أشكر بجد أحلى موقع ممكن حد يثق فيه.. مشكلتي إني خاطب بنت بحبها وبتحبني، وخلاص قربنا نتجوز والحمد لله، لكن فيه شوية حاجات بتحصل تبين إنها عنيدة أوي، وده ماكانش بيكمل وكانت بتسمع كلامي في الآخر, لحد ما عاندت معايا في حاجة أنا شايف إني صح فيها، وهي حاجة هتكون في البيت بعد الجواز، لكن هي قالت إني مش هاعمل ده، بعند جامد. سؤالي بقى أنا أكيد مش عايز نفترق، بس عايز أعرف لو ده حصل إزاي ممكن أعاقبها بجد علشان مايحصلش تاني؟ Mohamedshaaban
السلام عليك ورحمة الله وبركاته.. صديق "بص وطل" العزيز.. أما بعد.. تصوّر نفسك صديقي وأنت تبدأ حياة زوجية لبناء أسرة أساسها السكن والمودة والرحمة، كما قال رب العالمين: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}. وتفكر صديقي في العقاب وكأنك -دون زعل- ستتزوج نوعا ليس من بني آدم الذي ميّزه الله على سائر مخلوقاته بالعقل والحكمة فجعله في أحسن تقويم، قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}. ثم سبحانه وتعالى سخّر له بهذا العقل الذي تعلم الأسماء كلها وجعلها مفطورة في نفسه: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء}، ثم بهذا العلم الذي يلزمه عقل أمر الله عز وجل الملائكة والجن أن يسجدوا لآدم، قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ}. ثم سخّر له ما في السماوات والأرض من بحار وهواء وأرض وما عليها، فترى ابن آدم وقد ركب الطائرات والبوارج الحربية والصواريخ التي تعدت إلى الكواكب الأخرى.. إلى آخر ما برع فيه ابن آدم بالعلم والعقل من مخترعات.. ثم نتعامل مع هذا البني آدم بالعقاب وبالعصا، شأنه شأن الدابة متمثلة في الحمار! صديقي.. لقد خلق الله عز وجل الرجال والنساء شقائق متساوين في كل شيء وجعل للرجال عليهن بالمعروف درجة، قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ، وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ}. وهذه الدرجة صديقي هي القوامة في قوله عز وجل: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}. والقوامة صديقي لا تعني الإنفاق كما يفهم العوام من الناس، حيث أخذوا الجزء الأخير من الآية لأنه متمثل لديهم في مهر، وإنفاق بعد ذلك على بيت الزوجية، إنما القوامة تكمن أولا فيما فضّل الله به بعضهم على بعض، وهو العقل والحكمة عند الرجل، في مقابل العطف والحنان مع القوة التي لا يحتملها الرجال في الحمل والولادة ورعاية الصغار عند النساء. خلاصة القول سيدي العزيز.. لست ندّا للعنيدة تعمل رأسك برأسها، فهي تتبع العاطفة في أفكارها وأهدافها، وأنت تتبع العقل والحكمة والموعظة الحسنة أولا، ثم الإقناع بالدليل ثانيا، ثم الهجر الجميل بعدم الكلام ثالثا، ثم لا تلجأ إلى الضرب رابعا حتى لا تصل لمرتبة صاحب الحمار والحمّار، فالضرب الذي ذكرته الآية الكريمة طبّقه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسواك، يعني بفرشة الأسنان، وليس مصارعة حرة واستعراض عضلات على من شبّههن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقوارير (الزجاجات الشفافة الرقيقة التي ترى ما بداخلها من خارجها) وهي بالطبع سهلة الكسر. ونصيحتي لك صديقي هي: أولا: أن تعتبر أن وجهة نظرك صواب يقبل الخطأ، أو خطأ يقبل الصواب بمعنى أن تتنازل قليلا عن وجهة نظرك "أنا شايف إني صح فيها"، وتتفهم وجهة نظرها، ربما تكون خطيبتك بتفهم وعندها عقل كما اتفقنا وتفكر به! ثانيا: لا تستهين بعقول النساء، فعندما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية دون العمرة وقد نوى هو وأصحابه العمرة كان عليهم الذبح والحلق لفك الإحرام، فرفض الصحابة حزنا على العمرة وتصوروا أن قريش قد انتصرت عليهم أدبيا ومعنويا بفرض العودة عليهم دون عمرة. دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيمته حزينا مهموما وقال: "لقد هلكت الأمة" وكان يقصد عصيان الصحابة له وهم أئمة الدعوة الذين حملوا لنا الدين. وكان في صحبته من نسائه السيدة أم سلمة رضي الله عنها، فنصحت رسول الله، وقالت له: "اخرج عليهم وابدأ بنفسك" يعني اخرج من الخيمة واذبح واحلق ولا تجادلهم، فخرج، ففعل، فتبعه الصحابة، حتى أن كتب الأثر يذكر أن بعضهم كاد يجرح البعض من سرعة استخدام الآلات الحادة في الحلق والذبح.. يعني سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم سمع نصيحة واحدة ست، يعني والله الستات بيفكروا، ومش كل حاجة بيعندوا فيها بتبقى غلط! ثالثا: وهذا هو الأهم يقول ربنا عز وجل: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}، وقال: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}. والشورى صديقي أن تتبادل وزوجتك المستقبلية الآراء دون تحيز بأنك الرجل، وأنك وحدك الذي ترى الصح وتعمله، وأنه لا بد وضروري أن تخضع خطيبتك لرأيك في الآخر، وأنه ما دامت لم تخضع هذه المرة فوجب العقاب. وهذا أسوأ ما تفكر فيه صديقي كأساس لعلاقتك بزوجتك التي هي كل بيتك، فهي الراعية في بيتها، وهي المسئولة عن هذه الرعية، وهذه الرعية صديقي هي أبناؤك الذين سيحملون اسمك في التربية الخلقية العالية، وفي التفوق العلمي ثم الوظائف، فالأم كما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي: الأم مدرسة إذا أعددتها :: أعددت شعبا طيب الأعراق وهذا الشعب طيب الأعراق هم أولادك، وأولاد الطيبين مثلك ممن يعرفون أن الزوجة شريك وليست تابعا، وممن يعرفون أن الزوجة لها مثل الرجل بالتمام والكمال ويتفوق الرجال بدرجة واحدة هي العقل والحكمة والموعظة الحسنة، في مقابل أنها تحمل الحب والرحمة فتقدمهما على العقل، أما مسألة الإنفاق بمعنى الإنفاق على الأسرة وليس المهر، فهذه الآن أصبحت مشتركة بين المرأة والرجل فكلاهما يعمل وكلاهما ينفق على البيت والأولاد. فكّر صديقي في أسباب عناد خطيبتك، وأفسح صدرك للرأي والرأي الآخر، وحاول أن تستوعب الرأي الآخر وتتبناه عسى أن تكتشف صوابه، أو تكتشف ما تقنع به خطيبتك من كونه خطأ، شاور زوجتك المستقبلة في الأمر، فرأيان أفضل كثيرا من واحد، واجعل من عقلك وحكمتك قائدا ورائدا لسفينة حياتك حتى لا تغرق بالعقاب، والرأي الواحد الذي تراه أنت ولا يراه غيرك.