أنا بنت مخطوبة عندي 21 سنة في كلية فنية، اتخطبت من سنة عن قصة حب جميلة، الشخص اللي خطبني كان بيحبني من أيام ثانوية عامة وأنا ماكنتش أعرف. وفي أول سنة في الكلية صارحني وبعديها بسنة اتقرت فاتحتي عليه، وبعديها بفترة اتخطبنا والحمد لله، مع العلم إن أنا وهو مش في كلية واحدة. المهم أنا كنت واثقة فيه جدا خصوصا أنه يعرف ربنا وكمان بيحبني وأخلاقه كويسة ومحترم، عمري ما شكّيت فيه، كنت أحيانا باغير عليه وباعمل مشاكل بس كانت بتعدي.. لغاية بعد الخطوبة.
ابتدت الغيرة جوايا تتحول لشك، ماكنتش بانام بسببها، وعملت معاه مشاكل كتير أوي بالرغم من التفاهم اللي وصلنا له واللي كان نفسي يحصل من أول ماعرفته. بقيت باحس أنه بيبعد عني وبيخبي عني حاجات، كان معرفني على زمايله البنات في الكلية علشان يطمني، بس أنا ماكنتش بحبهم ومش بارتاح لهم، خصوصا واحدة فيهم كنت كل ما أروح الكلية عنده ألاقيها متضايقة كأنها متضايقة مني.. وكنت باقوله كده كان يقول لي إنها هي كده وطبعها كده وكئيبة، عمره ما كلم واحدة فيهم في التليفون قدامي، والموضوع ده كان بيضايقني جدا، وكنت باقعد أقول له وباتخانق معاه بس كان غصب عني. أنا كنت حاسة إن فيه حاجة مخبيها عليّ، وفعلا اكتشفت شيء جرحني وتعبني ومش قادرة أنساه، في يوم إيميله اتسرق واتبعت لي من عليه كلام بينه وبين البنت دي، للأسف هو ماكانش كلام حب أو إنه بيحبها، بالعكس الكلام معظمه من ناحيتها هي وإنها بتحبه وبتغير عليه. هو كان رده عليها قليل أوي، بس المفروض إننا متفقين أنه مايكلمش حد على إيميله علشان كان فيه مشكلة زمان حصلت بيننا ووعدني أنه مايكلمش حد، بس كدب عليّ للأسف وجرحني. فجأة حسيت إنه مش بيحبني وحسيت إني كل الفترة دي كنت باتعامل مع إنسان ماعرفهوش، وجه في دماغي حاجات كتير أوي، إنه مخبي عليّ حاجات تانية ومابقتش قادرة أتعامل معاه زي الأول. أنا بعد ما قريت الكلام اللي مكتوب رحت مكلماه في ساعتها وقلت له على اللي حصل وماقدرتش أكمل، كنت تعبانة أوي ومجروحة.
قفلت موبايلي علشان مايكلمنيش وتاني يوم الصبح فتحته لقيته بيكلمني وبيقول لي أنا جاي أفهمك كل حاجة، وفعلا جه وماكنتش قادرة أبص له من اللي عمله فيّ والموقف اللي حطني فيه.
حكى لي حكاية غريبة أوي، قال لي إن البنت دي بتحبه من سنة أولى كلية، وإن أخته وباباه عارفين، بالرغم من إنه متعود مايقولش لحد على حاجة، بس كانوا عارفين الموضوع ده علشان كانت بتكلمه في التليفون وهو كان بيهزأها وبيشتمها، ولأن هي ماعندهاش دم كانت بترجع تتصل تاني وكان بيرد عليها وبيكلمها على النت علشان هي بتتعب وبتدوخ وبتروح المستشفى لما بيعمل كده معاها وهو مش عايز يتحمل ذنبها. ده كان كلامه، بس قبل الموضوع ده زمان كنت باكلم أخته وكنت باحكي لها على مشكلة بيننا وكنت باشتكي لها منه، وقالت لي على البنت اللي بتكلمه وهو بيشتمها وقالت لي إنه بيحبني أنا ومخلص ليّ أنا. ولما رحت وحكيت له قال لي دي كانت واحدة معجبة بيّ وأنا ماشفتهاش وشتمتها من زمان وبطلت تتصل، لما حصل الموضوع ده اكتشفت إن هي دي البنت اللي كانت بتتصل بيه.. زميلته في الكلية. يعنى هو كدب عليّ مرتين، أنا اتصدمت، المهم قعد يصالحني وكلم صاحبه قدامي علشان يخليه يقول إنه كان ناوي يقاطعها ويغير رقم موبايله أول ما يخلص كلية، وكان عايز يكلم أخته وباباه كمان علشان يحكوا لي وأنا أصدقه وأنا ماردتش. المهم قلت له ماشي هاصدقك بالرغم من عدم اقتناعي بالسبب اللي قاله، بس حبي له خلاني أقول له ماشي، بس اشترطت عليه إنه يقطع علاقته بيها، هي فاضل لها ترم واحد في الكلية، وقلت له يغير رقم موبايله.
وطبعا وافق ونزل يوميها وكلمني بعديها بنص ساعة وقال لي إنه كلمها وقطع الكلام معاها، وقال لها إني عرفت وقال لها ماتتصلش تاني بيه، وهي طلبت منه إنها تكلمني علشان تقول لي إنه هو مالوش ذنب في أي حاجة وهو رفض، ولما سألته قال لي خلاص أنا كده كده مش هاكلمها تاني حتى لو اتصلت مش هارد عليها.
