كتبت تعلق على مقالي " واحدة صعيدية جاية الاتحادية " .. تقول : انتوا كلمة السر يا ناس مصر .. الله عليكو .. فقط .. هذه الكلمات السبع .. فكتبت الرد اشكرها في رسالة ظني ان مشاعرها اهتزت من صدقها ، وتركت لها رقم هاتفي وايميلي كي نتواصل .. وعرفت أنها تعيش في ايطاليا .. ومصرية أصيلة .. والنهارده كنت جي المكتب وناوي اكتب عن اجتماع " رجالة " شرطة مصر - والكلمة بين القوسين أعنيها واقصدها - إلا أنها فاجأتني بصوتها عبر الهاتف من ايطاليا .. تشكرني على كلمتي وردي عليها .. لكن الأهم من الشكر والكلام ده .. أنني أيقنت ان سيدات مصر هن فعلا كلمة السر في الثورة القادمة .. إيه الجمال ده كله .. إيه العظمة دي كلها .. ازاى تبقى واحدة مصرية كما عرفت منها عايشة في ايطاليا منذ 30 سنة .. وبكل هذا الحماس والحميمية لأنفاس ناسها وأهلها في مصر .. ازاى وهى بعيد وعايشة عيشة فل والحمد لله .. يشغلها الشأن المصري كما لو أنها تعيش على أرضها وبين أحضانها ، حتى ظننت أنها لم تبرحها لحظة .. علاقتها بمصر وأحوالها من خلال الفضائيات والمواقع الإخبارية على النت .. وعرفت بحملة " تمرد " .. فقررت ان تقودها بنفسها في ايطاليا .. والأخطر والأجمل والأروع أنها قررت أيضا مع قرابة ال 2000 مصري هناك ، ان تأتي إلى محبوبتها وأمها لتشاركها وتشارك أهلها فرحة الخلاص.
قالت وقد شعرت بحنين جارف في صوتها .. انها تتابع مقالاتي بانتظام .. ورغم مآخذها على جنوحي أحيانا ، إلا أنها ترى صدقا غير مفتعل لواحد مصري بيحب بلده بجد .. وممكن يضحي بعمره من أجل القضية .. قالت أنها حريصة كل الحرص على متابعة برنامج " هنا القاهرة " .. لابراهيم عيسى وترى انه معجون بالوطنية الخالصة المخلصة .. وتؤكد انه بالنسبة للمصريين في ايطاليا تحديدا هو البوصلة التي يحددون من خلالها خطوتهم القادمة .. لا لشيء سوى لأنه صادق في مشاعره وأمين في التعبير عنها.
شعرت بسعادة بالغة بعد ان قرأت مقالي " واحدة صعيدية جاية الاتحادية " .. شعرت بفخر غير مسبوق ببنات جنسها .. تقول لي : انا مش مصدقة ان بنت في العشرينات يكون عندها كل هذا الإصرار والتحدي ، وكل هذا الحب وكل هذا الانتماء للبلد .. أد كده مصر غالية على شبابها وبناتها .. وبعدين إيه الوعي ده كله في كلام البنت الصعيدية الأصيلة اللي على حد قولها لما " تقفّل " معاها يبقى ياداهية دقي .. إنذار شديد اللهجة .. بس مين يسمع .. ومين يتعظ؟
قالت أيضا دون ان أقاطعها بسؤال : تعرف يا استاذ احمد اللي بيعمله مرسي والإخوان زي بالضبط اللي بيحفروا قبورهم بإيديهم .. مش ممكن .. والله العظيم مش مصدقة ان درجة العناد الغبي والتخلف يصل إلى هذا الحد .. البلد مولعة نار ، والباشا بيخطب في الاستاد .. وسمح لواحد اسمه عبد المقصود انه يتوّعد للمتمردين المصريين بالقتل والانتقام منهم .. سمح له ان يصوّر الثوار بأنهم كفرة وملحدين .. وهو يسمع ويُنصت .. والكلام جي على هواه .. ثم التمثيلية الخايبة اللي عملوها وحكاية سوريا والوقوف جنب سوريا .. وانت مش عارف تلم شعبك حواليك .. عايز تروح تدافع عن سوريا .. وأرضك منتهكة .. يبرطع فيها الإرهابيون الذين تعرفهم ويعرفونك .. ومنهم من أفرجت عنهم بقرار رئاسي .. بينما تجتهد في القبض على النشطاء الذين انتخبوك وجعلوا منك - وكانوا واهمين - رئيسا .. ايه قلة الأصل دي ؟
.. ثم اسأل : اليس عندك يا سيادة الرئيس الحد الأدنى من الذكاء لتتصرف بلباقة وحنكة لتمتص هذا الغضب العارم في الشارع ضدك؟ .. انت تعلم يقينا ان من معك هم فقط جماعة الإخوان .. كم عددهم .. 600 الف .. مليون ؟ .. وكم عدد الشعب المصري .. عندك فكرة ولا دي كمان مش عارفها؟ .. هل تظن انك أخفتهم بشوية الدقون في الصالة المغطاة ؟ .. هل تظن ان عدد المتمردين عليك وعلى حكمك ونظامك " حيخاف ويكش " وأحد أعوانك الذين احتضنتهم في الاستاد - واعنى عاصم عبد الماجد – يتوعد لهم بالذبح اذا خرجوا يوم 30 .. كيف تقبل وتسمح لنفسك ان تسلّم عليه بحرارة وهو يحذر ببجاحة يُحسد عليها المسيحيين من النزول .. كيف سمحت له ان ينطقها ويسحب منهم وعنهم جنسيتهم المصرية ؟ .. على اى أساس هذا التعالي والغلو في المعاندة .. هل تظن ان المصريين " لسه بيخافوا " ..
معلوماتي يا سيادة الرئيس ان عدد من وقعوا على " تمرد " بعد مهزلة الاستاد فاق المليون .. اما هنا في ايطاليا فقد تضاعف عدد الكارهين لك من المصريين بعد الخطاب عشرات الأضعاف .. عايزة اقولك ياسيادة الرئيس ان عددنا هنا يقترب من ال 300 الف .. الأغلبية العظمى منهم يرفضون حكم الإخوان .. وناويين والنية خالصة لله انهم يوم 30 يونيو يعتصموا أمام السفارة المصرية هنا ، حتى يأتيهم الخبر اليقين.
أما عن نفسي .. فقد قررت ومعي قرابة ال 2000 من المصريين النزول والمجىء " لحد عندك " في الاتحادية .. ومعلوماتي تؤكد أن الجاليات المصرية في بلدان أوربا ستفعل مثلنا .. أعداد كبيرة منهم سينزلون ، والعدد الأكبر سيعتصم أمام سفارة بلده ..
عايز ايه اكتر من كده ؟ .. مش عايزينك ؟ .. اغنيهّا لك عشان تفهم .. اتوكل واخلع من نفسك .. فوالله الذي لا إله غيره .. لن تقدر على كسر شوكة المصريين .. ولو كان معك 200 ألف " حمساوي " .. الذين تجهّزهم من الآن لقتل ولاد البلد .. وتظن واهما ان جيش مصر سيتركك تقتل أبناءها .. ويقف متفرجا.
.. خلصت يا سيادة الرئيس .. جيش مصر - والجميل والرائع أيضا - شرطة مصر ورجالتها استوعبوا الدرس .. واللي يمس طرف مصري او مصرية حيفرموه .. واللي يرش عيال البلد الجدعان بالميه .. حيحرقوه بالنار!!