بعد عزل محمد مرسي عن منصب رئيس الجمهورية، انتشرت أخبار تقول إنه لأوّل مرة في تاريخ مصر يكون هناك أربعة حكّام مِن حكّامها على قيد الحياة في وقت واحد؛ وهم: محمد حسني مبارك (المخلوع)، ومحمد حسين طنطاوي (باعتباره رئيسا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة)، ومحمد مرسي (المعزول)، وعدلي منصور (المؤقت). في الحقيقة هذا الأمر ليس صحيحا؛ فهذه ليست المرة الأولى التي يكون فيها لدى مصر 4 حكّام على قيد الحياة، كما أن هناك أكثر من ذلك... - عقب قيام ثورة يوليو 1952 -أو فلتُسمّها "انقلاب عسكري" إذا شئت، أو حركة "الجيش المباركة" كما أُطلق عليها وقتها- تمّ عزل الملك فاروق الأوّل من الحكم، وتولية وليّ عهده وابنه الملك أحمد فؤاد الثاني، ثمّ في 18 يونيو 1953 تمّ إلغاء النظام الملكي وإعلان النظام الجمهوري، وتولّى محمد نجيب رئاسة الجمهورية، قبل أن يعزله جمال عبد الناصر بعد أشهر في فبراير 1954 ويتولّى هو الرئاسة، وبذلك -وحتى وفاة الملك فاروق في إيطاليا عام 1965- كان لدى مصر 4 حكّام أحياء هم: فاروق وأحمد فؤاد الثاني ومحمد نجيب وجمال عبد الناصر. - بعد هزيمة 1967، أعلن عبد الناصر تنحّيه عن منصب رئيس الجمهورية في 9 يونيو 1967، وأسند الحكم إلى زكريا محيي الدين نائب رئيس الجمهورية، لكنه استقال بعد يومين من التظاهرات الشعبية المطالبة بعودة عبد الناصر. عاد عبد الناصر إلى الرئاسة مرة أخرى في 11 يونيو، ومرة أخرى يرتفع عدد الحكّام الأحياء إلى أربعة: أحمد فؤاد الثاني ومحمد نجيب وزكريا محيي الدين وعبد الناصر. - مات عبد الناصر عام 1970، وبذلك تولّى نائب رئيس الجمهورية محمد أنور السادات منصب الرئاسة، وظلّ عدد الحكّام الأحياء عند الرقم أربعة: أحمد فؤاد الثاني ومحمد نجيب وزكريا محيي الدين والسادات. - عام 1981 تمّ اغتيال السادات في عرض عسكري بمناسبة احتفالات أكتوبر، فتولّى صوفي أبو طالب -رئيس مجلس الشعب- منصب الرئيس لمدة 8 أيام، حتى تمّ الاستفتاء على نائب الرئيس محمد حسني مبارك لتولّي الرئاسة، وبذلك ارتفع عدد الرؤساء الأحياء إلى خمسة: أحمد فؤاد الثاني ومحمد نجيب وزكريا محيي الدين وصوفي أبو طالب وحسني مبارك. - عام 1984 تُوفّي محمد نجيب عن عمر 83 عاما، وقد فُوجئ الكثيرون بالخبر إذ لم يكن أحد يعرف أنه على قيد الحياة، بعد أن تمّ حذف اسمه مِن كتب التاريخ، ومحو أي ذِكر له في أي مكان، وهكذا انخفض العدد إلى أربعة. ثمّ توفّي صوفي أبو طالب عام 2008، لينخفض العدد إلى ثلاثة: أحمد فؤاد الثاني وزكريا محيي الدين وحسني مبارك. - عقب الثورة الشعبية في 25 يناير 2011، أعلن عمر سليمان أن مبارك قرّر "التخلي" عن منصب رئيس الجمهورية، وأنه كلّف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، وهكذا انتقلت الرئاسة إلى محمد حسين طنطاوي باعتباره رئيس المجلس العسكري، ليرتفع عدد الحكام الأحياء إلى أربعة، لكنه انخفض إلى ثلاثة مرة أخرى بوفاة زكريا محيي الدين في مايو 2012، قبل أن يعود إلى الرقم أربعة في 30 يونيو التالي بإعلان فوز محمد مرسي برئاسة الجمهورية، وهكذا يُصبح الرؤساء الأحياء هم: أحمد فؤاد الثاني وحسني مبارك وطنطاوي ومحمد مرسي. - بعد عام مِن حكم مرسي تمّت الإطاحة به بعد ثورة شعبية عارمة، ليتمّ عزله في 3 يوليو 2013، وتكليف عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا بمنصب الرئاسة بصفة مؤقتة، ليُصبح عدد الحكام الأحياء خمسة: أحمد فؤاد الثاني وحسني مبارك ومحمد حسين طنطاوي ومحمد مرسي وعدلي منصور. وربما قريبا جدا يكون لنا رئيس جديد عقب الانتخابات الرئاسية المبكرة؛ فيرتفع الرقم عندئذٍ إلى رقم قياسي غير مسبوق وهو ستة، وبذلك نتفوّق على الولاياتالمتحدةالأمريكية التي لا يوجد بها حاليا سوى خمسة رؤساء أحياء فقط!