شهدت تل أبيب الخميس ثلاث فضائح فساد مالية وأمنية جديدة أبطالها إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق وخلفه بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك ، بالإضافة لعدد من الشخصيات الإسرائيلية البارزة . القضية الاولى يمثلها أوري ميسر الصديق والذراع اليمين لإيهود اولمرت رئيس حكومة تل أبيب السابق، وأوري شطريت مهندس بلدية القدس السابق بالإضافة لأربعة أشخاص لم يكشف أسمائهم واللذين اعتقلتهم الشرطة الإسرائيلية صباح أمس ، وهي الفضيحة التي تضاف لسلسلة القضايا التي يحاكم من اجلها أولمرت وتتضمن قضايا فساد ومحسوبية واستغلال نفوذ . ووفقا للتحقيقات الأولية للشرطة الإسرائيلية فإن ميسر متورط بالتوسط بين اصحاب مشاريع عقارية وبين بلدية القدس حيث قام بنقل رشاوى تقدر بعشرات الملايين من اصحاب تلك المشاريع للبلدية وعلى رأسها مشروع مشروع "هوليلاند" أحد المشاريع الاستيطانية بالقدسالغربية الذيتم تنفيذه منذ سنوات . ووصفت الصحف العبرية الصادرة الخميس وعلى رأسها يديعوت أحرونوت الفضيحة الجديدة بأنها "الأخطر في تاريخ الدولة العبرية " موضحة في تقاريرها أن عشرات الملايين من الإسرائيليين قاموا بدفع رشاوى لبلدية القدس خلال فترة رئاسة أولمرت لها من أجل الحصول على ترخيصات لبناء مشاريع استيطانية لافتة إلى ان ميسر كان الوسيط في دافع تلك الرشاوى . وبعنوان "السمكة تفسد من رأسها " قالت صحيفة معاريف العبرية أن التحقيقات في قضية ميسر ستؤدي إلى اعتقال "شخصيات بارزة أخرى" بتل أبيب بتهمة تلقي الرشوة مقابل المصادقة على تراخيص بناء موضحة أن الفضيحة الجديدة قد تؤثر على سير قضية أولمرت والذي غادر إسرائيل منذ أيام في رحلة سفر للخارج . كما تساءلت صحيفة هأرتس الإسرائيلي عن السبب الذي دفع إيهود أولمرت لتأجيل موعد عودته لتل أبيب في أخر تصريحات له ،موضحة أنه كان من المفترض أن يعود رئيس الوزراء السابق للبلاد الأربعاء الماضي ، فلماذا قام بتأجيل الموعد إلى مطلع الأسبوع القادم وتزامنا مع الكشف عن قضية محامية ومساعده المقرب . في المقابل طلب ايلي زوهر محامي اولمرت من المحكمة المركزية بالقدس تأجيل محاكمة موكله الا بعد انتهاء التحقيق في قضية هوليلاند رافضا اعتقال اولمرت فور عودته للبلاد وفقا لما كشفت عنه الإذاعة العبرية في تقرير لها أمس الخميس . وفي سياق متصل اتهمت هأرتس في تقرير اخر لها رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بإنفاق مبالغ مالية باهظة على كل رحلة طيران يقوم بها للولايات المتحدة ، موضحة أن الرحلة الواحدة تتكلف مليون دولار يتم صرفها من خزينة الدولة ووصفت الصحيفة الامر بأنه يأتي على حساب ودخل المواطن الإسرائيلي وتزامنا مع ارتفاع مظاهر الفقر في تل أبيب . وأضافت الصحيفة أن الامر ليس الاول من نوعه في إسرائيل موضحة ان رحلات أولمرت وصلت إلى نصف مليون دولار وكذلك الحال مع إيهود باراك وزير الدفاع لاسرائيلي مشرة إلى ان سفريات الاخير الرسمية للعاصمة الفرنسية باريس كلفت خزينة الدولة مبالغا تستدعي فتح تحقيق ونقاش داخل الكنيست الاسرائيلي. وأضافت الصحيفة أن الامر ليس الاول من نوعه في إسرائيل موضحة ان رحلات أولمرت وصلت إلى نصف مليون دولار وكذلك الحال مع إيهود باراك وزير الدفاع لاسرائيلي مشرة إلى ان سفريات الاخير الرسمية للعاصمة الفرنسية باريس كلفت خزينة الدولة مبالغا تستدعي فتح تحقيق ونقاش داخل الكنيست الاسرائيلي. وفي سياق منفصل سمح الجيش الإسرائيلي وجهاز الامن الداخلي "الشاباك" أمس بإلغاء حظر النشر على قضية أمنية جديدة بتل أبيب ، وفي بيان مشترك لهما قالا أن القضية تتعلق بقيام عنات كام المحررة الصحفية بموقع والا الإخباري الإسرائيلي بسرقة وثائق عسكرية من مكتب قائد المنطقة الوسطى بتل أبيب خلال عملها السابق هناك وتسليمها لاحد المحررين بصحيفة هأرتس مما يعد خرقا لقواعد الرقابة العسكرية الإسرائيلية . ووفقا للبيان فإن عنات البالغة من العمر 23 عاما كانت قد اعتقلت قبل 5 أشهر بعد تحقيق سري أجراه جهاز الشاباك معها وفرضت عليها الاقامة الجبرية للاشتباه بارتكابها مخالفات امنية خطيرة خلال خدمتها العسكرية بمكتب قائد المنطقة الوسطة ، موضحة انه بعد اعتقالها بشهر قدمت النيابة بحقها لائحة اتهام بتهمة التجسس الخطير وتسليم وثائق سرية لأوري بلادو الصحفي بهأرتس الذي يقيم بلندن حاليا خشية اعتقاله بمجرد عودته الى البلاد ، مضيفا أن عنات اعترفت خلال استجوابها بجريمة التجسس .