السلام عليكم.. مش عارفة أشكركم على الموقع والمجهود المبذول فيه إزاي، وخصوصا باب الفضفضة.. أنا عندي مشكلة طويلة أرجو أن يتسع صدركم لها، المشكلة إن ابن خالي اللي عنده 16 سنة هو في أولى ثانوي دلوقتي وبدأ من فترة كده ييجي سنة يمد إيده، ولم نتأكد من الموضوع ده إلا من فترة قليلة جدا. ولمزيد من التوضيح أنا وماما عايشين لوحدنا في بيت وماما منفصلة عن والدي، واتجوزت بعده منذ 5 سنوات راجل طيب جدا، وأنا وهي عايشين في بيته دلوقتي وبييجي لنا من وقت للتاني، أصل هو بيشتغل في مصر وإحنا قاعدين في محافظة من محافظات الأقاليم. المهم إن إحنا اللي بنصرف على خالي وولاده ومراته لأنه اتطرد من شغله، بسبب مشاكل كتير كان مظلوم فيها حصلت لا مجال لذكرها الآن، بس اللي عايزاكم تعرفوه إنه بقاله أكتر من 10 سنين على الوضع ده، وحاول كتير يدور على شغل ولكن لم يكن مناسبا لسنّه، لأن خالي عنده دلوقتي 63 سنة، وقبل ما والدتي تتجوز كان خالاتي التانيين هما اللي بيساعدوه، وأنا وماما كنا عايشين معاه علشان زي ما قلت في الأول ماما منفصلة عن بابا من زمان، وهو اللي ربّاني وصرف عليّ لما كان معاه فلوس.. ابن خالي بقى ده هو محور المشكلة، هو أكبر إخواته، بيحب الفلوس قوي علشان يصرف ويخرج مع أصحابه، وخصوصا إن كل أصحابه مستوى أهاليهم طبعا أحسن من مستوى خالي، وهو عايز يعيش نفس عيشة أصحابه رغم علمه بالظروف وإن الفلوس بتيجي إزاي. ومن زمان من أكتر من سنة بدأت حاجات كتير تتسرق من الشقة عند ماما، أول مرة سلسلة وتاني مرة دلاية دهب من بتوع ماما اللي جوزها جايبهم لها، وبعدين أنسيال بتاعي، وفلوس كتير برضه كانت بتتسرق، ساعات كان بيبقى مبلغ بسيط 5 جنيه مثلا وساعات مبلغ أكبر 50 جنيه مثلا أو 100 أو 400. وفي كل مرة ماما كانت بتشك في نفسها، عمرها ما شكت في خالي أو حد من ولاده رغم إنهم يوميا بييجوا يتغدوا عندنا وبيسهروا معانا شوية، وده طبعا لما بيكون جوز ماما مسافر، وكانت دايما تقول جايز وقعوا مني في العربية مثلا وأنا رايحة المشوار الفلاني أو صرفتهم ونسيت، وطبعا لم تكن مقتنعة بكده بس ماكانش عندها استعداد تشك في ابن خالي أو أي حد منهم، لغاية ما بدأنا نشك في ابن خالي.. وده حصل لما كنت بالصدفة باسأل عن مستواه أحد المدرسين في المدرسة اللي هو بياخد عنده درس، فاتفاجئت إنه بيقول لي إنه مابياخدش منه فلوس بسبب ضعف مستواه وعلشان بييجي حصة ويغيب عشرة، ولما أخبرت مامته