لا ينكر أحمد حبه للنساء، في كل مرة أقابله يحدثني عن زوجته الجديدة، تزوج ست مرات في ثماني سنوات، أنجب من أربع نساء، وترك اثنتين قبل أن ينجب منهما. هناء أول واحدة تزوجتها خريجة الجامعة الأمريكية، شخصية متفتحة جداً، تصورت حين تزوجتها أنها المرأة التي أريدها وسأقضي معها عمري كله.. بعد عدة أشهر بدأت أشعر بعدم الراحة، لا تعجبني صداقتها لزملاء العمل، ولا أتصور أن زوجتي يمكنها الخروج مع رجل آخر في مكان عام، وتتعامل معه دون حدود أو قيود. ولماذا لم تخبرها بما يضايقك حتي تستمر الحياة؟ قال: حاولت خاصة أننا أنجبنا ابنا بعد عشرة أشهر من الزواج، وتخيلت أن وجود الطفل سيغيرها ويجعلني أنا الأول والأخير في حياتها وتنسي ما تربت عليه، لكن ذلك لم يحدث، فانفصلنا بعد أن تركت لها شقة الزوجية وربطت لهما دخلاً شهرياً مناسباً. والمرة الثانية؟ مختلفة تماماً أنت تعرف أنني من الشرقية أساساً لذلك قررت الزواج علي طريقة أهل بلدنا أخبرت أمي أني أريد زوجة ليس لها في الطور أو الطحين ست بيت بمعني الكلمة.. وقد حدث تزوجنا بعد لقاءين في منزل عائلتها، وانتقلت معي إلي القاهرة في شقة اشتريتها في المهندسين. كده حليت مشكلتك؟ في الحقيقة لا.. الحياة مع إنسانة خام أمر لا يحتمل.. تقريباً ليس لها أي تجارب في الحياة ولا حتي شخصية.. كل ما تريده هو البيت فقط لا غير، هي ست بيت ممتازة، تجيد أعمال المنزل وشاطرة جداً في المطبخ عايز أقولك أحلي طاجن حمام أكلته في حياتي كان من صنعها.. ثم اكتشفت سريعاً إنني لا أريدها.. لا أريد بيتاً نظيفاً وسفرة طعام كل يوم.. أريد امرأة تفهمني وأفهمها.. تشاركني همومي ومشاكلي وتكون قريبة من أفكاري. عارف: طلقتها وتركت لها منزل الزوجية وترسل لها مبلغاً شهرياً يكفيها هي وابنك الذي رزقتما به.. وانطلقت تبحث عن امرأة أخري. قال: أنت عارف كل حاجة.. وزي ما أنت عارف أنا أعمل في السياحة، لدي شركة شغالة والحمد لله، أغلب زبائني من إسبانيا وأمريكا اللاتينية.. تعرفت علي سيلفيا وهي تعمل في الشركة الإسبانية التي أتعامل معها.. تأتي سيلفيا دائماً بصحبة الأفواج السياحية.. وتقيم في مصر من عشرة إلي خمسة عشر يوماً كل رحلة. التقينا علي باخرة نيلية كانت تقل فوجاً سياحياً وقضينا معا أسبوعاً في رحلة نيلية من القاهرة حتي أسوان، لا أستطيع إخبارك بمميزاتها.. إنسانة متفتحة ومتعلمة وفي نفس الوقت ست بيت ممتازة.. بعد أن أمضينا وقتاً ممتعاً في الصعيد لحقت بها في إسبانيا وتعرفت علي أسرتها واتفقنا علي الزواج. لا.. لا تكمل فأنا أعرف الباقي.. حضرت مع سيلفيا إلي القاهرة وكانت حياتكما جميلة وممتعة لكن بعد فترة شعرت أنك لا تستطيع التكيف معها لأنها من بيئة مختلفة تماماً عن البيئة التي تربيت فيها، ورغم عملك بالسياحة لكن في داخلك رجلاً شرقياً لم يستطع التحمل فطلقتها ورحلت. بالضبط الفرق الوحيد أنها لم تنجب، ولم تكن تريد الاستمرار بالعيش في مصر لذلك لم أشتر لها شقة في القاهرة ولا أدفع لها نفقة شهرية! وقبل أن يسترسل في حكاية تفاصيل الزيجات الثلاث التالية قلت له عارف المشكلة إيه: إنك عايز امرأة صناعة يدوية، تصنعها علي يديك وتضع فيها كل ما تريده.. من شرقي وغربي.. يعني ست تفصيل علي مقاسك بالضبط.. لكن الحقيقة أنك لا تستطيع تفصيل هذه المرأة التي تريدها أو تتخيلها، وحتي لو وصلت إليها فلن تقتنع بها. تقريباً لا توجد فروق كبيرة بين أحمد وصديقتك التي جمعت بين أربعة رجال، فالاثنان لا يفكران سوي في المتعة الشخصية وليذهب الآخرون إلي الجحيم.. طالما يملكان مالاً يجعلهما يتصوران أنه يحقق لهما ما يريدان حتي ولو كان التمرغ في الحرام!؟