سأكون صريحاً إلى أقصى الحدود يا سيدتي.. لقد تعرفت إلى فتاة كورية تعيش بأمريكا.. كعادتي في الحذر من أي علاقة بشاب كان أو شابة فأنا أحاول التعرف إلى الشخص بعدة طرق تجعلني أعرف الشخصية الحقيقية لذلك الشخص؛ لأني حريص في علاقتي مع الآخرين..
لكم أن تأخذوا على سبيل المثال التنكّر باسم مختلف والتحدّث مع الشخص بعدة طرق حتى أعرف ماهيته. كما قلت، تعرفت إلى تلك الفتاة وأيقنت أنها تحب الإسلام وتريد أن تسلم؛ لكن أهلها يرفضون هذا ويودون تزويجها -إجباراً- لشخص غير مسلم ولا تعرفه. كانت علاقتي معها في البداية عادية جداً على أساس أنها صديقة فقط.. لكن حديثها المستمر عن الإسلام جعلني أحسّ تجاهها بشعور لا أعرف كنهه بالضبط. لديها اشتراك في الفيس بوك وقد رأيت صورها وهي جميلة فعلاً.. أراني أحببتها ولا أدري إن كان هذا حباً أم أنه مجرد إعجاب أم أي شعور هو بالضبط؟ لقد قررت أنني سأتزوج في خلال سنتين من الآن؛ لكني لم أجد فتاتي بعد، وأنا في طور البحث الآن. نعود إلى تلك الفتاة التي أخبرتني أنها ذاقت ألوان الأذى على يد أهلها من ضرب وذل وكلام جارح وتصرفات أخرى. تحدّثت معها في أمر الزواج وأخبرتها بكل صراحة أنني أحبها فكان جوابها أنه يجب أن نعرف بعضنا أكثر، وأنها تفكر فيّ أيضاً وأنها تفضّل صديقاً مسلماً صادفته.. وكل تلك الأمور. مرة أخرى فاتحتها في الموضوع بجدّية أكثر، وعلمت منها أنه لا مشكلة عندها أن تعيش في بلد عربي، وهذا هو الشيء الذي كنت متخوفاً منه؛ لكنها أبدت استعدادها للعيش في أي بلد عربي لأنها تحب أن تتزوج رجلاً عربياً مسلماً في المقام الأول. أخبرتني مرة أخرى أنه يجب أن نتعرف على بعضنا أكثر فأكثر لأن الزواج مسألة جادة ومهمة، وهي حياة أبدية يجب العناية بها منذ البداية. أصبحت أتحدث معها كل مرة عن الإسلام، وهي تعرف معلومات كثيرة وقيّمة عنه.. وهي الآن بين نار أهلها الذين يرفضون إسلامها ونار زواجها الذي لا تريده أن يتم. ما رأيكم يا سادة في ما قلته؟ هل أنا واهم؟ هل الزواج من أجنبية له مخاطر حتى لو كانت مسلمة؟ انصحوني يا سادة. mangashi عجباً لك يا صديقي الحَذِر جداً، والذي رغم تأكيده على توخّيه الحذر أكثر من مرة لدرجة أن يضع اسماً مستعاراً في رسالة لموقع لا يعرفه أحد فيه إلا إذا كان من المشاهير مثلاً؛ أقول: رغم هذا تريد أن تتزوج من فتاة أجنبية كل معلوماتك عنها لا تخرج عما قالته هي لك. وهنا لن أقول إنها ربما ليست فتاة أصلاً ولا أنها ربما تكون من محترفات صيد الشباب العربي عموماً والمصري خصوصاً؛ سواء لقضاء متعة شخصية أو استغلالهم لأغراض عامة تضر بأنفسهم وبلدهم، متستّرين بالمشاعر والعواطف التي يعلمون جيداً أنها نقطة ضعف كبيرة في العرب، ورغبتهم في لعب دور الفارس الشهم الذي يجيده الكثير منهم.. بالطبع لا أنكر هذا؛ لكنها تكون مدخلاً مناسباً جداً للسيطرة والخداع. ورغم أنها احتمالات واردة جداً وليست بعيدة كما قد تتخيل؛ إلا أنني لن أتعامل معها في حالتك هذه، ولكن لنأخذ الاحتمالات الأقرب للتصوّر والتي قد تكون برهاناً قوياً على عدم صدق ما قالته لك. فقد قالت إنها عانت الأمرّين من أسرتها رغم أنه -على حد علمي- لا توجد هذه المعاملة في تلك المجتمعات، وإن وجدت؛ فمن السهولة أن تترك منزل أسرتها وتجلس بمفردها سواء مع فتيات في سنّها أو بمفردها وفقاً لحالتها المادية؛ فالقيود الاجتماعية الموجودة في عالمنا العربي غير موجودة هناك، ولذلك فهي ليست مجبرة على تحمّل هذه المعاناة. ولا أدري بالطبع هنا مدى قدرتك على أن تسافر إليها وتجلس معها فترة من الزمن لتتعرف على الظروف التي نشأت فيها وتتأكد من روايتها؛ لكن ظني أنه حتى لو كنت تستطيع السفر والسؤال عنها؛ فلن تستطيع التأكد هل هي صادقة أم مخادعة؟ وهل هي حيلة للسيطرة عليك واستغلالك أم أنها فعلاً تريد من ينقذها؟ خاصة وأنك ستكون في أرض غريبة عنك ومع قوم يتكلمون لغة غير لغتك. وعموماً، ولأن احتمالات الصدق واردة أيضاً، ولعدم قدرتي بالطبع على الحكم عليها وبالتالي لا أريد ظلمها ولا أريد أن أحرمك وأقطع عليك طريق مساعدة فتاة وانتشالها من طريق خاطئ إلى طريق الصواب، ومن الممكن فعلاً أنها ترغب في المساعدة؛ فاقتراحي لك هو أن تطلب منها أن تنزل في زيارة لمصر، وإذا استطعت أن تدبّر لها عملاً أو تقنعها بالدراسة في الأزهر مثلاً، إذا كانت بالفعل تريد أن تعتنق الإسلام عن اقتناع ومعرفة بالدين، وبحيث يكون وجودها مقترناً بمشروع ما. افعل يا صديقي ذلك واعرض عليها الأمر، وتستطيع في هذه الآونة التعرّف عليها بشكل واقعي لتعرف مدى جديتها ومدى اهتمامها بك وبالدين، ومدى أحقّيتها في أن تكون أُماً لأولادك. وسواء اقتسمت معها نفقات سكنها أو تحمّلْتَها بمفردك؛ فلن تكون مشكلة كبيرة؛ فلو -لا قدر الله- حدث وكانت مخادعة؛ فلن تكون خسارتك أكثر من بعض النفقات، أما لو حدث العكس ستكون قد كسبت فيها ثواباً وتزوّجت من تقتنع بها ويميل إليها قلبك. وأريد مع كل ذلك أن ألفت نظرك للعديد من المشاكل التي حدثت بسبب الزواج من أجنبيات والتي من أهمها هروبهن بالأطفال وعدم قدرة الزوج على منعهن؛ فإذا حدث نصيب وتزوجت؛ عليك بمحاولة حفظ حقوقك في هذه الناحية والاشتراط عليها بعدم السفر بالأطفال دون إذنك، وأن تجعلها تقوم بالتوقيع على هذا وتقوم بتوثيقه بالطرق القانونية؛ هذا بالطبع إذا حدث الزواج؛ لكن لا تتسرع وحكّم عقلك واستخر الله تعالى وهو عز وجل خير معين.