أ ش أ شدد الرئيس محمد مرسي على أنه لن يسمح لفاسد أن يستمر في مكانه على الإطلاق، وأن أموال الدولة ستوجه إلى أهلها. وقال الرئيس مرسي خلال لقاء شعبي عقده اليوم (الجمعة) بمركز المؤتمرات بجامعة أسيوط: "بعد أن توافرت المعلومات عن من يحاول العبث بمقدرات الوطن، فإني لن أتردد أن أضع يدي على مواضع الأفاعي، وإذا تجاوز الأمر مصلحة الوطن فهذا يستلزم مني أن أكون لهذا العدد القليل من الأشخاص بالمرصاد بالعين والقول والفعل". وأضاف أنه لكي تتحقق أهداف الثورة لا بد أن تتحقق العدالة الاجتماعية، وأن يجتث الفساد، وأن توجه أموال البلد إلى أهلها. وأكد الرئيس مرسي أن لن تكون في البلاد فساد ولا محسوبية، ولن يسمح بتضييع الأوقات على الناس. وحول انحسار مساحات الأراضي الزراعية، قال الرئيس مرسي "من أخذ أرض على أنها للزراعة واستخدمها للبناء العقاري، أو تحايل، أو ارتشى، فإن الباب مفتوح للرجوع، ولكن الحقوق القانونية والوطنية الدستورية لا بد أن تعود إلى أصحابها ليأخذ الشعب حقه". ونفي الرئيس تراجع الدولة عما تعاقدت عليه إذا كانت العقود صحيحة وبعيدة عن المخالفات، موضحًا و"لكن من أخذ أرض لاستصلاحها ثم قام ببنائها عقاريا لا بد أن يدفع حق الدولة"، مشيرا إلى أن البعض يحاول أن يحافظ على مكتسباته من الفساد من خلال العمل على تشويه صورة الدولة، وسنتصدي لمن حصل على أراضي بالفساد ولمن استخدم أمواله لامتلاك قنوات فضائية تشوه الحقائق. وشدد الرئيس على أن الثورة لها إرادة والإرادة الثورية مستمرة وستبرز كلما لزم الأمر. وأكد الرئيس محمد مرسي أنه لن يتردد فى أن يدعو الشعب المصري كله لثورة ثانية لنقول له بوضوح من هم العابثون الذين أجرموا في حق الوطن، مشيرًا إلى أن هذا الوطن لا مكان فيه لفاسد أو لفساد. وقال مرسي إن الجميع يعلم من كان مع الثورة ومن كان ضدها، لافتا إلى أن البعض تباكى على الرئيس السابق، وهو الآن يتمسح في الثورة وهي بريئة منه، ويتحدث عن مشكلات الوطن بينما هو بعيد عنها. ودعا الرئيس مرسي من يحاول أن ينقل ممنوعات أو سلاح أو غيره إلى داخل البلاد أو يستخدم بعض الشباب، إلى أن يعودوا إلى حضن الوطن. وبالنسبة للفاسدين، قال الرئيس "من يدفع الضرائب القديمة التي تهرّب منها ومن يتصالح بنية خالصة مما اكتسبه بغير حق، فإن هذا الباب مفتوح ولكن التصالح لا يعني أبدا التغاضي عن حق الوطن". وأضاف لن نسمح أبدا بالكذب والتضليل وتغيير الحقيقة الماضية والآنية، ليس لأن ذلك ينال من أشخاص، وإنما لأنه ينال من الوطن، لافتا إلى أن القوانين تسن لحماية الناس من الخارجين عما اتفق عليه المواطنون لصون المجتمعات والأوطان. وتابع مرسي قائلا: "إن أكبر معوق لحركة الاستقرار والتنمية والنهضة هو الفساد"، مضيفا أن بعض من يريد أن يفلت من العقاب يستخدم المال الذي اكتسبه من فساد لتحقيق هذا الغرض. وأعطى الرئيس مرسي مثال بمحطة وقود وهمية حصلت وحدها علي 181 مليون لتر منذ عام 2008 تقوم بتهريبها وبيعها في السوق السوداء وتستفيد من سرقة الدعم الذي لا يصل إلى مستحقيه. وقال مرسي اسمع صوت الشعب الآن يقول بكل قوة "خلصنا من الفساد" ونحن الآن نضع أيدينا على مواطن الفساد ليتعافى الوطن، والفساد لا يمكن أن يقف على رجليه مرة أخري ولا بد أن نعبر عنق الزجاجة.
وفيما يتعلق بأسيوط ، قال مرسي إن أسيوط بها مشاكل كثيرة وخطيرة وعلى رأسها الأمية التي تصل نسبتها في المحافظة إلى 25 بالمائة، وهناك احتياجات لعمل طريق بطول 22 كيلومترا لربط المحافظة وهناك أيضا القناطر الجديدة التي نسعى للانتهاء منها في أسرع وقت، وأيضا الحاجة لتوليد الكهرباء ومشروع الهضبة الغربية وتطوير الجامعات والمستشفيات، والآن هناك محافظ من أبناء البلد يدرك طبيعة المشاكل ونوفر له كل الدعم لحل هذه المشاكل. ودعا الرئيس مرسي أهل الخير إلى الإسهام فى إتمام مركز القلب الذي تحتاجه أسيوط. ووجه الرئيس كلامه للمصريين قائلا أدعوكم جميعا الى العمل والإنتاج والجدية لكي ننتج غذائنا ودوائنا وسلاحنا، وهذا يحتاج لموارد كثيرة وإدارة رشيدة ونحتاج إلى بعض الوقت ولدينا خطة وأهداف كبيرة نعمل على تحقيقها ونحتاج توفير المناخ الملائم وهذا ما نفعله معا في المستقبل القريب.