تماما كالبشر، تعاني القرود حالة من انعدام السعادة عندما تصل إلى منتصف عمرها، كما يحدث في البشر الذين يعانون من أزمة منتصف العمر، هذا ما تُنبئنا به أحدث دراسة أجريت في جامعة Warwick بالمملكة المتحدة، ونشرت نتائجها في مطبوعة Proceedings of the National Academy of Sciences. أجريت الدراسة في 65 حديقة حيوان على أكثر من 500 شمبانزي وإنسان الغاب (Orangutan)، وكان على حرّاس الأقفاص في كل الحدائق أن يلاحظوا باستمرار ما إذا كانت القرود تشعر بسعادة عند تحقيق الأهداف كالحصول على الطعام أو عند التواصل الاجتماعي، وكانت النتيجة أنهم وجدوا القرود التي في أواخر العشرينيات (فترة منتصف العمر لدى القرود) كانت تعاني أزمة كالتي يتعرّض لها البشر، وتعرف بأزمة منتصف العمر. إذا أخذنا نتائج الدراسة في الاعتبار، يمكننا أن نعزو أزمة منتصف العمر التي تصيب البشر في منتصف الأربعينيات إلى عوامل هرمونية طبيعية، وليس إلى ضغوط الحياة الحديثة كما كان يعتقد سابقا، فليس لدى القرود فواتير تنتظر الدفع ولا مصاريف مدارس أو مشكلات زواج وطلاق ومواصلات وأقساط متأخرة مثل التي يعاني منها إنسان العصر الحديث، ومع ذلك تصاب بنفس الأزمة! قد تبدو مسألة الإصابة بأزمة منتصف العمر وما يصاحبها من تعاسة مسألة حتمية، إلا أننا يجب أن نُعزّي أنفسنا بأن الأزمة مؤقتة، فعندما نكبر أكثر ستتحسّن الأمور بشكل كبير نتيجة لنضج المشاعر والوصول إلى مرحلة الحكمة.