أنا بحب الموقع جدا، ومن زمان أوي بادخل عليه.. أنا مشكلتي إني دايما باختار غلط في الحب، وكل ما أحب أنجرح!! ومن فترة اشتغلت في مَدرسة خاصة، واتعرّفت هناك على زمايل ليّ كتير، وكتير منهم حاولوا يتقدِّموا لي، ولكني رفضت؛ لأني حسيت إن فيه واحد فيهم أنا مشدودة له أوي، ومش عارفة ليه، وهو كمان كان مشدود ليّ أوي، والكل في المدرسة لاحظوا اهتمامه بيّ. المهم إننا ارتبطنا، وكان بيخاف عليّ أوي، وقال لي في البداية إنه بيغِير عليّ أوي، وأنا وافقت، وقلت له هحافظ على مشاعرك، لكن أنا في مجال شغل، وكان غصب عني بيحصل تعاملات بيني وبين زمايلي، لكن هو كان بيزعل، وكنت قرّبت ما أقولش لحد حتى السلام عشان خاطره، وكان بيوصّلني لغاية البيت، ومافيش حد ممكن يزعلني أو يضايقني وهو موجود معايا، كنت باحس إن ربنا عوّضني بيه؛ حتى بعد ما نسيب بعض ونروح كان يكلّمني يطمّن عليّ، وقبل ما أنام وأول ما أصحى، وكمان هو كان بيصحيني.. بجد هو كان ضهري وسندي في الدنيا. المهم لما كل المدرسة عرفت ولاحظوا ارتباطنا ببعض؛ أنا قلت لهم إننا هنتخطب قريّب، أنا قلت لواحدة راحت قالت لكل المدرّسين، وراحوا سألوه والصدمة الكبيرة إنه أنكر كل اللي كان بينا، وقال لهم هي زميلتي وبس، ومافيش بيني وبينها حاجة!! حاولت أكلّمه وأستفسر منه؛ قال لي إنتي قلتي لكل المدرسة، والكل بيتكلّم علينا، والموضوع منتهي وإنتي زي أختي، وبقى شكلي وحش أوي في المدرسة؛ لأني بقيت أنا اللي رامية روحي عليه، وطلّعني باكدب وأنكر كل كلامه ووعده ليّ بالخطوبة والجواز، ودلوقتي ما بيكلّمنيش خالص، وبعد ما كان سبب أمان ليّ بقى سبب خوفي؛ لأنه ما بيكلّمنيش ومش بيقعد في المكان اللي أنا فيه. أنا مش عارفة أعمل إيه أسيب المدرسة وأنا مكسورة كده؟!! وكمان هو بيقول إنه هيخطب قريّب، وفي نفس الوقت مش قادرة أشوفه قدامي وهو بيتجاهلني!! أعمل إيه أنا تعبانة أوي ومخنوقة ومحتاجة رأيكم؛ لأني حاسة إني هاموت بجد، وحتى شكلي قدام أهلي بقى وحش؛ لأنهم عارفين الموضوع؛ لأنه كان المفروض هيتقدِّم. Mar2011010 صديقتنا العزيزة.. أحسن إنه ما اتقدِّمش.. إنسان لم يُراعِ كل ما ذَكَرتِه في رسالتك، ولم يشغل باله أصلا بإحراجكِ في محيط عملك وأسرتك وأمام نفسك، بعد أن قدّم ما يُؤكّد أنه سيتقدَّم.. شخص من الصعب أن تثقي فيه، ولا يجب أن تندمي عليه؛ لأنه ببساطة لم يُفكِّر فيكِ، وهو يتصرّف بهذه الطريقة الفجّة في التعامل معكِ. أُحاول أن أتفهّم موقفه فربما الشاب أحسّ بأنكِ فعلا "مدلوقة" عليه من خلال تصرّفات قمتِ بها دون تركيز أو وعي منكِ؛ وهي تصرّفات تحدث منّا ما دمنا تخلينا عن الرابط الذي يحكم سلوكياتنا مع المجتمع الخارجي، فربما تصرّفتِ معه ببساطة وكأن الأمر منتهٍ، وكأنه صار خطيبكِ بالفعل فحين أردتِ أن تُخرجي هذا إلى النور؛ إذ به "يِخْلَع" تحت حجة أنه لم يعدك بشيء، أليس ما كان بينكما يُعتبر عهدا؟!! ولكن أعود فأقول إنكِ أنتِ المخطئة في الأساس!! نعم أنتِ المخطئة.. ليس لأنك لا تُحسنين اختيار الحب كما تقولين، ولكن لأنكِ متعجّلة، وتحاولين دائما استباق النتائج، وتفعلين كما يفعل الجائع الذي يلتقط الثمرة قبل أوانها يريد أن يأكلها فلا يشعر إلا بطعم مرارتها ولا يستمتع بها؛ لأنه تعجَّل، ولو صبر عليها حتى تنضج لاستمتع بها وشبع منها. دعكِ من التجارب السابقة.. وحين قدِمتِ إلى العمل في المدرسة كل ما شغل بالك هو عدد المعجبين والراغبين في التقدُّم، وقرّرتِ أن تختاري أنتِ مَن شعرتِ نحوه بحالة حب فبدا أنه مهتم بكِ هو الآخر، ثم تطوّرت العلاقة ثم انتهت إلى لا شيء. يا صديقتي.. رسالتكِ تُفيد أنكِ شابة واعية ناضجة سِنك مناسب لتكوني أُنثى كبيرة العقل قادرة على التحكّم في نفسها وحساب تصرّفاتها وفق السياق الاجتماعي السليم.. والتفكير الدائم في الحب والارتباط لا بد أن يُعرِّض الإنسان إلى صدمات كثيرة وإحراجات أكثر.. وكان الأَوْلَى بكِ أن تحتفظي بنفسكِ كالدرة المصونة التي لا بد لمن يريدها أن يغوص البحر ويتعب حتى ينالها، لا أن تنساقي خلف نظرة ماكرة أو ابتسامة خادعة. أما الآن يا صديقتنا والأمر هكذا؛ فلا بأس أن تتعلَّمي درسا جديدا.. لا تهم تجارب الماضي.. لا تكثري التفكير فيما فات، وابدئي مع نفسك حياة سليمة، وقرّري أن تنجحي في عملك، وأن تُغيّري الفكرة السيئة التي تقولين إنكِ تعرّضتِ لها.. قرّري التحدّي تحدّي مجتمع يُقيِّم المرأة وفقا لجمالها، واثبتي لكل مَن ظنّ بكِ السوء أنه هو الخاسر بظنّه، وأنكِ صاحبة خُلق عالٍ وسلوك راقٍ وقلب كبير، وذهن متوقّد وحركة فعّالة.. لا بد أن تنجحي في عملكِ وفي حياتكِ.. أدِّي عملكِ بإخلاص وأَخْرِجي من بين يديكِ طلبة يحترمون العلم، وساهمي في بناء جيل واعٍ يحترم ذاته.. أما الحب فليأخذ وقته ولتنتظري الخير من الله؛ فالله سيرزقكِ الخير الذي ربما لا تعرفينه.. فقط ركّزي فيما بين يديكِ وتحرّي الصواب فيما تفعلين، وسيُوفّقكِ الله إلى كل خير.