مروة عبد الفضيل أعرب الفنان الكبير محيي إسماعيل عن إصراره على تجسيد شخصية القائد الليبي السابق معمّر القذافي في فيلم سينمائي أو مسلسل تليفزيوني؛ مشيرا إلى أنه يرى أنه تعرّض لظلم كبير، وهو ما سيُوضّحه في فيلمه.
وأشار إسماعيل -في تصريحاته ل"بص وطل"- إلى أنه يرى أن القذافي تعرّض لظلم كبير في حياته، وإن كان في مشروعه الفني الذي سيتناوله لم يُركّز على هذا الظلم فقط بقدر ما سيرصد سلبياته وإيجابياته مثله مِثل أي شخص على الأرض، ورفض إسماعيل إطلاق لقب "الحاكم الديكتاتور" عليه، مؤكّدا: "القذافي ليس الديكتاتور الوحيد، بل كل الحُكّام العرب تلتصق بهم هذه الصفة".
وأضاف محيي موضّحا: "شخصية معمر القذافي غاية في التعقيد؛ لذا أرغب في تجسيد شخصيته مثلما أرغب في تجسيد أي شخصية معقّدة على وجه الأرض؛ بصرف النظر عن اختلافي أو اتفاقي معها".
وتساءل محيي قائلا: "هل حينما قدّمت شخصيات مثل: ديليسبس أو نابليون بونابرت، أو حتى يوليوس قيصر ورودريجو إمبراطور إسبانيا.. كنت أحبّهم؟ فهي مجرّد شخصيات أحبّ تقديمها؛ لأنها مركّبة وثرية بالتفاصيل".
وعمّا يتردّد عن صداقته السابقة بالقذافي؛ قال محيي إنه لم يكن صديقه، بل فقط سبق وأن زاره وجلس مع عائلته، وكان ذلك قبل 10 سنوات، وعرض عليه وقتها أن يُجسّد فيلما عنه؛ فأعطاه 15 كتابا عنه حتى يدخل في تفاصيل حياته ونفسيته، وأوضح محيي: "أي فنان يقول إنه صديق لأي حاكم بلا شك فهو كاذب؛ لأن الحُكّام أنفسهم يرفضون الصداقة حتى لا يتواجد صديق يُنافسه، وهذا تحليل نفسي لأي حاكم".
واستطرد محي قائلا: "كنتُ بالفعل قد انتهيت مِن كتابة الفيلم، لكن سأعيد كتابته من جديد؛ لأن الثورات غيّرت العالم كله؛ لذا فالأحداث لا بد وأن تشهد تغيّرات كثيرة".
وأعرب محيي عن غضبه الشديد مِن التمثيل بجثة القذافي بعد رحيله كونه أصبح بين يدي الله؛ مؤكّدا: "ما حدث يُعتبر تعدّيا على حرمانيته"، ولم يقصد محيي الدفاع عن القذافي، ودلّل على كلامه قائلا: "أرفض كذلك التمثيل بجثة هتلر نفسه رغم ما فعله".
وأكمل محيي: "القذافي تعرّض لظلم كبير؛ فقد كان يُساعد الفلسطينيين، وأرسل أكبر سفينة إليهم، وأمدّهم بالسلاح، وساعد كل الدول العربية، وله 15 مليار دولار في السياحة المصرية؛ فما حدث لا يزيد عن كونها مؤامرة ضده حتى يحصلوا على بتروله؛ فهو رجل ذات تاريخ رغم إنكار الكثيرين لذلك".
وعن تكراره لتجربة التأليف بعد روايته "المخبول"؛ أكّد محيي أن روايته تمّ توزيعها في 40 دولة وشعوبها يقرؤونها باللغة الإنجليزية، ورفض محيي كتابة أي شيء عن الأحداث السياسية الجارية إلا قبل 10 سنوات على الأقل حتى تتضح الرؤية، وتساءل محي قائلا: "كيف أكتب كتابا عن أحداث جارية وكيف سيقرؤه الجمهور وهم يعيشون الأحداث دقيقة بدقيقة؟".