ساد الهدوء كافة شوارع بورسعيد وسط حالة من الترقب بعد المسيرة الضخمة التي طافت الميادين والشوارع أمس الجمعة. وقد فتحت عددًا من المحلات أبوابها لاستقبال روادها، وربما تعود الحياة لبورسعيد - اليوم - بعد عودة الموظفين لعملهم والعاملين لمصانعهم بعد توقف استمر ثمانية أيام. فيما استمر الحزن يخيم على أرجاء المدينة التي تتشح بالسواد على عدد من المنشآت، وسيطرت القوات المسلحة على منطقة سجن بورسعيد، وأغلقت جميع الشوارع المؤدية إليه. وفرضت الشرطة وجودها المكثف حول أقسام الشرطة، واستمرار رفع درجة الاستعداد القصوى، وألقت القبض على مجموعة أخرى من الخارجين على القانون، وإحالتهم للنيابة العامة. كما تجهز إدارة النادي المصري الإستاد لإقامة سرادق ضخم لتلقي العزاء في شهداء بورسعيد، وتقديم التعازي لأسرهم، ومن المنتظرأن يقام حفل التأبين يوم الإثنين.. في الوقت الذي علق فيه مجموعة من الناشطين السياسين اعتصامهم لمدة 48 ساعة، والعودة مرة أخرى كانوا قد اقتحموا مبنى إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن بورسعيد، وقرروا الاعتصام داخلها، وتقدموا بمذكرة للحاكم العسكري بالمحافظة تتضمن عدم فض الاعتصام إلا بعد إقالة محافظ ومديرأمن بورسعيد ووزير الداخلية، وتقديم اعتذار رسمي من رئاسة الجمهورية لأهالي بورسعيد عما حدث مع المدينة، واعتبار كل من سقط في الأحداث الأخيرة شهداء، ومعاملتهم ماديا ومعنويا مثل شهداء الثورة، وقرروا التصعيد والإضراب عن الطعام، وإعلان العصيان المدني في كل مؤسسات بورسعيد اعتبارا من الأحد القادم فى حالة عدم الإستجابة لمطالبهم .. من ناحية أخرى وصلت بورسعيد قافلة تضم عدد من النشطاء السياسيين منهم جورج اسحاق والدكتور أحمد البرعي - وزير القوى العاملة الأسبق، والدكتورة منال عمر - أستاذة الطب النفسي بجامعة عين شمس - ولفيف من السياسيين والكتاب، وبعض الفنانين. حيث التقوا مع أهالي بورسعيد بمسجد مريم، وإقامة صلاة الغائب على شهداء بورسعيد، ووضع أكاليل من الزهور على قبر الجندي المجهول بميدان الشهداء، وعقدوا لقاءً على المسرح المقام أمام ديوان عام محافظة بورسعيد؛ لمؤزارة و دعم أهالي بورسعيد معنويا في مواجهة رصاص الداخلية.