياة أحبائهم، و«بيرك» الذي يقوم بدوره الممثل «أرون ايكهارت» هو نفسه زوج شاب فقد زوجته في حادث سيارة قبل سنوات حينما حاولت تفادي كلب في طريق ممطر ليلاً فاصطدمت بعامود إنارة وكان هو بصحبتها، وهذه المأساة هي التي اعتمد عليها «بيرك» في كتابه الذي يشرح فيه بالتفصيل وبخطوات منظمة كيف تغلب علي أحزانه وعاد لحياته الطبيعية، وهو الكتاب الذي حقق شهرة ومبيعات كبيرة حتي أصبح لبيرك قراء وأتباع ومعجبون، وأصبح له في كل ولاية محاضرة وجلسات علاجية، هناك تفاصيل أخري يكتشفها المتفرج في نهاية الفيلم حول تفاصيل حادث الزوجة، لكن الرواية التي يقولها «بيرك» دائماً والتي سجلها في كتابه هي المؤثرة والمثالية والتي تجعل منه خير من يقوم بعلاج من يقعون في فخ نفس الأحزان. يقوم الممثل «أرون ايكهارت» بأداء جيد في الفيلم خاصة حينما يكشف شخصيته الحقيقية وأحزانه المؤجلة التي أخفاها خلف قناع الشخصية المؤثرة التي تود مساعدة الآخرين في التغلب علي خوفهم من العودة إلي الحياة الطبيعية، «جينيفر أنيستون» تقوم بدور بائعة ورد بدأت مشروعها الخاص للتو، لكنها تعاني فشلاً متكررًا في علاقتها العاطفية بأحد الشباب المستهترين، وتجد أمامها فجأة «بيرك» الشخص المشهور الذي يحاول التعرف عليها بلطف فترفضه في البداية، لكنها تميل له لاحقاً بصورة مفاجئة، وأهمية دور «الويز» التي تجسدها «جينيفر أنيستون» أنها تكتشف الشخصية الحقيقية التي يرغب «بيرك» في إخفائها خلف المظهر الواثق والابتسامة المشجعة والطاقة والحيوية التي تدفع الآخرين إلي الاستماع إلي نصائحه، فهي تكتشف أنه هو أيضاً يحتاج إلي مساعدة ليتجاوز أحزانه، وكلما تكشف لها سر عن حقائق ماضي هذا الرجل الشهير للغاية تري أنه مازال لم يشف تماماً من حزنه علي زوجته الراحلة. باستثناء أداء «أرون ايكهارت» لا يحمل الفيلم أي جاذبية من نوع خاص، سواء في التمثيل أو السيناريو الذي كتبه مخرج الفيلم «براندون كامب» والذي حمل أفكارًا بها قدر من الإنسانية وبعض المواقف المؤثرة لكنها تظل مشاهد سطحية وغير عميقة تماماً في ظل حبكة تفتقر للجاذبية، وفي ظل أيضاً مواقف درامية خالية من مفاجآت كبيرة، الفيلم يبدو أحياناً بسيطاً ومقبولاً في بعض مناطقه خاصة بعض المشاهد الكوميدية القليلة، ولكنه بطيء الإيقاع ومثير للملل في أحيان أخري خاصة في مشاهد جلسات العلاج التي يجريها «بيرك» لمرضاه بكل تلك النصائح الساذجة التي يرددها الآخرون من حوله في انقياد ساذج، الحوار يبدو أحياناً مفتعلاً ويفتقد الأصالة ويقترب من جمل الإعلانات التجارية عن برامج الطب النفسي، المشاهد الرومانسية بين الويز وبيرك لا تحمل خصوصية معينة والحوار فيها فقير للغاية، ولم يساهم المونتاج أو التصوير في إظهارها بشكل جيد علي الإطلاق، وبقدر وجود كاريزما ما بين أنيستون وايكهارت فإنهما لم يفعلا بها أي شيء علي الإطلاق، وبدا الحوار والتعبير الرومانسي ثقيلاً علي لسانيهما. النجمة «جينيفر أنيستون» تقدم ربما للمرة الثانية أو الثالثة هذا العام مستوي متوسطًا من الأداء، وتبدو كما لو كانت تمثل بلا حماس، كما أنها تختار مرة أخري فيلمًا سيئًا يفتقد الجاذبية سواء في موضوعه أو طريقة تنفيذه وإخراجه، فيلم لا يبدو أنها تسعي من خلاله إلي المنافسة، وقد ظهرت في أغلب مشاهد هذا الفيلم بأداء شاحب وغير مؤثر حتي إن غيابها في بعض مناطق الفيلم لم يؤثر كثيراً فيه، ومع غياب البطلة والرومانسية والجاذبية عن الفيلم افتقد المشاهد كثيرًا من التعاطف مع فيلم يحمل عنوانًا يعد بقصة حب رومانسية دون أن يحقق وعده.