المسيرات تجوب الشوارع ضد مرسى والجماعة.. وتنظيم لجان شعبية لمساعدة الجيش قائد الجيش الثانى يشكر الأهالى على ضبط النفس.. وحمايتهم لقناة السويس
بورسعيد المدينة الهادئة بطبعها، باتت مضطرة للعيش فى حالة حداد شبه دائم، وازدحمت جدران شوارعها بصور الشهداء والمصابين، وعلت الأعلام والرايات السوداء أسطح المنازل والمحلات والمدارس والمنشآت الحكومية، واتشح الجميع بالسواد، حدادا على أرواح من راحوا ضحية الغدر، وبعدما قدر لها أن يكون أول حكم بالإعدام يصدر عقب الثورة من نصيب أبنائها المتهمين فى قضية مجزرة الاستاد، وهو الحكم الذى أصدرته محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحى عبد المجيد، فى الوقت الذى حصل فيه أغلب المتهمين من رجال الشرطة على حكم بالبراءة.
وفى الوقت الذى توقفت فيه الحياة داخل المدينة الباسلة، انطلقت مسيرات عديدة تجوب شوارع وميادين بورسعيد، منها ما انطلق بشارع محمد على مرورا بشاع 23 يوليو، وصولا إلى مجمع المطاعم المطل على الكورنيش، مطلقين دعوات لإعادة العصيان المدنى بطريقة سلمية، قبل توجههم إلى ميدان الشهداء لإعلان اعتصامهم بساحة الميدان.
كما انطلقت عديد من السيارات والدراجات البخارية بمناطق الكافتيريات بمنطقة الاستثمار، تدعو إلى غلق المحلات والكافتيريات، وهو ما تمت الاستجابة له من قبل أصحابها فورا بطريقة سلمية وحضارية.
فى حين قام العشرات بمنطقة أول العرب بتنظيم مجموعات لجان شعبية لمساعدة جنود الشرطة العسكرية فى تنظيم حركة المرور، بالتزامن مع قيام بعض الشباب بإزالة آثار الاشتباكات بين المحتجين والأمن المركزى من محيط ميدان الشهداء، بينما استمر تحليق طائرة تابعة للقوات المسلحة لرصد كل الأحداث التى تدور على أرض بورسعيد لتوثيقها.
كما انتشرت ملصقات بشوارع بورسعيد تحمل صورة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وعليها عبارة «قومى يا بورسعيد.. شهداء بورسعيد ماتوا فى سبيل المثل العليا».
كما منحت بعض الهيئات إجازات مفتوحة لكل العاملين بها ومنها شركات الكهرباء بشارع محمد على، وكل مكاتب البريد ببورسعيد، وأغلقت الغرف التجارية والمدارس بكل أنحاء المدينة، نظرا إلى عدم توافر التأمين اللازم لمنشآتها، وخوفا من حدوث اقتحامات بعد تجدد دعوات العصيان المدنى، كما لم يتم استئناف العمل بمحكمة بورسعيد الابتدائية ومجمع المصالح الحكومية ومبنى ديوان عام محافظة بورسعيد، بينما استمر العمل بهيئة قناة السويس وهيئة موانى بورسعيد.
وعلى جانب آخر قام اللواء أحمد عبد الله، محافظ بورسعيد، بفتح خط ساخن مع مدير أمن بورسعيد، واللواء جمال إمبابى محافظ الإسماعيلية، وشدد على سرعة الانتهاء من إجراءات المفرج عنهم فى قضية مجزرة الاستاد، كما صرح اللواء سيد جاد الحق، مدير أمن بورسعيد، بأنه يقوم بالتنسيق مع وزارة الداخلية لسرعة تنفيذ قرار إعادة المتهمين الصادر ضدهم أحكام فى القضية إلى سجن بورسعيد العمومى فى أسرع وقت ممكن.
فى حين انتشرت دوريات الشرطة العسكرية فى أنحاء بورسعيد، وتمركزت منها اثنتان فى منطقة عزبة أبو عوف والقابوطى، كما ألقت الشرطة العسكرية القبض على عديد ممن يحملون الأسلحة البيضاء فى نطاق حى الزهور عقب مشاجرة حدثت فى أحد الشوارع.