السلام عليكم.. أعزائي أعضاء "بص وطل" أشكركم على حسن متابعتكم للزائرين وعلى التعاون معهم ومساعدتهم في حل مشكلاتهم، أريد أن أخبركم عن شيء يقلقني ويحيرني.. أنا آنسة أبلغ من العمر 31 عاما ولم أرتبط إلى الآن، ولكن في خلال هذه الأيام وجدت صديقة مقربة لأختي في العمل ترشحني عروسة لأحد زملائها في العمل، وبالفعل ذهبت لمجال شغلها وقابلته وأخذ رقم تليفوني وتحدث إليّ أنه يريد أن يرتبط جديا بإنسانة تتفهمه وتراعي ظروفه وتشاركه حياته.. ومن أول لقاء به حدث بيننا قبول وأنا ارتحت له فعلا وصديقتي هذه تشكر لي فيه كثيرا وأيضا زملاؤه الآخرون في العمل، وأخبرت أمي به وطلب يقابلني كي نتعرف على بعض أكثر وفعلا تقابلنا مرة أخرى في مكان عام وأنا كنت مكسوفة وخجولة جدا وهو لاحظ ذلك وقال لي سيزول كل هذا وسوف أزيل كل خوف من داخلك تجاهي.. وفعلا أنا ارتحت له أوي ومن خلال حديثه حسيت إنه بيهتم بأهله ويحبهم ووقف بجانب أخيه في محنته وقال لي إنه جاد في الارتباط ويريد أن يكوّن أسرة وإنه يحب الأطفال جدا وإنه يعد لتجهيز نفسه، ولكن هذه الأيام مشغول لأنه اشترى عربية مستعملة وظهر بها عيوب وهو مشغول بها وبتصليحها.. وأنا مقدرة ظروفه جدا ومتفهمة الوضع، ولكنه أصبح مشغولا لدرجة إنه لا يكلمني حتى في التليفون ولا يسأل عني ولم يفاتحني حتى الآن أنه يريد أن يتقدم لي رسميا، والسبب أنه مشغول، مع العلم إنه قابل أبي صدفة في شغله وتعرف عليه وحدثني بعدها في الموبايل، وكان مبسوط جدا إنه اتعرف عليه وفرحت بحديثه لأني حسيت إنه جد وعايز يرتبط بيّ.. بس مشكلتي إنه مش بيكلمني وحتى لما أنا أكلمه مش بيرد عليّ ولا حتى بيبرر لي سبب عدم رده، أنا اتصلت بيه كذا مرة علشان أطّمن عليه بس هو حتى مش بيرد بحجة إنه مشغول في الشغل والعربية وسألت صديقتي عنه لأنه معاها في الشغل، وبالفعل كلمته وقالت له إني أريد أن أعرف إذا كان يريد الارتباط بي ولا لأ، وهو أخذ يبرر بإنه مشغول ولكنه سوف يكلمني ويشرح لي عدم اتصاله بي.. أنا أعجبت بيه وحسيت إنه إنسان كويس بس مش مرسيني على بر زي ما بيقولوا أنا مش مستعجلة على الارتباط بس نفسي أشاركه حتى لو مشاكل عنده بس يريحني هو عايزني ولا لأ؟ وأعمل إيه أكلمه تاني ولا خلاص أسيبه براحته لما يبقى يفتكر هو يبقى يتصل؟ وفي نفس الوقت مش عايزة آجي على كرامتي وأظهر إني مدلوقة عليه وفي نفس الوقت مش عايزاه يقول إني مش باسأل عليه.. أرجوكم دلوني أنا محتارة في أمري وفي نفس الوقت أنا شايفة إنه فرصة جيدة للارتباط بالنسبة لي وإنه إنسان كويس وأخلاقه محترمة.. طولت عليكم بس أنا ارتحت لما اتكلمت معاكم أرجوكم الاهتمام والرد على رسالتي للضرورة.. وأشكركم على الاهتمام.. والسلام عليكم ورحمة الله.
