أنا بحب جداً أقرأ المواضيع اللي في "بص وطل" وأول مرة أحكي مشكلتي هنا أو في أي منتدى آخر؛ بس لأني واثقة فيكم وفي ردكم حبيت أفضفض معاكم. أنا مخطوبة لشاب -والحمد لله- متدين جداً ومحترم وعلى درجة عالية من الأخلاق، هو شغال في شركة خاصة وقبضه قليل؛ بس الحمد لله هيكفّينا، وكمان أنا باشتغل وهنساعد بعضنا.. مش دي المشكلة.
المشكلة إن إحنا حصل بيننا سوء تفاهم في فترة الخطوبة (سنة) كتير بسبب أسلوبه في الكلام، أسلوبه مش عاجبني، ساعات بيقول أي كلام وساعات الكلام ده بيزعّلني منه أوي، وأنا قلت له غيّر أسلوب كلامك وهو يقول حاضر وخلاص واللي فيه طبع مش بيتغير.
أمي بتقول لي إنه على الفطرة بيتكلم على نياته، هو ماشي على نياته وطيب جداً؛ بس بارجع وأقول إنه متعلم، وكمان الدنيا اللي عايشين فيها لا هي عايزة الطيب ولا عايزة اللي على نيّاته، وأنا نبّهته قبل كده وقلت له الكلام ده، وهو اللي عليه يقول حاضر وبس.
المشكله التانية: إنه قال لي إنه بيحبني جداً -وما اخبيش عليكم- أنا كمان بحبه؛ بس أنا قلت له عاوزة فعل يؤكد لي الحب ده، مش عاوزة كلام وخلاص.
المهم حمايا وبابا اتفقوا على ميعاد الفرح واتكلموا في الشبكة.. حمايا قال إنه مش عارف الظروف إيه أنا لو ما جبتش شبكة أنا هاكتبها في القايمة؛ بس أمي قالت له لازم بنتي ييجي لها شبكة، حتى ولو رمزية، والباقي ينكتب في القايمة.
أنا كلّمت خطيبي في الموضوع ده وقلت له إن أمي مصممة على الشبكة اتصرّف وهات شبكة رمزية، قال لي: يعني اتزوج وأنا مديون؟ قلت له: وفيها إيه يعني؟ إحنا هنساعد بعض ونسدد الديون دي بعد الزواج، المهم ما نخسرش بعض، وقلت له أنا هاشوف إنك بتحبني بجد ولا لأ.
وأنا محتارة أنا ما كُنتش أتوقع إنه يردّ كده باحسب هيقول لي إني هاجيب لك كل اللي إنتِ عاوزاه، ويعمل أي حاجة عشاني.
freedom
صديقتنا العزيزة.. نرحّب بمشاركتك معنا.. جميل جداً أنك اخترتِ زوجك ليس على حسب المظاهر والماديات؛ ولكنكِ فضلت المعدن والأصل والخُلق الحسن.
ورائع أنك قررتِ أن تتحملي معه ظروفكما وتبدآن حياتكما من الصفر وتصنعان بيتكما بالصبر والجهاد والتعب المشترك.
أنتِ نموذج نادر في الوفاء والأخلاق والإيمان بالمبادئ؛ ولكن يا صديقتنا أريدك أن تعلمي أن هذا القرار الذي قررتِه ليس سهلاً وستتعرضين لامتحانات كثيرة ليتأكد أنك فعلاً تبحثين عن الجوهر لا عن المظهر وعن المضمون لا عن الشكل.
المجتمع الذي نعيش فيه تجتاحه موجة مادية عاتية تُطيح بكل ما تفكّرين أنت فيه وأصبح الناس اليوم يندهشون من كل من يفكّر بالبساطة وعدم الاهتمام بالمظاهر الكاذبة والبريق الخداع.
ولذا فاعلمي أن الطريق الذي قررتِ السير فيه صعب وعسير، وستواجهين من نظرات الناس القاصرة وأفكارهم السطحية وماديّتهم ومظهريتهم الشيء الكثير؛ ولكن يجب أن تعلمي أن ما أنت عليه هو الأصل وهو الصواب، وما هم عليه هو الخداع والكذب والسطحية.
ولذلك عليك أن تُصرّي على خطيبك وأن تُصرّي على اختيارك، وأن تصبري على قرارك رغم ما يسود بين الناس من اهتمام بالمظاهر والزيف.
ويبدو أن خطيبك أيضاً لا يقيم وزناً لهذه المظاهر، وليس عنده استعداد للتضحية في سبيل أن يقال عنه أو ينظر له الناس؛ لأنه واثق -وهو الصواب- أنه لن يرضيهم مهما فعل.
لذا يا صديقتنا أطالبك بأن تُثبتي أنت حبك له، لا أن تنتظري منه أن يثبت ذلك؛ إذ ماذا عليه بعد أن يسعى بكل ما يملك من قوة ليتمم زواجكما رغم دخله البسيط؟ فإنه يكافح حتى يجمعكما بيتكما السعيد.. في المقابل أنت يجب عليك أن تؤازريه وتؤيديه وتقوّيه، وتُصرّي على حبكما ومبدئكما وما الشبكة إلا مظهر من المظاهر التي لا يجب أن يستدين لأجلها الإنسان؛ فهل ليُعجب الناس -وهذا لن يحدث مهما حصل- يستدين وتكون حياته أصعب بعد الزواج لأجل أن يُرضي الناس؟
ليس هذا بقرار عاقل؛ خاصة وأنت تقولين إن راتبه بسيط وسيكفيكما بصعوبة حتى يفتح الله عليكما.. فهل يُعقل أن يجتزئ منه مبلغاً ليردّ به الديون؟؟
خطيبك شاب عاقل وأنت كذلك، وهو يعدك بأن يأتيك بكل ما يستطيع، وهذا ما سيحدث في المستقبل؛ إذ إن الفتى واثق في عشم ربنا، ويعلم أن الله لن يخذله، وستنصلح أحواله، ولديه اعتماد على الله سبحانه، وكم منا من بدأ حياته بسيطاً يسير بالكاد، ثم وفّقه الله بفضل صبره وتوكله على الله واجتهاده ووقوف زوجته إلى جواره، وتمكّن من أن يصل إلى ما يتمنى وما يحلم به.
اصبري مع زوجك وأصرّي على التركيز على المضمون والجوهر، وتحدي به الناس والأعراف والمظاهر، لتساهما ولو قليلاً في تغيير قناعات المظهريين، إلى أن السعادة لا تكمن في المظاهر؛ بل في الحب والرضا والصبر.. وفّقكما الله وأعانكما.
أما بالنسبة لنقطة أنه ربما لا يُحسن معسول الكلام ويتحدث على فطرته ببساطة؛ فربما الفتى من كثرة ما حوله من ضغوط وما عليه من التزامات وما هو فيه من سباق مع الزمن من أجل الزواج بك؛ فإنه ربما توارت عاطفته قليلاً خلف كل هذا؛ فلم يعُد يركّز في ذلك، وهي نقطة -وإن كنّا لا نؤيدها ولكن- نطالبك بأن تمنحيه وقتاً أكبر، وبالتأكيد سيتغيّر حين تخفّ هذه الضغوط من حوله.. متّعكما الله بالسعادة معاً وراحة البال.. وأعانكما على ما أنتما فيه آمين.