عزة أبو الأنوار – آية شرف بيت المرحوم الحاج مصري.. بيت أوسع مما اعتيد عليه في البيوت الشعبية. في المدخل لافته كبيرة مكتوب عليها {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ}، يسكنه أرملته الحاجة عيشة، لم يُعرف إن كانت حاجة أم لا، ولم يعرف أصلا إن كانت خرجت من شارعهم من قبل أم لا.
أولاد الحاج مصري: عاصم: الأخ الأكبر.. موظف بالقطاع الخاص في شركة الشيخ فلان عضو البرلمان عن الدائرة، نصف حيادي، نصف متدين، نصف عاقل. علياء: صحفية بجريدة مابيقرهاش غير كتّابها، قاعدتها في الحياة كسر القواعد. عمر: نصّب نفسه مفتي المنطقة صباحا، ومعتكف ليلا ولم ينشغل كثيرا بالبحث عن عمل. كل يوم الشارع ينتظر تجمعهم ليأنس بتناغمهم كنموذج مثالي للأسرة المصرية في 2013، وأي تشابه بين الأحداث والواقع.. صدفة مش أكتر والله.
*******************************
تدخل علياء البيت بكتب جديدة فتقابلها أمها: ده بدل ما تتعلمي تنقي لك كيلو طماطم؟! علياء: طماطم إيه بس يا ماما.. دي كتب عن الماركسية والعلمانية وروايات لشكسبير.
يعود عمر من درس الفتي اليومي في المسجد داخلا مع كلمات علياء.. فيصرخ: أعوذ بالله! إنتي بتدفعي فلوسك في كتب الغرب الكافر؟! تشارلز شكسبير ده بيروّج للانحلال والكفر. علياء: وليم شكسبير يا عمر، اسمه وليم شكسبير, التاني تشارلز ديكنز.. تعرف عنهم إيه بقى؟! قريت لهم إيه قبل كده؟! عمر: مش أولى أقرا قرآن الأول بدل العهر والعياذ بالله العلمانية دي؟!
يقوم عاصم من النوم غير مدرك لأي أحداث.. يمسك الكتب ويقلب فيها مبتسما: جبتي كتب جديدة؟! أيوه كده يمكن تتثقفي شوية. عمر: تتثقف إيه؟! إنت عارف إيه الكتب دي؟ دي حاجات في العلمانية وروايات عن الحب والكلام الفاضي. عاصم: هو كان أولى تقري برضه عن الدين اعرفي دينك برضه أهم! علياء: وهو الكتب مالها ومال القرآن؟! ولا هو عشان أكون متدينة يبقى مقراش حاجة غير القرآن.. ده حتى القرآن أوله "اقرأ"!
وكالعادة انطلق مدفع لإفطار فركنت الكتب على جنب وكله اندفع على السفرة واتركنت الكتب جنب زمايلهم في المكتبة فوق كومة التراب.