أنا شاب في ال22 من عمري، حياتي غريبة وغير مستقرة، يأتيني ما أحتاجه في الوقت الذي لا أحتاجه فيه.. كنت أحب فتاة لمدة سنتين وحصلت مشاكل عند أهلها فرفض أهلي الارتباط بها وكان عندهم حق لأن المشكلة ليست هيّنة، ذهبت إلى أهلها بمفردي وطلبت يدها ولكن لا مفر فاستسلمت للقدر، وبعد ذلك أحببت فتاة أخرى حبا شديدا يفوق الخيال أرى فيها أما لأولادي وشريكة حياتي واتفقنا على الزواج والارتباط الرسمي، لأني عرفت معها معنى الحب الحقيقي وتأكدت أنها هي أول حب في حياتي فلم أشعر بشعور كهذا من قبل. لكن رجعت لي الفتاة الأولى وأخبرتني أن المشاكل اللي كانت عندها اتحلت وطلبت مني الرجوع، فأخبرتها بأن هذا مستحيل فأخبرتني أنها ليست بنت بسببي ولكنني قط لم أقترب منها ولكن أخبرتني أن هذا حدث بطريقة ما وتأكدت من صحة كلامها، فأدمنت الكثير من مغيّبات العقل وتدهورت حالي بعدما أقلعت عن كل شيء من أجل حبيبتي الفتاة الثانية حب حياتي حقا، أنا أعشقها ولا أتمنى غيرها وكنت داومت على الصلاة فتدهورت حالي وتأخرت في دراستي واضطررت أن أبعد عن حبيبتي حتى لا أظلمها أكثر. ولكنها لم تتحمل بعدي وتدهورت حالها فاضطررت لإخبارها الحقيقة فانهارت بكاء، لأني وعدتها أني لن أتركها يوما فهي غير مقتنعة أن الإنسان يفعل أحيانا أشياء غصبا عنه ويضيّع حياته بيده غصبا عنه، أنا حقا أعشقها ولا أقدر على بعدها وكل أمنيتي في الحياة أن تكون زوجتي، وأحس بالذنب ناحية الفتاة الأولى، ولكن حتى لو تزوجتها لن تشعر بحبي قط ولكن سيكون إكراما لها حتى لا تفضح، ماذا أفعل؟ أنا حقا تعبت عندما تعود لي حبيبتي أكون في قمة السعادة وتتحسن أحوالي ولكن أشعر أني أكذب على نفسي فسيأتي يوما للفراق. أنا مع حبيبتي منذ أكثر من سنتين ولا أستطيع الاستغناء عنها حتى مع وجود كل تلك المشكلات، بل يزيد حبها بداخلي أكثر، أخبروني ماذا أفعل؛ مستعد لفعل أي شيء لأكون بجانبها ومعها للأبد، أرجو الرد في أسرع وقت.
