أهتمت أبرز الصحف الأمريكية بالتعليق على إعلان جبهة الإنقاذ الوطنى أول من أمس (الثلاثاء) مقاطعتها للانتخابات البرلمانية المقبلة. «نيويورك تايمز» الأمريكية قالت إن ذلك يضمن استمرار الإسلاميين فى السيطرة على الهيئة التشريعية واستمرار منافسيهم فى التشكيك فى شرعيتهم. وتابعت «نيويورك تايمز» أن الأصوات الانتخابية الخاصة بالإسلاميين الذين سيطروا على الانتخابات البرلمانية والرئاسية 2011/ 2012 أكثر تأثرا بالانتقاد مقارنة بأى وقت مضى منذ الإطاحة بحسنى مبارك، مضيفة أنه على ما يبدو أن مدن قناة السويس، بورسعيد والإسماعيلية والسويس، ستصوت إلى أى بديل آخر.
كما أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن مقاطعة الانتخابات من قبل ائتلاف المعارضة يسلط الضوء على عمق العداء تجاه الإسلاميين الحاكمين، ويكشف استمرار عدم ثقة المعارضة فى العملية السياسية الوليدة.
من جانبها علقت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية على قرار جبهة الإنقاذ ب«قرار من المحتمل أن يدفع البلاد إلى جولة جديدة من الفوضى السياسية ويزيد من تدهور الوضع الاقتصادى المضطرب بالفعل»، أضافت الوكالة أن المعارضة «تجازف»، فعلى الرغم من أنها بدت جبهة موحدة فى قرارها، فإن بعض الفصائل قد لا تتفق مع قرارها وتقدم مرشحين فى الانتخابات.
وقالت «أسوشيتد برس» إن مقاطعة جبهة الإنقاذ للانتخابات ستؤجج حركتها الاحتجاجية التى تعتبر سياسية بشكل جزئى، وبشكل أكبر ترتبط بالمشكلات الحياتية مثل ارتفاع الأسعار وفرص العمل، مضيفة أن احتجاجات مستمرة ومأزق سياسى دائم سيأخذان مصر إلى حافة الإفلاس، مختتمة تقريرها بأن الأزمة السياسية الأخيرة فى مصر هى الأكثر سوءا منذ الإطاحة بمبارك.
أما «واشنطن بوست» فقالت إن قرار المقاطعة الذى أعلنته جبهة الإنقاذ رسميا يزيد من احتمال عدم الاستقرار فى المستقبل بعد أشهر من الأزمة السياسية وتدمير مصداقية الديمقراطية الوليدة فى البلاد.
وتابعت وفقا لمحللين أن مقاطعة الانتخابات يمثل نداء تضامنيا إلى الجيش المصرى وحلفائه فى واشنطن وأوروبا، الذين من المحتمل أن ينزعجوا من حكومة وبرلمان يسيطر عليه الإسلاميون فى هذه الدولة العربية المهمة استراتيجيا.
أخيرا، قالت «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية إن القرار يعمق الأزمة السياسية فى مصر ويضمن عمليا سيطرة الإسلاميين على المجلس التشريعى المقبل.