birdysky
عزيزتي.. السلام عليك ورحمة الله وبركاته، بداية اسمحي لي أن أعبر لك عن شكرى وامتناني لإعجابك بموقعنا، ولأنك أصبحت صديقة لنا، ونعدك ببذل المزيد من الجهد لنيل رضاكم، والاستحواذ على ثقتكم الغالية بنا. أما فيما يتعلق برسالتك، فمن الواضح أنك إنسانة مهذبة، وعلى خلق، وأنك كأي فتاة تأمل في الارتباط والزواج، وأن يكون لها أسرة، ولكن يا عزيزتي أنت انتظرت 31 عاما دون ارتباط، أليس بمقدورك الانتظار بعض الوقت مهما طال أو قصر لكي تنتهي مشاغل الإنسان الذي ارتبطت به.. أعلم أن الانتظار شيء صعب، ولكن في مثل هذه الحالات -أقصد الارتباط- تكون العجلة شيء مقيت، فلا أريدك أن تتعجلي في مثل هذه الأمور، خصوصا أنك لا تعرفين الشخص بالشكل الكافي، الذي يجعلك تتعجلين الزواج منه، بل عليك أن تطيلي فترة الخطبة إن شاء الله بعض الشيء حتى تتعرفي على الكثير من جوانب شخصيته قبل الزواج، وحتى يمر كل منكما بمواقف مع الآخر، تقرب بينكما من جهة.. وفي الوقت نفسه تُظهر خبايا شخصية كل منكما، وأيضا تكون فرصة لمزيد من التفاهم المتبادل، والتعرف علي كل ما يحبه الطرف الآخر فيقوم كل طرف بدعم هذه الجوانب والحرص عليها، وما يضايق كل منكما في شخصية الطرف الآخر، فيحاول تجنبها، والتقليل منها قدر المستطاع وعلاجها مع الوقت لكي يكون الارتباط بينكما ناجحا، ومثاليا إن شاء الله.. ولكن إلى أن يحدث هذا عليك بالصبر، فأنت إنسانة رائعة، ويتمناك الكثير، حتى وإن تأخر ارتباطك بعض الشيء، فهذا لا يعد في زمننا الآن تأخرا لأنه نظرا لظروف الشباب، ولظروف المجتمع الذي نعيش فيه أصبح التأخر في الزواج أمرا طبيعيا جدا سواء للشاب أو الفتاة.. لهذا لا أريدك أن تقلقي، أو أن يكون هذا التأخر مدعاة لأن تقللي من كرامتك أو أن تفرضي نفسك على أحد، بل أريدك أن تكوني دائما معتزة بنفسك، وواثقة في المولى عز وجل أنه سيأتي بالنصيب إليك وأنت ملكة متوجة، دون أن تهيني نفسك أو تقللي من شأنك، فالزواج رزق، وموزع الأرزاق هو المولى عز وجل وحده، ولا يمكن لأحد أن يمنع رزقا أرسله الله لشخص، أو أن يعطي رزقا منعه الله عن شخص، فلا تخافي ولا تحزني، فنصيبك سيأتي هو إليكِ دون الحاجة للاتصال والبحث والتساؤل. لذا فنصيحتي لك بالصبر والانتظار حتى يتصل هو بك سائلا عنك، ويمكنك أن تمسكي العصا من المنتصف حتى لا يشعر بأنك مدلوقة عليه وفي الوقت نفسه لا يشعر أنك أهملته، وأنك لا تسألين عنه، يمكنك أن ترسلي له رسالة من وقت لآخر تسألين فيها عن حاله وصحته، وتتمنين له التوفيق فيما هو مشغول به.. ولكن عليكِ أن تراعي التباعد بين هذه الرسائل حتى يكون متلهفا لها وفي انتظارها دائما وفي الوقت نفسه لا يشعر بأن الحياة انتهت بالنسبة لك عندما ابتعد عنك، وبهذا سيقدر تقديرك لانشغاله، وفي الوقت نفسه سوف يفهم أنك لم تهمليه، وأنك كنت دائما إلى جواره بالدعوات وبالاهتمام حتى وإن كان عن بعد. أتمنى أن أكون أنهيت حيرتك وأن أكون ساعدت ولو بالقدر الضئيل في حل يرضي جميع الأطراف، مع تمنياتي لك بالسعادة وأن يُتم الله لك على خير مع الإنسان الذي يستحقك والذى يكون خيرا لك في حاضرك ومستقبلك إن شاء الله.