أنا عندي 37 سنة متزوجة من 16 سنة وزوجي عنده 45 سنة، وعندي ولدين، حياتي عادية جدا فيها طبعا مشاكل كتيرة بس الحمد لله على كل شيء. نفسي جوزي يضربني أثناء اللقاء الخاص، بس للأسف مش عارفة أقول له إزاي، هو ممكن يزعل مني ويخاصمني بس عمره ما فكّر يضربني غير 4 مرات من يوم ما اتجوزنا، أنا باحاول أستفزه علشان يضربني بس هو بيتجاهلني ومابيكلمنيش.. نفسي أجرّب متعة الضرب في السرير؛ هل أنا طبيعية ولا لأ؟
Nahlagugu
ما تتحدثين عنه يعرف علميا باضطرابات التفضيل الجنسي، وهو أحد الانحرافات الجنسية، وهي كثيرة ومتنوعة، ولكن ما تشعرين به من رغبة في الضرب لممارسة العلاقة الجنسية بمتعة يعرف تحديدا باسم "المازوخية".. فالمازوخية هي استعذاب الألم والعنف الجسدي، كالضرب والصفع وغيرهما، أو المعنوي كالإهانة والسب والإذلال كشرط أساسي للشعور باللذة والمتعة الجنسية، فالمازوخية إذن ترتبط عند الشخص بأن الاستعذاب للألم الجسدي أو المعنوي شرط للمتعة، لذلك لا أستطيع أن أقول لكِ إن كنتِ طبيعية أم لا، فأنتِ متزوجة منذ أكثر من خمسة عشر عاما وتتعايشين وتتكيفين.. غير أن المازوخية لها درجات متفاوتة، فنجد أشخاصا تتوق فقط للضرب أو الصفع، وهناك من لا يتمتع إلا من خلال اللسع والحرق أو تكميم الفم، ومنهم من لا يتمتع إلا حين يتم تقييده أو الضرب بالسوط، وقد تصل في حالات نادرة بالأشخاص إلى حد القتل حين يلتقي شخص مازوخي بآخر سادي.. والسادية هي المقابلة للمازوخية، حيث لا يتمتع الشخص ولا يشعر باللذة الجنسية إلا بإيلام الطرف الآخر وإخضاعه وإذلاله، ولو نظرنا بشكل عميق ومحايد بغض النظر عن التقييم سنجد أن هناك في اللقاء الجنسي الطبيعي بين الزوج الطبيعي والزوجة الطبيعية درجة مقبولة من السادية عند الرجل ودرجة مقبولة من المازوخية عند المرأة، فحين تتخطى المتعة الطبيعية باللقاء الطبيعي تتضح المشكلة.. والحقيقة الأكثر هو أن اضطراب المازوخية أو السادية لا زال تحت الدراسة والبحث والفهم للتعرف على حقيقة الأسباب، فالبعض وجد أن السبب يكون في النشأة حيث ارتبطت لديه اللذة عموما بالألم أو بالإيلام، والبعض وجدها بسبب خبرات أو تجارب جنسية عنيفة كالاغتصاب في الصِغَر أو التعرض للاعتداء عموما، والكثير من الآراء التي لم تحسم الموضوع.. وأتصور أن مشكلتك تكمن في أمرين: أولهما أنك تتوقين للضرب والتلذذ بهذا العنف، والثاني هو رفض زوجك لذلك وعدم تجاوبه، إذن الحل ليس في كيفية التعبير عما تريدين، ولا باستفزاز زوجك لحمله على ضربك دون رغبة. ولكن الحل يكون في التواصل مع متخصص نفسي ثقة ليعالج تلك النزعة ويتعرف على أسبابها التي تخصك أنتِ، حيث يتم العلاج من خلال ثلاث مراحل متتابعة، تبدأ بمرحلة إزالة الحساسية، وتليها مرحلة التحليل النفسي، حيث يتم التعرف على طفولتك، خبراتك، تخيّلاتك وقت المراهقة أو تخيلاتك الجنسية، أحلامك.. إلخ. ثم يليها وضع برنامج لمنع الانتكاسة، وفي الغالب المازوخية تحتاج إلى تحليل نفسي وتأخذ وقتا طويلا، لكنني أرى أنك لن تستنزفي وقتا كبيرا لأنك لم تصلي إلى الدرجة التي تلزم ذلك، والدليل هو تكيّفك مع العلاقة الجنسية مع زوجك طوال خمسة عشر عاما.