قلت لزاهي حواس ما تتكلمش في السياسة، إنت مشهور من غير سياسة.. هكذا قال «فاروق حسني» في حواره مع الكاتب الصحفي «وائل الإبراشي» علي صفحات «صوت الأمة».. انتظرت أسبوعاً بعد النشر متوقعاً أن أري «زاهي حواس» معلناً غضبه ومؤكداً أنه يعرف في السياسة لا أقول أكثر من الوزير ولكن علي أقل تقدير مثل الوزير وأن حديثه عن إلغاء الاحتفال بافتتاح معبد موسي بن ميمون بالقاهرة رداً علي الممارسات الإسرائيلية في القدس كان بالفعل يعبر عن موقف سياسي، ولكن الذي حدث أن «زاهي» أخذ الكلمة التي لها مذاق اللكمة ولم يعقب وكأنه تلميذ في الفصل والأستاذ يعنفه أمام زملائه حتي لا يكررها.. كلنا نعلم أن شخصيتي «زاهي» و«فاروق» متنافرتان، الاثنان لديهما ملامح نجومية ولهذا كثيراً ما يحدث بينهما صدام صامت ولولا أن مؤسسة الرئاسة تدعم «زاهي» كان من الممكن الإطاحة به في أكثر من مناسبة سابقة.. «زاهي» يدخل إلي منطقة لا يريدها الوزير لمرؤوسيه وهي أن يصبح شخصية عامة.. «زاهي» مثلاً بقبعته الشهيرة صار واحداً من أهم الشخصيات المصرية عالمياً وفي أكثر من دراسة علمية يحصل علي لقب أهم 100 شخصية في العالم، بل إنه عندما زار «أوباما» مصر واصطحبه للأهرام لو قرأتم ما الذي كتبه «زاهي» عن تلك الزيارة في جريدة «الشرق الأوسط» اللندنية لاكتشفتم أن «أوباما» كان لا يصدق نفسه أنه بصحبة «زاهي» وأن زوجته وابنتيه أوصوه بأن يأخذ لهم صورة عليها توقيع «زاهي».. ورغم كل ذلك نكتشف أنه لا يجرؤ أن يدافع عن نفسه لا أقول أمام الوزير ولكن أمام القراء.. لا أطالبه بأن يرد الصاع صاعين ويعدد الكثير من مآخذ الوزير السياسية والتي وصلت للذروة أثناء معركة «اليونسكو» فقط كان عليه أن يحفظ ماء وجهه.. «زاهي» لا ينسي أبداً أنه في النهاية موظف يشغل موقع أمين عام المجلس الأعلي للآثار ورئيسه المباشر هو الوزير «فاروق حسني»، صحيح أن محاولات «زاهي» لم تنقطع من أجل أن تصبح الآثار وزارة مستقلة «جزيرة» يحكمها فقط «زاهي» وحاول التحايل والالتفاف بالتأكيد علي أنه طالما «فاروق حسني» في الوزارة فلا خوف علي الاستقلالية ولكنه يسأل عن مرحلة ما بعد «فاروق»، وهكذا كان يدير معركة الاستقلال التام للآثار وتم إحباط محاولته والوزير لم ينس له هذا الموقف.. ولهذا سوف يتحمل «زاهي» اتهامه علناً وعلي رؤوس الأشهاد بجهله.. رغم أن الآثار ما هي إلا سياسة ولكنه الموظف أبو منشة وطربوش الذي مازال كامناً خلف قبعة «زاهي حواس»!!