.. وها قد شهد شاهد من أهلها.. الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المحطم الأرقام القياسية في رئاسته البرلمان.. ورجل القانون.. ورجل الحزب الوطني.. وأحد أركان النظام خاصة في التشريع السياسي والقوانين و«الترقيعات» الدستورية.. يقولها بالفم المليان.. «لا أعترف إلا بأربعة أحزاب هي التي يشعر بها الناس وهي أحزاب الوطني والوفد والتجمع والناصري.. أما الأحزاب الباقية فهي مجرد «يافطات» وعبارة عن شلل وأحزاب عائلية.. وإن هذه الأحزاب الأربعة هي الأحزاب المعروفة من بين 24 حزبًا موجودًا علي الساحة السياسية» هكذا قال الدستور.. وقالها في محاضرة أقرب إلي محاضرة تعليمية في برلمان الشباب!! ..وهكذا يري بصراحة الرجل المسئول في الحزب الوطني أن الأحزاب الأخري- غير الأربعة التي ذكرها - ليست لها أي قيمة. .. وهو ما يعني أن النظام الحاكم فشل --وفقًا لأركان نظامه في إقامة حياة سياسية حقيقية قائمة علي تعدد الأحزاب .. في نفس الوقت الذي يتشدق فيه موالسوه في الصحافة الحكومية بتلك الأحزاب والتعددية. وقد فات علي الدكتور سرور أن يذكر أن تلك الأحزاب «اليافطات» والعائلية هي التي يستخدمها الأمن في التحالف مع الحزب الحاكم ومهاجمة المعارضة، كما يستخدمها قيادات الحزب الوطني في المسرحية الهزلية المسماة الانتخابات الرئاسية .. بترشيح رؤسائها وقياداتها لذلك المنصب ومنحهم دعمًا ماديًا ليصحبوا «كديكور» في انتخابات الرئاسة. .. إن المسئول عن تلك الأحزاب التي لا يعترف بها الدكتور فتحي سرور ولا يشعر بها الناس هو لجنة الأحزاب التي يرأسها أمين عام الحزب الوطني والتي ترفض قيام أحزاب حقيقية لها منهجها وشخصياتها المتفاعلة مع قضايا مجتمعها وتحمل هم وطنها ومواطنيها.. لكن كل ذلك ممنوع من الترخيص من لجنة أحزاب صفوت الشريف. .. الأمر الغريب أنه عندما يأتي الحديث عن الترشح للرئاسة في ظل المادة 76 سيئة السمعة يرد الحزب الوطني ورجاله بأنه يجب الالتزام بالدستور.. وأن هناك تسهيلات تم تقديمها للأحزاب في هذا الشأن.. طبعًا تلك الأحزاب التي لا يعترف بها الدكتور سرور ولا يشعر بها الناس. .. ولعل الحقيقة أن النظام الحاكم الذي ورث الحزب الوطني وأوجد أحزاب «اليافطات»، قد أضعف تلك الأحزاب التي يعترف بها الدكتور سرور من خلال إفساد الحياة السياسية بشكل عام .. ولم يعد لتلك الأحزاب أو غيرها أي دور إلا بموافقة الرئيس وتكرمه وحكمته. إننا في حاجة إلي تغيير حقيقي .. وبعيدًا عن أحزاب الدكتور سرور وأحزاب صفوت الشريف.