بالكلام ده صعقت وقالت لي إزاي ده واخد فلوس شهرين، قلت لها الراجل حلف لي إنه ماخدش منه مليم وإن زمايله قالوا له إنه من السنة اللي فاتت وهو بياخد فلوس الدروس ويروح بيها البلاي ستيشن.. وقبل كده برضه عمل حاجات كتير شككتنا فيه، لما كانت ماما بتبعته يشتري حاجة من الدكان ويجيبها أغلى من حقها، بدليل لما كنت أنا باشتري نفس الحاجات من نفس الدكان بتبقى سعرها أقل، وغيرها من المواقف، وكل المدرسين بيقولوا إنه ماشي مع شلة وحشة من فترة كل همهم لعب البلاي ستيشن.. المهم آخر حاجة سرقها كانت 50 جنيه من شنطة ماما، لما كنا أنا وماما وأمه بنخبز بعد ما خلصنا جت ماما تفتح الشنطة لم تجد إلا 50 جنيه واحدة، ولم تجد ال50 جنيه الأخرى، ولما سألتني هل البوك كان فيه 50 واحدة ولا اتنين قلت لها لأ اتنين أنا شايفاهم الصبح، ساعتها كان هو روّح بيتهم فقالت ماما لأمه لما تروحي ابقي فتّشي في حاجته علشان فيه 50 جنيه مفقودة، وفعلا لما روّحت مالقتوش في البيت كان بره، وبعد ما نام دورت في حاجته وجدت 40 جنيه أخدتهم.. وطبعا لما قام الصبح ولم يجدهم سأل أمه عليهم، وقال لها دول بتوع واحد صاحبي، فوبّخته وواجهته بشكوكها وطبعا أنكر، المهم إنه بعد شوية خرج وجه بعده بشوية واحد صاحبه يسأل هو عليه وقال هو ماسابليش حاجة قبل ما يمشي؟ فقالت له مرات خالي لأ. المهم علشان ماطولش أكتر من كده، الحل إيه في ابن خالي ده؟ مش نافع فيه دراسة ولا أي حاجة تانية، هو عبد للفلوس وأناني وطماع، واللي زاد وغطى موضوع السرقة ده كمان، بالله عليكم قولوا لي نعمل إيه معاه؟ هل الموضوع ده فترة وهيعدي ولا هيفضل كده على طول، خصوصا إن الظروف المادية لا تتغير كما هي منذ فترة، وإن تحسنت قليلا بعد زواج ماما، أنا عارفة إنه ممكن يكون مش هو اللي سرق كل الحاجات اللي ضاعت مننا طول السنين اللي فاتت دي، بس غصب عننا بنشك فيه من تصرفاته، ومافيش حد غريب بيدخل البيت.. وأمه لغاية دلوقتي مفهّماه إننا أنا وماما مانعرفش حاجة، رغم إنه أنكر إنه أخد ال50 جنيه، وكمان إحنا ماقولناش لخالي على المواضيع دي علشان عنده السكر وممكن الزعل يتعبه، وممكن برضه يكون تربيته فيها حاجة غلط، يعني كان متدلع أو عمره ما شال مسئولية حاجة خالص ولا حتى نفسه، وعمره ما اهتم إنه ينجح في حاجة.. يا ريت تقولوا لنا نعمل إيه ونتصرف معاه إزاي في حكاية السرقة دي، والحاجات التانية، وشكرا جزيلا ليكم، وآسفة جدا على الإطالة.
