السلام عليكم.. تحية طيبة لأفضل موقع وشكر خاص لكل العاملين على هذا الباب.. مش عارفة أبدأ منين، أنا مشكلتي نفسية بالدرجة الأولى وسببها -أو نقدر نقول أسبابها- كتير، عملت عندي ارتباك في الشخصية أو اهتزاز ما؛ يعني أنا قدام الناس باحاول قدر الإمكان أبيّن الثبات والثقة في النفس، بس جوايا حاسة إني ضعيفة جدا وإني أقل من أي حد في المكان اللي باشتغل فيه.. أيام الجامعة كان الشباب بيحاولوا يكلموا صحباتي البنات ويتعرفوا عليهم، أما أنا فماحصلّيش ولا موقف من ده، وده عمل عندي عقدة إني وحشة رغم إن اللي حواليّ بيقولوا إني مش وحشة، وبعد كده كان بيتقدم لي ناس ييجيوا على السيرة والسمعة الطيبة ولما يشوفوني ممكن يخرجوا مايرجعوش تاني. في الأول كنت باقول نصيب بس الموقف ده اتكرر أكتر من مرة، ساعتها بس اتأكدت إني فعلا وحشة، بس برضه ساعات يتقدم ناس وأنا اللي أرفضهم وبرضه أقول هما مش فارق معاهم الشكل لأني خلاص تيقنت إني مش حلوة، حتى لما أكون مسافرة وآجي أركب ميكروباص ألاقي بعض السواقين يقعدوا يختاروا في بنات من الموقف عشان يركبوهم وبيكونوا بنات حلوة وستايل، ده أكّد فكرة إني مش حلوة أكتر وأكتر. المشكلة إن الموضوع ده أثّر كتير على نفسيّتي، وبالتالي حاسة إن شخصيتي بقت مهزوزة.. أخاف أضحك في موقف يضحك تكون ضحكتي مش حلوة، حتى في كلامي بقيت ألوم نفسي جدا بعد أي حوار بيني وبين حد، وأقول كان لازم أقول كده وماقولش كده. أنا بقيت حاسة إن عامل البوفيه اللي بيجيب لي الشاي له شخصية عني، وحاسة إن كل اللي حواليّ مستضعفيني رغم إني في شغل ووظيفة كويسة جدا، بس مش عارفة أعمل لنفسي وضع، يعني مثلا لو محتاجة ورقة أصوّرها ماطلبش من العامل يروح يصورها لي وأقوم أنا بنفسي أعملها، مش لأني عايزة كده، لأ لأني بقيت حاسة إن العامل ممكن يقف قصادي ويقول لي مش عامل حاجة، وأتحرج أنا، لأنها حصلت مرة قبل كده.. كان فيه عامل جديد وكنت باعامله زي أخويا وكنت كمان أحل له مشاكله في الشغل، ومرة حصل موقف ووقف قصادي قدام الموظفين، صحيح هو اتحول للتحقيق وأخد جزا بس أنا بقى عندي عقدة، وحتى رؤسائي في الشغل باحس إنهم بيعاملوني إني ضعيفة وقليلة جدا، يعني مثلا كنت محتاجة أخلّص ورقة من المدير ورحت عشان أخلصها منه لقيت السكرتير بيمنعني من الدخول ويقول لي المدير مانع دخول أي حد لأنه مشغول، رغم إني في وضع ماينفعش أتحط في موقف زي ده، نزلت مكتبي وقفلت الباب وقعدت أعيط، ومن بعدها باحس السكرتير بيعاملني كأني ولا حاجة من بعد ما شاف معاملة المدير. أنا شخصيتي اتأثرت جدا بكل اللي اتعرّضت له على مدى السنين اللي فاتت في حياتي وبقيت حاسة إن أقل واحد في المكان اللي باروحه له وضع عني، وثقتي في نفسي بقت قليلة، مشكلتي في حياتي إني مابعرفش أعدي المواقف أو أتناساها، وكل موقف أتعرّض له أفتكر كل المواقف القديمة، أعمل إيه؟ وأستعيد ثقتي في نفسي إزاي؟ وإزاي أبقى قوية وأعدي المواقف اللي باتعرض لها؟ وهل اللي باتعرض له ده طبيعي ولا إيه؟ وهل أنا بحاجة لطبيب نفسي ولا لأ؟ أرجوكم ماتبخلوش عليّ بالرد.. وشكرا لكم.
