يقضي الرئيس مبارك حالياً فترة النقاهة بعد العملية الجراحية التي أجراها مؤخراً في ألمانيا..ومدينة شرم الشيخ التي اختارها مبارك للنقاهة ذات طبيعة ساحرة..مما سيتيح للرئيس درجة أعمق من التفكير..وفرصة تقليب أحوال البلد علي جميع الأوجه..خاصة أن المناخ العام الآن أصبح ضاغطاً علي صانع القرار..كما أن المزاج العام للمصريين راغب بقوة في التغيير مقارنة بأوقات سابقة..لذا فإن بقاء الحال كما هو عليه الآن يصبح صعباًَ والبديل هو الانفجار. ظني أن الرئيس في تلك المرحلة سيكون بصدد اتخاذ بعض القرارات المهمة والمؤثرة في حياة المصريين ومستقبل الحكم..مثل تعديل الدستور الذي تطالب به مختلف القوي السياسية..ورغم نفي بعض رجال الحكم وجود نية حالية لتعديل الدستور..حتي أن أحدهم قد ذكر أن التعديلات الدستورية ليست علي أجندة الحزب الوطني حتي موعد الانتخابات الرئاسية القادمة..لكن تلك التصريحات لن تمنع الرئيس من إجراء أي تعديلات دستورية إذا أراد..وظني أنه سيفعل. والسؤال:ما المواد المتوقع تعديلها..سنجد أن أهم مادتين يأمل السياسيون تعديلهما هما المادة 76 والتي تتعلق بشروط الترشيح للانتخابات الرئاسية..والمادة 77 التي تتعلق بمدة الحكم، حيث يطالب كثيرون بتحديدها بفترتين. وتبدو احتمالية تغيير المادتين معاً مستبعدة حالياً والاتجاه هو تعديل إحداهما وأظنها المادة 77 وليست 76.. والسبب هو أن تعديل 77 بتحديد حكم الرئيس القادم بفترتين..ستكون جزرة الإغراء للنخب والقوي السياسية..مما يسمح بتمرير مرشح الحزب الحاكم دون معارضة قوية..طالما تم تحديد حكمه بفترتين..ثم بعد انتهاء ولايتي الرئيس القادم سيكون المجتمع أكثر قدرة علي تعديل المادة 76. كما أن تعديل المادة 77 وتأجيل تعديل المادة 76..سوف يفوت الفرصة علي كل معارض طامح في كرسي الرئاسة..وهنا سوف يفكر الرئيس في تسمية مرشح الحزب الوطني في الانتخابات الرئاسية القادمة..وأعتقد أن مبارك لن يخوضها لظروف صحية..والمؤكد أنه قد انتبه لحالة الفراغ الهائلة في الحكم أثناء سفره ألمانيا..لذا لا أستبعد أن يقوم الرئيس بتسمية نائب له علي أن يكون هذا النائب هو مرشح الوطني في الانتخابات القادمة..وهنا يبرز اسم الفريق عمر سليمان مدير المخابرات في مقدمة الشخصيات التي سيفاضل الرئيس بينها. هذا السيناريو إذا حدث فإنه يستبعد جمال مبارك الذي اختفي من الساحة السياسية خلال الأسابيع القليلة الماضية..مما يستدعي معرفة الأسباب..وفي هذا السياق فإنني لا أستبعد إجراء تغيير حكومي كبير يبدأ برئيس الوزراء مع مجموعة وزارية جديدة تطيح بأسماء كبيرة وقديمة داخل مجلس الوزراء..وتكون مهمة هذه الحكومة إدارة دولاب العمل في البلاد أثناء هذين العامين الحاسمين. اتخاذ الرئيس مبارك للقرارات السابقة يعود إلي طبيعة شخصيته العسكرية المقاتلة..التي لا تفضل ترك بلدها في مهب الريح تتنازعها الأهواء والأطماع والصراعات..وبحكم مسئولياته سيسعي إلي تهيئة الأجواء. هذه قراءتي وتوقعاتي..فهل من مراهن؟.