akalam
تتعدد وتتباين المشكلات في مرحلة المراهقة، ويرجع بعضها إلى تركيبة شخصية المراهق وبعضها الآخر إلى البيئة المادية والاجتماعية التي تحيط به وتؤثر في سلوكه بالسلب أو الإيجاب. فالأفراد المحيطون به ويتعاملون معه لهم أثر لا يستهان به في تشكيل شخصيته، وهذا يتطلب منهم أن يكونوا على درجة عالية من الاهتمام به والتيقظ له في نفس الوقت. ويتضح من رسالتك أن الظروف البيئية الصعبة التي يمر بها ابن خالك أثّرت عليه سلبا، وجعلته يعاني من الشعور بالنقص عندما يقارن بين إمكانيات أسرته وإمكانياتكم وإمكانيات أصدقائه، وبالتالي فهو يحاول أن يعوّض هذا النقص ويشبع رغبته في إثبات وجوده بأي طريقة.. ونظرا لعدم نضجه وافتقاده للرشد والتعقّل قرر أن يسلك هذا الطريق الخاطئ الذي وجده ممهدا أمامه بإهمالكم في الحفاظ على أموالكم، فالمشكلة ليست فيه هو فقط ولكن فيمن أتاح له فرصة السرقة بالفعل، فالمثل الشعبي يقول "المال السايب يعلّم السرقة". فهو ظروفه المادية صعبة وله احتياجات، فمن الطبيعي أن يبحث عن أقرب مصدر يشبع به احتياجاته، وتوافر هذا المصدر عند والدتك في دولابها المفتوح، وشنطتها التي يعرف الجميع الطريق إليها. فلو أن من أول حادثة سرقة انتبهت وأغلقت دولابها بالمفتاح أو حتى حجرة نومها كلها ليس فقط خوفا من السرقة ولكن مراعاة لمشاعر المحرومين المقيمين معها لما تمكّن ابن خالك أو حتى فكّر في موضوع السرقة هذا، ومع قليل من الإرشاد والتوجيه والاهتمام به يمكن أن تنصلح حاله. عليكم أن تنتبهوا جيدا لما معكم من مال أو أشياء ثمينة، ويمكن من وقت لآخر إعطاؤه مصروفا ليده حتى لا يشعر بالحرمان، بالإضافة إلى التحدث معه أمام الآخرين عن ثقتكم فيه وعن فضائله التي لا ينتبه لها أحد وسط هذه الظروف الصعبة. ابحثوا فيه عن أي ميزة وّكرروها له أمام الناس، فلا يوجد إنسان سيئ في كل شيء، حاولوا أن تغضّوا النظر عن عيوبه ومحاولة إصلاحها بطريق غير مباشر حتى لا يعند ويصرّ عليها. أظهروا ثقتكم فيه ولو شكليا أمام الناس ثم نصحه بعد ذلك في سريّة. دعوه يتذوق حلاوة الثناء عليه في محيط الأسرة حتى لا يلجأ إلى الغير للحصول على مأربه، فمرحلة المراهقة متعبة وشاقة على الصبية في الظروف العادية، فما بالك به في هذه الظروف الصعبة! فهم يدخلون في صراع لإثبات وجودهم والدخول إلى عالم الكبار وخصوصا بين جماعة الأقران، بالإضافة إلى مشكلات النمو الجسمي والجنسي والانفعالي. اعتبروه مريضا يحتاج إلى العلاج وليس مجرما يستحق اللوم والعقاب، خذوا بيده حتى يعبر هذه المرحلة الحرجة حتى تكسبوا رجلا يُعتمد عليه، لا مجرما تعيّروا به وتعانوا منه. وبما أنك تعملين في نفس مدرسته حاولي أن تكوني أنتِ حمامة السلام التي تصلح أحواله وتغيّر صورته أمام نفسه وتحسّنها أمام الآخرين، كأن تقولي له إن المدرسين يحبونه لأنه شكله جميل أو ابتسامته حلوة أو دمه خفيف أو لأن لبسه منسق ونظيف.. وغيرها من المزايا.. المهم أن تكون ميزة واقعية ويتصف بها فعلا، وكرريها على مسامعه ومسامع أفراد الأسرة أمامه، وعليكم بالمثابرة في ذلك حتى يسترد ثقته في نفسه وفي حبكم له. لقد اتجه هو لهذه الشلة السيئة لأنها تشعره بأهميته وبوجوده وبالحب والتقبل وكل ما افتقده وسط عائلته، وبحث عن أقرب الطرق لإثبات وجوده والحفاظ على موقعه فيها، فكان طبعا المال أهم هذه الوسائل وكان الطريق مفتوحا أمامه في مال عمّته الذي وصل إليه بلا عناء. اسحبوه من هذه الشلة بالحب والاهتمام والتقبّل، هذا لصالحه وصالحكم على السواء، وعليكم أن تتذكروا أن مساعدتنا لأحبابنا يجب ألا تقتصر على المال فقط، بل هناك أشياء أهم منه وتتفوق عليه كثيرا.