Mimo
الصديق العزيز.. تألمت كثيرا وترددت أكثر في أن أرد على رسالتك، وربما كانت رسالتك تلك عبرة للشباب الذين يتوقعون أن الفتيات يأتين ويذهبن وأن الشاب في النهاية سيحصل على ما يريد، وينسى أن الله تعالى موجود ومطّلع على أعمالنا. ولكن دعنا نناقش رسالتك منذ البداية، أنت يا عزيزي لم تفسر لي ما هي المشكلة الأساسية التي حدثت ورفض أهلك التقدم معك، فكانت النتيجة أنك قمت بالتقدم بمفردك لأهلها، فماذا كنت تتوقع؟ وماذا كنت تنتظر سواء من أهلك وأنت تفعل شيئا خارجا عن إرادتهم؟ لأنني أيضا لا أعلم ما هي أسباب اعتراضهم، وكذلك أهل تلك الفتاة من يرغب بشاب يذهب إليهم دون أهله، فماذا كنت تتوقع؟ هل كنت تتوقع ترحيبا بك لأنك بمفردك؟ مع الأسف لا تسير هذه الأمور بتلك الطريقة وخصوصا في مجتمعاتنا الشرقية يا سيدي. وكذلك أسمعك فيما بعد تقول إنك قد أحببت فتاة حبا حقيقيا، فأتساءل، وهل كان الحب الأول "لعب عيال" وتقضية وقت ممتع؟! أتفهم أن مشاعرك قد تغيّرت وخصوصا أنك وجدت حبا صادقا، وهذا وارد فالنضوج العاطفي يمر بمراحل مختلفة وأحيانا نمر بظروف قاسية حتى نجده بالطريقة المطلوبة. وهنا أتوقف عند نقطة مهمة جدا يا سيدي، وهي مصارحة تلك الفتاة لك عند عودتها بأنها ليست بفتاة بعد الآن بسببك، ولا أعلم كيف أنك لم تجامعها وحدث هذا، فأنت أعلم بهذه التفاصيل أكثر مني فما كان منك إلا أن اخترت الطريق السهل وهو الإدمان، وكأن تلك المخدرات وتلك المواد السامة ستعود بك بالزمن لتمحي خطأك. مع الأسف لن يحدث هذا، فما فعلته أنك "زوّدت الطين بلة" ولن يحدث ما ترغب به، لن تعود هذه الفتاة كما كانت وكأنك تعيش بآلة الزمن، فما حدث قد حدث وليس لديك الوقت قد تضيع أنت أيضا. أعلم أن ما أقوله من أجلك أنت وتلك الفتاة التي أخطأت معها ولن أتحدث عن حرمانية ذلك، فأنا لست من أهل الفتوى ولكن أطلب منك تصحيح خطأك وأن تتقدم لتلك الفتاة وتصلح منها وتصلح من نفسك ولتحاول أن تسترجع ذكرياتكما معا، فبالتأكيد لديها عندك رصيد من الذكريات الطيبة وربما مع الوقت انصلحت حالكما وسار الأمر على ما يرام. أعلم أنني قد أطالبك بالمستحيل عندما تصارح الفتاة التي تحبها بأنك ستتزوج غيرها، ولكن هذا أفضل من مماطلتك للأمر وتطويله وأنت تعلم النهاية، وخصوصا أنها على حق، لا يفعل أي شخص الحرام وهو مغيّب، فهو يعلم أنه قد أخطأ حتى وإن كان كذلك فإنه يحاول من إصلاح الأمور ولا يسير في الطريق الخطأ. سيدي.. لا تبرمج جهازك العصبي على تلك الوساوس لربما جعل الله لك الخير، وتب إلى الله واستغفره لربما كنت ممن أخطأوا وتابوا. يا صديقي الحل الأمثل هو أن تتقدم لتلك الفتاة وتتزوجها وتعمل على إصلاح شأنها من أجلها ومن أجلك، ومع الوقت ستكتسب خبرة الصبر، واتبع قول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}. كم جميل هذا الكلام لو فعلناه وآمنا به.. أعتذر لو خيبت ظنك بهذا الرد ولكني سأسأل وستسأل عما فعلت ولا أرغب في أن أخطئ وأصلح خطأ بخطأ أكبر منه؛ فكّر جيدا ربما كان هذا اختبار المولى عز وجل فاغتنمه، فلربما يريد الله أن تخلص ذنوبك يا صديقي، ولا نعلم ما الذي سيحدث بعد لربما جد جديد وكان لتلك الفتاة الأخرى نصيب معك. سأترك أيضا الإجابة مفتوحة لقرائنا، وأرجو من الله أن يعينك على فعل الصواب، واحسب يا صديقي حساب الأيام فسيأتي عليك يوما تكون لك فتاة وأبناء وحياة ومستقبل فلترسمه من الآن ولا تلوّنه بقلم أسود، بل اجعل لحياتك نصيبا من الأقلام الملوّنة.. تحياتي.