صعود بشر ل"التنمية المحلية" تمهيد لانتخابات المحليات لم يكن أكثر المحبين لعضو مكتب الإرشاد العجوز محمد علي بشر المولود في 14/2/1951 ابن قرية كفر المنشي بمركز قويسنا بالمنوفية والذي كان يعمل أستاذًا بكلية الهندسة- جامعة المنوفية- قسم (الهندسة الكهربية)، يحلم بأكثر من كرسي تحت قبة برلمان مجلس الشعب، فكيف له أن يحصل علي المقعد وهو المطارد من نظام مبارك .. الغريب أنه بعد قيام الثورة وتربع الإخوان علي عرش مصر لم يكن يتردد اسم بشر ضمن قائمة محافظي الإخوان إطلاقا، ورغم ذلك تم تعيينه مع تولي مرسي رئاسة الجمهورية منصب محافظ المنوفية، مسقط رأسه، فهو رجل "مريض" قضى نصف عمره بعيدا عن المنايفة.
وبالفعل طرح إخوان المنوفية اسم المهندس صبري عامر ليكون محافظا ضمن قائمة المحافظين لكن الرئيس مرسي أصر علي أن يكافئ صديق عمره وأستاذه في الجماعة بكرسي المحافظة ، وفور الإعلان عن تولي بشر منصب المحافظ جاء القرار بمثابة الصدمة للجميع، فالإخوان لم يرشحوه لكن الرئيس اختاره.
ومع تولي بشر منصب المحافظ عمل من اليوم الأول علي أخونة الديوان العام وأتي برجاله في كل مكان حتي أن مدير مكتبه كان أستاذا جامعيا من جماعته وأخذ "بشر " يعد العدة من أجل تغيير نتيجة الرئاسة واللعب في نتيجة استفتاء الدستور 2012 لصالح جماعته وبعد أخونة الجهاز التنفيذي بالمحافظة نجح بشر في الإطاحة بمدير الأمن ومديرإدارة مرور المنوفية اللذين كانا يرفضان السيطرة الإخوانية علي المحافظة ولم يستطع بشر الإستغناء عن سكرتير عام المحافظة اللواء ياسين طاهر رغم أنه أحد قيادات الحزب الوطني المنحل لخبرة ياسين في السيطرة علي الانتخابات والاستفتاءات .
بعد نجاح بشر في تغيير نتيجة محافظة المنوفية كانت المكافأة الكبري له "وزارة التنمية المحلية" من أجل أن يكمل الرجل خطة جماعته لأخونة باقي المحافظات بنفس الهدوء الذي نفذ به سيناريو أخونة المنوفية ، وتنازل مكتب الإرشاد عن حلم سيطرة بشر علي وزارة الكهرباء الذي كان قد رشحه لها في حكومة الدكتور هشام قنديل، حين رفضه العاملين في قطاع الكهرباء.
التحق بشر بالإخوان المسلمون عام 1979م وحصل علي بكالوريوس الهندسة الكهربية بتقدير (ممتاز) 1974م من المعهد العالي الصناعي ب(شبين الكوم)، والذي تحوَّل فيما بعد إلى كلية الهندسة- جامعة المنوفية، ثم عُيِّن مُعيدًا في نفس المعهد 1974م ، ثم حصل علي الماجستير في الهندسة الكهربية 1979م من هندسة شبين الكوم ثم عُيِّن مدرسًا مساعدًا بنفس الكلية 1979م ، حصل علي الدكتوراه من جامعة ولاية كلورادو بالولايات المتحدةالأمريكية 1984 م.
قُبِض عليه في 14/10/1999م فيما عُرِف ب(قضية النقابيين)، وأُحيل إلى المحكمة العسكرية هو وعشرون نقابيًّا متَّهمًا في هذه القضية، وحكمت عليه المحكمة العسكرية برئاسة اللواء "أحمد الأنور" بالسجن ثلاث سنوات؛ بتهمة الانتماء إلى (الإخوان المسلمون)، والإعداد لانتخابات النقابات المهنية، وأُفرِج عنه في 8/10/2002م وفي ديسمبر 2006 أحاله مبارك إلى محاكمة عسكرية استثنائية ضمن 40 من قيادات ورجال أعمال الإخوان المسلمين رغم حصوله على عدة أحكام براءة من القضاء ، وفي 12 يوليو 2009 حكم الضاء المصري بالإفراج عن بشر ضم 13 من قيادات الإخوان لإستكمالهم ثلاثة أرباع المدة لكن النظام المصري رفض الإفراج عنهم وتم الإفراج عنه في 15 يناير 2010 بعد قضاءه ثلاث سنوات في السجن.
انتظره العاملون بوزارة التنمية المحلية بالورود، رغم بعض المخاوف من كون الوزير الجديد منتميا لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما لم يحدث من قبل، فالوزراء السابقون أحدهم كان قائدا بالمخابرات العامة وهو اللواء محسن نعماني وآخر ضابط مهندس بالقوات المسلحة وهو اللواء أحمد زكى عابدين وكذلك المستشار محمد عطية.
الوزير الجديد أمامه العديد من الملفات الساخنة على رأسها قانون المحليات الذى لم يتم تعديله حتى الآن، بالإضافة إلى العشوائيات، والاستعداد لانتخابات المجالس المحلية، ومخالفات البناء على الأراضي الزراعية وأراضي الدولة، وزيادة أزمة الباعة الجائلين، والعديد من الأزمات التى تزلزل محافظات مصر في الفترة الأخيرة.