في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار اللحوم إلي مستويات جنونية وبشكل مبالغ فيه، لم يجد محدودو الدخل في أغلب محافظات مصر حلاً لمواجهة هذه الارتفاعات الجنونية في أسعار اللحوم سوي الاتجاه إلي تناول لحوم الجمال، باعتبارها الأرخص في الثمن، فضلاً عن تمتعها بقيمة غذائية لا بأس بها. في البداية يقول أحمد علي عبدالمعين- جزار-: بعد الارتفاع الجنوني في أسعار اللحوم البقري والجاموسي اتجهت إلي ذبح الجمال ووجدت إقبالاً كبيراً من المواطنين عليها لم يكن موجوداً في السابق نظراً لرخصها عن البقري والجاموسي حيث لا يتعدي ثمن الكيلو منها 32 جنيهاً، أما اللحم الكبير في السن والذي يستخدم في عمل الكفتة فيباع ب 28 جنيهاً والكبدة ب 25 جنيهاً واللباني والبفتيك ب 30 جنيهاً. وعن أسعار الجمال وأنواعها، يقول سعيد البراسيمي- تاجر وجزار- إن سعر الجمل يتحدد علي أساس حجمه وسنه، فالجمل الصغير (البعرور والقاعود والحوار والجح والجدع) من سن 6 أشهر حتي 3 سنوات يباع الكيلو منه قائم، أي قبل أن يذبح، ب 22 جنيهاً، لكن ارتفعت أسعاره جنيهين الأيام الماضية، ومتوسط سعر الجمل البلدي يتراوح ما بين 7 و12 ألف جنيه، أما الجمل السوداني فهو أرخص من ذلك فالجمل السوداني يتراوح سعره من أربعة إلي ستة آلاف وخمسمائة جنيه، وهو نفس سعر الجمل الصومالي، وأغلي الأنواع هو الجمل المغربي لكبر حجمه، لكن طبعا الجمل البلدي حجمه أكبر وطعمه أفضل ويعطي لحما صافيا 60% من وزنه، أما السوداني فيعطي 40% من وزنه. وفي أحد أكبر أسواق الجمال علي مستوي الجمهورية والذي يقع بمنطقة برقاش بإمبابة رأينا أن حركة البيع تبدأ منذ السابعة صباحاً حتي الحادية عشرة ظهراً، وبعدها تنفض السوق ويكون الجزارون قد اشتروا حصتهم الأسبوعية من الجمال، وفي يوم الجمعة، وهو اليوم الأساسي للسوق، هناك ما لا يقل عن ألفي جمل تدخل السوق، وبداخل السوق يوجد حوالي خمسين مكتبا للتجار والسماسرة التي يتم البيع من خلالها ويتم تحصيل مبلغ خمسين جنيها من البائع والمشتري كعمولة للمكتب عن كل جمل يتم بيعه.