يرى الكاتب والروائي بهاء طاهر أنه عقب انفصال مصر عن الدولة العثمانية حنّ البعض إلى العودة إلى فكرة الخلافة في حد ذاتها مثل الإمام محمد عبده، والزعيم مصطفى كامل، ثم جماعة الإخوان المسلمين بقياداتها وسيد قطب وحتى اليوم، وهذه الجماعات تزداد تشددا وليس تطورا. وأضاف –خلال لقائه ببرنامج "هنا العاصمة" على شاشة CBC- أن المصريين يعيشون صراعا لم يبدأ اليوم؛ بل بدأ مع بداية الدولة الحديثة بالانسلاخ عن الدولة العثمانية بفضل الوالي محمد علي، والعلاّمة رفاعة الطهطاوي الذي أرسى مفهوم المواطنة، بأن قال إن إرادة الله ارتضت أن يعيش المصريون من مختلف الديانات في وطن واحد، وأصبحت مصر وطنا منفصلا وليس مجرد ولاية. وحدد طاهر أطراف هذا الصراع في الدولة الديمقرطية الحديثة من جهة، والراغبون في العودة بمصر للخلافة العثمانية من جهة ثانية، مؤكدا أن هدف هذه الفئة هو السيطرة على عقل الدولة ومفاصلها "ولكنه جهد غير ناجح"، حسب تعبيره. وبرر اعتقاده هذا بأن الحضارة المصرية هي تراكم خبرات عبر مئات السنوات وبالتالي لا يمكن تغييرها بين يوم وليلة. وبحسب طاهر -وهو أيضًا منسق لجنة الدفاع عن حرية التعبير- فإن أعضاء التيارات المتشددة لا يُبدعون لأن منظورهم للحضارة ضيق، وأن المحاولة الوحيدة كانت لسيد قطب أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين قبل أن يعلن "توبته"، وأن قيادات جماعة الإخوان المسلمين أغلبهم ينتمون لهذا التيار القطبي "المتشدد"، وفقًا لطاهر. وقال طاهر إن عودة وحدة الإرادة المصرية هو التحدي الأكبر الذي سيدفع المصريين للأمام لو تحقق؛ أو سيردهم للوراء لو لم يتحقق.