طلبت منه يديها رقمي مارضاش، اتضايقت بس عديتها وسألته هو ليه ماكلمهاش قدامي ما دام كان ناوي يكلمها، قال لي أنا كنت عندكم في البيت وماكانش ينفع أعلّي صوتي. دلوقتي أنا من جوايا مش مصدقاه، خصوصا إنه كدب عليّ، واللي يكدب مرة ممكن يكدب تاني وتالت، ومش قادرة أنسى الموضوع، خايفة يكون بيقول لي إنه مش هيكلمها ولسه بيكلمها. أنا كمان طلبت منه يقول لأخته إني عرفت بالموضوع وهو مش راضي، مش عارفة ليه، ممكن يكون بيكدب عليّ ولسه على علاقة بالبنت دي.. أعمل إيه معاه؟ يا ريت تردوا عليّ علشان أنا تعبت من التفكير.
fatoma_tota82
مرحبا بكِ صديقة "بص وطل".. وفقكِ الله ورعاكِ وأزاح عنك الهم والحيرة. واضح جدا إنها قصة حب رومانسية من كليكما، فأنتِ تغارين عليه بشكل ظاهر، وهو يريد بكل ما أوتي من قوة تلافي أي سبب لزرع الضيق والشك في قلبك، لكن للأسف دون جدوى. عزيزتي للشيطان أبواب يدخل منها ليعكر صفو حياتنا، يدفعنا لنخربها بأيدينا بعدة وسائل، وغيرتك الزائدة دفعت خطيبك إلى الكذب تفاديا للمشكلات، لكنه أدى إلى مزيد من المشكلات. الشيطان أقنع خطيبك بمبدأ الكذب الأبيض بهدف إبعاد الشك عن زميلاته حتى لا يضايقك، لكنه استخدم أسلوبا خاطئا، وهو الكذب وعدم الصراحة، ففتح بابا جديدا لمكر الشيطان، في نفس الوقت الذي تعمّد فيه شخص آخر زرع الشك في قلبك. تعالي نتكلم بشيء من العقلانية، ما الذي يجبر خطيبك على الاستمرار معك إذا كان لا يحبك كما تحبينه؟! ولماذا لم يتقدم لخطبتها هي بدلا عنك؟! لنفترض أنه أخطأ في خطبتك وأنه اكتشف حبه لها فيما بعد، فلماذا يدخل نفسه في هذا الكم الهائل من المشكلات ويتمسك بك؟! علما بأن الرجال بطبعهم لا يحبون كثرة الحديث في موضوع بعينه، ولديهم من المسئوليات ما يغنيهم عن المشكلات التي تضيق عليهم. أتفق معكِ في أنه أخطأ وأن كلامه أحيانا لا يبدو متجانسا، لكن أعذره، فهو في حالة تخبّط يريد الاحتفاظ بحبه، وفي نفس الوقت يريد البعد عن المشكلات وعدم التسبب في عقدة لهذه الفتاة التي أشعر بأنها تعاني من مرض نفسي. أخالفك الرأي وأشعر أنه صادق، لكني ألومه على أنه اتخذ من الكذب مخرجا لمشكلته ولم ينتبه إلى أن الكذبة الواحدة يلزمها عشرات الكذبات لإخفائها. نسي حديث الرسول الكريم: "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا". عزيزتي.. أنتِ أدرى مني بأخلاق خطيبك وبمدى التزامه ومطابقة أفعاله لأقواله، قيسي كل شيء ولا تنظري فقط إلى هذا الموقف، ماذا عن علاقته بكل من حوله؟ وكيف يتحدث عن الفتيات بشكل عام؟ هل بطريقة فيها احترام أم بطريقة مستهترة؟ دورك الآن في أن تزرعي الثقة بينكما من جديد بأن تمنحيه تلك الثقة أولا، ولكي تستريحي من الممكن أن تتحدثي مع أخته على انفراد حول هذا الموقف وتطلبي منها أن لا تخبره. لكن بعد أن يستريح قلبك رجاء لا تحيطيه بهذا الكم من التساؤلات، وثقي في الله لأنك ما دمتِ إنسانة صادقة مع نفسك قبل أي شيء تلجئين إليه في كل صغيرة وكبيرة فلن يخذلك أبدا. بمعنى أنكِ إذا صدقتي النية مع الله والتزمتي بحدود الدين والخلق مع خطيبك ولم تنسي أنه لا يزال خطيبك وأن احترامك لذاتك وتقديرك لوالديك سيميزانك عن بنات حواء ويجعلانه يتمسك بك أكثر وأكثر، وليس أي تجاوزات في القول أو الفعل، فالرجل بطبعه ذكي وأناني ويميل إلى المتميز وليس إلى الفتاة أو الشيء السهل مهما كانت الدوافع. فقط في هذا الوقت الذي تحافظين فيه على إرضاء الله قبل إرضاء البشر، بالشكل الذي يتوافق مع كونك أنثى رقيقة خجولة ذكية متفائلة اجتماعية طموحة، لا تكثري من التأنيب والتذكير بما حدث من أخطاء، خاصة مع حرص الآخر على استرضائك، هنا تحافظين على خطيبك ولا تتركي للأخريات سبيلا لتخريب أجمل قصة رومانسية.