أنا عندي 21 سنة، ومرتبطة بواحد قدي وبنحب بعض جدا، وبقى لنا 6 سنين مرتبطين لأنه كان زميلي من زمان، ومن سنتين هو كلّم مامتي وفهّمها ظروفه وإنه إن شاء الله هيتقدم كمان كام شهر، هو محترم وبيحبني الحمد لله، وأنا عارفة ده كويس مش مجرد كلامه اللي بيحسسني بكده، لأني في فترة الجامعة كان ليّ زمايل ولاد كتير وده طبعا كان بيضايقه. المهم إني بعد السنتين دول ابتديت آخد بالي من تصرفاتي، وفعلا مابقتش أعرف أي حد خالص علشانه، وكنا الحمد لله كويسين جدا. المشكلة بقى إن من فترة قصيرة حوالي 4 شهور كده بقيت حاسة إني تعبانة أوي وحالتي النفسية كانت وحشة جدا؛ كنت على طول متضايقة ومخنوقة وخايفة وكنت كمان داخلة على فترة امتحانات، فكانت حالتي صعبة جدا، وكل ده بسبب إني خايفة من بكرة وخايفة حبيبي ده يخونني أو يعرف بنات أو.. أو.. حاجات كتير كانت دايما قلقاني وابتديت كمان أحس إنه مابيحبنيش زي الأول، على الرغم إن كل حاجة زي ما هي ومافيش حاجة اتغيرت بس إحساس الخيانة ده وإنه يعرف بنات كان بيموتني ويخنقني جدا، وكنت أما باتكلم معاه كان يتضايق ويقول لي إنتي إيه اللي بتقوليه ده؟ المهم إني ماكنتش مرتاحة خالص وتعبانة بجد فحاسة إن عندي زي ما يكون عقدة من الحكاية دي، لأن بابايا عرف على مامتي ناس وأكتر من مرة وكمان جوز خالتي، غير المشاكل اللي في التليفزيون اللي ماما على طول بتتفرج عليها، فحاسة إن ده سبّب عندي عقدة وخوف مع إن ده كان حاصل من زمان من أول ما اتعرّفت على حبيبي، بس عمري ما حسيت الأحاسيس الغريبة دي فمابقتش عارفة أنا عندي عقدة فعلا ولا إيه اللي بيحصل ده، فلمجرد إني عرفت إنه كلم بنت من إسكندرية من فترة كبيرة جدا اتضايقت منه وقلت له مش عايزة أعرفك، وفين وفين لحد ما اتصالحنا. ومش عارفة أعمل إيه، هافضل كده لحد إمتى هافضل عندي إحساس الشك وعدم الثقة وإني أدوّر وراه كل شوية وأشك في أي كلمة وأي تصرف لحد إمتى، بجد دي مش عيشة، أنا حاسة إني معقدة وبجد تعبانة أوي ويقول لي إن اللي بيخاف من العفريت يطلع له وإن فيه حاجة زي كده مذكورة في القرآن. يا ريت بجد حد يفسر لي إيه اللي أنا فيه ده وإيه الحل، وآسفة جدا للإطالة بس كان نفسي أبعت لكم من زمان، وشكرا.
mando
صديقتي الجميلة.. عالم اليوم مليء بالحركة والنشاط، وطبيعة المجتمع الآن تفرض الكثير من الاختلاط، وأنت شخصيا قلتِ في بداية رسالتك إنه كان لك أصدقاء ولم تتعد العلاقات أكثر من ذلك، واعتراض حبيبك عليها ليس معناه أنها كانت مشينة أو خيانة، ولكن هناك علاقات اجتماعية وهناك علاقات عاطفية والفرق شاسع بينهما. لاحظت من رسالتك أنك تعاني من مشكلتين: الأولى تأثرك بتجارب الآخرين ومنهم والديك، وشعورك أن ما حدث لهما سيحدث لك وهذا غير صحيح، وحله الوحيد بيدك هو أن تنزعي هذه الفكرة السلبية من عقلك لأن بقاءها فيه سيجذبها وسيدفعها للتحقق، كما يقول المثل "اللي يخاف من العفريت يطلع له"، وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "تفاءلوا بالخير تجدوه"، إذن الحل هو أنك كلما فكرتي بالخيانة أو استيقظتي مفزوعة من حلم سيئ ستكررين على نفسك هذه الجملة: "أنا مختلفة وحياتي ليست كحياة أي شخص آخر، لن أخون ولذلك لن يخونني أي شخص أحبه"، وصدقيني إننا في العادة نحصد ما زرعناه وليس ما زرعه غيرنا، فإذا أخلصتي ستجدين الإخلاص من كل من حولك في المقابل. المشكلة الأخرى هي اختلاط الأمور في عقلك، وتعريف الخيانة الحقيقي بالنسبة إليك، صديقتي نحن نحيا في عالم مليء بالعلاقات المعقدة التي لا نستطيع أن نتحكم فيها جميعا، ولكننا نستطيع أن نضع لها حدودا وقواعد. بمعنى أننا نذهب إلى الجامعة وإلى العمل ونقابل أقاربنا، فهل مقابلة أي رجل غير حبيبك خيانة؟ بالطبع لا، وبالتالي فأي علاقة بين حبيبك وفتاة أخرى ليست بالضرورة خيانة. على سبيل المثال لو زوجان يعملان ولديهما زملاء عمل من الجنس الآخر ولكنهما اتفقا على حدود العلاقات، واتفقا مثلا أن المكالمات التليفونية التي تخص العمل ولا تستغرق وقتا طويلا ليست خيانة، ولكن مكالمة التليفون الطويلة التي يتم إخفاؤها عن الطرف الآخر تعتبر خيانة، الخروج مع بعض الزملاء لأداء واجب اجتماعي ليس خيانة ولكن الوجود مع شخص معين في مكان خارج العمل خيانة، أو رؤية أحدهما الآخر في السرير مع شخص غريب هو الخيانة. إنها درجات يا عزيزتي، وقواعد يجب أن تطبق عليكما معا، فلا يجوز أن يسمح هو لنفسه بعمل صداقات مع الجنس الآخر ويمنعك من ذلك، لأنه معناه أن علاقاته ليست بريئة ويخشى أن تقومي بالمثل، والحل هنا ليس الفزع والخوف والهجوم، ولكن التفاهم حول قواعد وقوانين خاصة بعلاقتكما معا، وكلاكما يتبعها والمناقشة والعقاب لمن يكسر قواعد هذه العلاقة. اهدئي قليلا.. فالسعادة عادة ما تنبع من داخلنا.. ولن يستطيع أي شخص أن يخونك.. إلا لو خنتي أنتِ نفسك أولا.. بالرضا بأقل مما تستحقين في الواقع.