ha0el
حساسيتك واهتمامك الزائد بالآخرين ونظرتهم إليك هو المصدر الأساسي لمشكلتك. بداية.. يجب أن تعي جيدا أن الذي يجذب الناس إلينا هو اهتمامنا بالموضوع أو الموقف الذي نوجد فيه وليس اهتمامنا بالآخرين.. فأنا مسافرة أركز في السفر ووسيلته ومدته وماذا سأفعل عندما أصل.. إلخ، أنا في العمل أركز في المهام الموكولة إليّ وكيف أنجزها بنجاح.. وهكذا. إن تشتت انتباهك ومحاولتك التماسك وادّعاء قوة الشخصية يشعر به الآخرون فيجهزون عليك دون رحمة، ويجب أن تعي جيدا أنك كلما اهتممت بالآخرين قلّت ثقتك في نفسك، ولذا عليك أن تهتمي بنفسك، بمزيد من القراءة والاطلاع، ومحاولة التعرف على الناس واكتساب خبرات من الشخصيات الناجحة وملاحظة كيف يتفاعلون ويتعاملون مع الآخرين، وليس سائق ميكروباص أهوج أو فتاة لاهية تعرف كيف تلاغي الرجال فيصطادونها.. هل كل طالبات الجامعة يقيمون علاقات مع زملائهم الشبان؟! ماكانش حد اتخرّج، إننا نذهب إلى الجامعة لنتعلم، وقد نشارك في بعض الأنشطة التي تساعدنا في الحياة العملية بعد ذلك، هذه هي مهمتنا الأساسية في هذا المكان، فلا ننشغل بغير هذا ونتسول إقامة العلاقات مثل الأخريات اللاتي ركّزن في مهمة اجتذاب الشباب إليهن، قد يكون عن طريق الملابس المثيرة أو الإيحاءات التي توصلها إلى هدفها، وبذلك هي تخلّت عن مهمة الطالبة وركزت في مهمة الأنثى التي تجذب الذكر إليها، إنه ليس الجمال كما تفهمين، بل إنه "التركيز" في هدف معين والتخطيط للوصول إليه.. مع التحفظ على مدى صحة الأهداف طبعا. إن قوة الشخصية تنبع من إيماني بهدفي والتخطيط له واختيار الطريق الصحيح للوصول إليه بمعارفي ومعلوماتي وخبراتي، وعند تحقيق هذه الأهداف أشعر بالإشباع والثقة بالنفس. السلبية هي مشكلتك الأساسية، فأنتِ تنتظرين من الناس الاهتمام بك، ولكن ماذا فعلتِ أنت للاهتمام بنفسك. تقولين إنك من جواك حاسة إنك ضعيفة، عليك أن تنزعي هذه الفكرة من رأسك تماما وعليك أن تقوي داخلك، انسي الآخرين وتذكري نفسك جيدا، اهتمي بمظهرك، اهتمي بثقافتك العامة وبإثراء معلوماتك في مجال العمل، بالثقافة الدينية، بمساعدة الآخرين، وهذا سيجدد أفكارك ويشعرك بالإيجابية، إن العطاء في حد ذاته سوف يعطيك قوة وتميّزا مما يشعرك بالسعادة، وهذا سيخلصك من فكرة الضعف أو الإحساس بالدونية. لا تتأخري عن تقديم المساعدة لأي شخص ما دامت في حدود اللياقة والأدب، ولا تتعجّلي الحصول على المقابل، وضعي في اعتبارك أنه عند الله، عليكِ أن تعرفي حقوقك ولو البسيطة، واطلبيها بحزم يشعر الذي أمامك بأن عليه أن يستجيب وأنك لن تتنازلي عنها. ولتعلمي جيدا أن قلقك وانشغالك بضعف شخصيتك قد لا يؤهلانك للحكم الصحيح على الناس والمتغيرات من حولك، ولذلك قد تكوني أنتِ المخطئة في الحكم على الناس، لأنك تنظرين إليهم بعين تقول: "أنا ضعيفة وأنتم لا تعطوني حقي" وهذا حكم ضمني عليهم بأنهم ظالمين مما يستفزهم أكثر تجاهك. أما عن مسألة الزواج والعرسان الذين يخرجون ولا يعودون، فهي ليست مشكلتك وحدك، بل هي مشكلة مجتمع بأكمله، تمثل جزءا منها في الظروف المادية، والجزء الأكبر في عدم قدرة الشباب، أو عدم رغبته في تحمل الأعباء العائلية حتى لو توفّرت لديهم الإمكانات المادية، ولذلك فهم يطلبون مواصفات للعروس لا وجود لها إلا في خيالهم، فيتنقلون من بيت إلى بيت، ومن فتاة إلى أخرى، حتى يجدوا المبررات للهروب من تهمة ضعف الرجولة أو عدم النضج الاجتماعي، والحجة الجاهزة "العروسة ماعجبتنيش"، ويقول كاتبنا الكبير أنيس منصور: "جميلة، ذكية، غنية، دي منتهى الاستفزاز" ومن ثم فقد يكون العيب فيهم وليس فيك. إننا نسمع عن الأشخاص الذين لديهم "كاريزما" أي القدرة في التأثير على من حولهم، إنهم متحمّسون لأفكارهم، يقومون بها لاعتقادهم أنها صحيحة ويسلكون كل الطرق لتنفيذها، ليس استعراضا أو خوفا من الناس، لكن اقتناعا بأنها الأصح، فيجبرون الناس على احترامهم، وهذا ما يعرف في علم النفس باستقلال الشخصية التي هي معيار أساسي من معايير الصحة النفسية.